في أول مرة هجرني فيها الحب
فقدتْ أواني المنزل الفضية الاسترلينية،
في لمح البصر، بريقها
وبقيتُ في الفراش لأسبوعين.
بمرور الوقت، توقف مالك العقار عن مهاتفتي
للسؤال عن الإيجار المتأخر
وبدأ في الاتصال للتأكد من أنني لا زلت على قيد الحياة.
لكن رحيل الحب جعل مني ميتة حية
محطمة ونازفة
كان صوتي كقالب صابون لم استخدمه لأيام
لهذا عندما تكلمت أخيرًا، بدت كل كلمة وكأنها
حسرة قذرة
سئمت الجدران صمتي العنيد
حتى أنها تقشرت وصولًا إلى تجاويف الجص والعروق الخشبية
فقط لتتخلص من طبقة الصدى العليا.

عندما هجرني الحب ثانية
كان الاعتراف الذي كتبه عن امرأة أخرى
عشرة مرات أسوأ من اعترافه اللاحق
بأنه ضاجع امرأة غيرها أيضًا.
هذا هو سبب نفاذ حبر الأقلام
على نحو خارق
كل خطوة استشعرتها وكأنها حريق في البساط
إلا أن هذه المرة،
حرقَ الحب المواضع الأعمق
القريبة لقلبي.

شممت قميصه لساعات حتى، في النهاية،
أصبحت عاجزة عن التمييز بين رائحة خيبة الأمل
ورائحة الرغبة في المصافحة والمغفرة مرة أخرى.
لو أن الشرطة عثرت على عظامي في مجرى النهر الجاف
خلال الفترة التي هجرني فيها الحب ثانية
لوجدوا كل واحدة وقد حفرتها الخسارة بعمق
حتى أنها نفذت إلى النخاع.

في ثالث مرة
اعتقدت أنها القشة الأخيرة
ثم أدركت أنني في حاجة إلى المزيد من القش
لأمارس عادتي المفضلة:
الثمالة، حتى أمرر فترة طويلة تكفي لنسيانه.
كل شيء تحول للون حادث دراجة مدمم،
وتعلم الأمساك بالمقود والعودة على المقعد من جديد
كان أصعب ما قمت به مطلقًا.

اللعنة!
إنهم لا يصنعون خوذات قوية بما يكفي
لتحمينا من خسارة كتلك.






(ﺟﻤﻴﻊ ﺗﺮﺟﻤﺎﺕ ضي رحمي)

---