هكذا سينظر حزنك إليك:

في الثواني التي تعقب الحدث، ستشعرين أن العالم انقلب على رأسه، وأنك لا زلت واقفة، وجهك شاخص للأمام، بينما كل شيء يبدو وكأنه يتراجع ويتباطأ. عقلك يصر أنك لم تتغيري؛ العالم فعلَ، بينما قلبك يصر أن العالم لا وجود له، أنتِ فقط. كلاهما يحاول إقناعك أنك لست منبوذة، إنه مجرد خلل كوني. لكن عقلك يكذب، وكذلك قلبك.

بعد أربعة أيام، عندما نهضتِ من الأرض، حيث بقيتِ من وقتها، زارتك أمك مرتين، قالت "اسمعي، ستتحسن الأمور. فقط اسمحي لها"، و"بإمكاننا مساعدتك" لو سمحتِ. الكلمات تبدو جوفاء، لكنك تشعرين بخواء أعظم من أية كلمات تسمعين ترددها واختفاءها داخلك.

بعد أسبوع من نسيانك للنوم، نسيانك للحلم، نسيانك للتواصل بالكيفية التي لا يزال من حولك يملكونها. تتساءلين ما شكل التنفس دون قلب مفطور، تتساءلين ما طعم الكلمات دون مذاق الموت، تتساءلين عما يريد الكون أن يخبرك من خلال هذا كله. لكنك لن تتساءلي أبدًا لو أن الأمور ستكون على ما يرام، لأنك متأكدة أنه لن يحدث.

شهر يتسلل ببطء بعيدًا، بالطريقة نفسها التي تتجمع بها المياه المتساقطة من سقف في دلو. لا زلتِ هنا، هذا يدهشك أكثر من أية شيء آخر، لأنك لو ما زلت هنا، هذا يعني أنكِ لا زلت تتنفسين، رغم جهودك المضنية لسحب روحك بعيدًا عن هذا الجسد المصدوع.

مرت ثلاثة أشهر، الناس كأنهم أسطوانة عالقة طوال هذه المدة، كل شيء الآن يحدث بشكل آلي. أنهض، أتحمم، أذهب إلى العمل، أنسى الطعام، أعمل أكثر قليلًا، أعود للبيت، أحيانًا أتذكر أن آكل، أذهب للنوم. الروتين مخدر، ولكن، هذا سبب راحته.

السر في الخدر هو أنه يخترق جلدك، يسري في عروقك يصل إلى قلبك.

السر في الحزن هو أنه لا يختفي بالكامل أبدًا، بغض النظر عن مدى خدرك.







(ﺟﻤﻴﻊ ﺗﺮﺟﻤﺎﺕ ضي رحمي)

---