نشيد إلى الريح الغربية - بيرسي شيلي | اﻟﻘﺼﻴﺪﺓ.ﻛﻮﻡ

يعد الشاعر بيرس بيش شيلي واحداً من كبار الشعراء الرومانسيين الإنجليز ومن أعظم شعراء القصيدة الغنائية في اللغة الإنجليزية (1792-1822)


2674 | 0 |




-1
يا ريح الغرب الوحشية
أنتِ يا تنفس الخريف
أنتِ يا من وجودك اللامرئي
تساق أوراق الشجر ، كأشباحٍ تفر من ساحرٍ ما
صفراء ، سوداء ، باهتة ، حمراء محمومة ، حشودا يضربها الطاعون
آه يا من في مراكب مسرعات
تسوقين حبات القمح المهيضات الى سريرها الشتوي المظلم
الى حيث تنام .. باردةً .. واهنة كأجداث ضمتها القبور
حتى تنفخ أختك اللازوردية ، الربيع
في بوقها على الأرض الحالمة
لتملأ التل والسهل
(سائقة البراعم الحسناء كقطعان ترعى في طلق الهواء)
بألوان وروائح حية
أيتها الروح الجموح ، يا من تتحرك في كل صوب
يا مدمرة ويا حافظة
أنصتي ! آهٍ ، أنصتي !

-2
أنتِ ، يا من في تيارك الجارف
وسط اضطراب السماء الشاهقة
تتساقط قزع الغمام .. كأوراقٍ أرضيةٍ ذابلة
حين تنفضها الأغصان المتشابكة
للسماء والبحر .. ملاكي المطر والبرق
وهناك ثمة انسدلت في استواء
من تخوم الأفق المبهمة الى ارتفاع السمت
جدائل العاصفة المقبلة
فوق الأديم الأزرق لاصطخابك الأثيري
كأكليل شعرٍ ناري
رفعته مينادةٌ هائجة *
أنتِ يا لحنا جنائزيا للسنة المحتضرة التي من أجلها
سيمسي هذا الليل المطبق
قبة قبرٍ عظيمة
معقودةٍ بحجارةٍ من جبروت ملتز
لأبخرتك التي من هوائها المرصوص
ينفجر المطر الأسود ، والنار ، والبرد
آهٍ … أنصتي !

-3
أنتِ يا من أيقظتِ المتوسط الأزرق من أحلامه الصيفية
لما استلقى وقد هدهده اضطراب التيارات البللورية
على أقدام جزيرة بركانية ، هناك عند خليج "بايي" *
ليرى فيما يرى النائمون :
قصورا وأبراجا تهتز في عنفوان الموج
زحفت عليها زهور وطحالب لازوردية
في روعة تشل ريشة الأحاسيس
أنتِ يا من كي تشقي طريقك
تفلق آلهة الأطلسي المتينة أجسادها وتتصدع.
وهناك .. في الأعماق الفضية
تعرفت صوتَك زهور البحر
التي اكتست أوراق المحيط الشاحبات
فشابت من هول رعبك
وارتجفت وتعرت … آه ، أنصتي !

-4
ليتني من يابس الورق الذي تسوقين
ليتني غيمة مسرعة فأطير معك
أو موجة تلهث تحت سطوتك ، وتشاطرك نبض جبروتك
غير أني ، واحسرتاه ، لست حرا كما أنت .. يا مطلقة العنان
بل ليتني أعود للصبا
فأكون رفيق تهيامك عبر السماء
كما في تلكم الأيام ، حين كان سبقي إياك
بالكاد يبدو حلما
لو كان الى ذاك من سبيل
لما جاهدت معك ، وأنا في مسيس حاجتي ، بصلاة يقيمها القلب
آه ، ارفعيني كمثل موجةٍ ، كمثل ورقة ، أو غمامة
فأنا أهوي على أشواك الحياة وأنزف
وعلى قلبي ينيخ حمل من الساعات يذلني
أنا ، شبيهك ، السريع ، الفخور ، العصي على الترويض.

-5
اجعليني – كما الغابة - قيثارة في يديك
وما علي إذا مثلها تساقطت أوراقي
فهدير لحنك الجبار ينزع من كلينا
أنغام خريف عميقة ، جميلة برغم حزنها
كوني أيتها الروح الغضبى روحي
كوني أنا ، أيتها المقدامة الجسور
واكنسي ميت أفكاري ، مثل أوراق يابسة
لتعجلي في ولادة جديدة
ولتطلقي ، بوحيٍ من رقى هذي القصيدة ، كلماتي بين البشر
كما يثور الرماد والشرر من أتون لا ينطفي
كوني على شفاهي مزمار نبوءة
يوقظ الأرض من غفوتها
آه يا ريح .. إذا حل الشتاء .. هيهات أن يتأخر الربيع !


* المينادة (maenad): امرأة تشارك في مهرجانات باخوس الإباحية .
* بايي (Baiae): مدينة أثرية ساحلية تقع على بعد عشرة أميال الى الغرب من نابولي بإيطاليا.

المصدر: ماجد الحيدر - نشيد الحرية وقصائد أخرى






(ﺟﻤﻴﻊ ﺗﺮﺟﻤﺎﺕ ماجد الحيدر)
اﻟﺘﻌﻠﻴﻘﺎﺕ (0)   

1
أيتها الريح الغربية المتوحشة،
يا زفرات كيان الخريف،
أنتِ التي أمام حضرتك الخفية
تندفع أوراق الشجر الميتة
كما تفرُّ الأشباح هرباً من ساحر،
صفراء وسوداء وشاحبة، وحمراء محمومة
جموعٌ قد ابتليت بالوباء: أنتِ
يا من تحملين البذورَ المجنّحَة إلى سريرِها
الشّتويِّ المظلم، حيث ترقد باردةً في الأسفل،
كلٌ منها أشبه بجثّةٍ داخل ضريحها، إلى أن
تنفخ شقيقتك اللازوردية التي تأتي مع الربيع
في بوقها على الأرض الغارقة في أحلامها، وتملاُ
(وهي تسوق البراعم الحلوة كالقطعان لتتغذى في الهواء)
السهولَ والتلالَ بألوانٍ وروائحَ تعجّ بالحياة:
أيتها الروح البرّية التي تتحرك في كل مكان؛
أيتها المدمرة والحافظة؛ إسمعي،
أتوسل إليكِ، إسمعي!

2
انت يا من على تَيّارِكِ، وسط هياج السماء الشاهقة،
تتبعثر الغيوم كما تتبعثر أوراق الشجر الذاوية على الأرض،
حين تُنْتَزَعُ من أغصان السماء والمحيط المتشابكة،
ملائكةُ المطر والبرق: هناك تتناثر
على السطح الأزرق لدفقك الهوائي
مثل الشعر اللامع الواقف فوق هامةِ
منيادةٍ* شرسة، من حافة الأفق
القاتمة إلى عنان السماء،
خصلاتٌ من العاصفة القادمة. انت يا أنشودةَ
العام الذي يحتضر، الذي ستكون ليلةَ الختام هذه
بالنسبة له قبةَ ضريحٍ كبير،
مغطاة ًبكل ما تستجمعين من جبروتِ
أبخرتِكِ التي من جوّها الصلب
سينفجر مطر أسود ونار ووابل من البَرَد:
أتوسل إليك أن تسمعي!

3
أنتِ التي أيقظتِ البحر الأبيض المتوسط ذي اللون الأزرق
من أحلامه الصيفية، حيث كان راقداً
يهدهده تكور جداوله البلورية،
بجوار جزيرة صخور بركانية نَخِرة في خليج بايا،
ورأى في منامه قصورأ وأبراجاً قديمة
ترتعش في يوم الموجةِ الأكثر توتُّراً،
وجميعها قد تطاولت عليها طحالبُ وزهورٌ زرقاء
حلوةٌ إلى حدّ يفوق التصور! أنت
يا من في دربك قوى الأطلسي الملساء
تلقي بنفسها في هاويات سحيقة،
بينما في الأعماق البعيدة
براعم البحر وغاباتة الطينية التي ترتدي
أوراق الشجر الخالية من العصارة في المحيط، تعرف
صوتَكِ، وفجأةً تكتسي بلون الرماد هلعاَ،
وترتعد وتسلب نفسها: أتوسل إليك، اسمعي!

4
ليت أنّي ورقةُ شجرٍ ميتةٌ لعلك تحملينني؛
ليت أنّي سحابةٌ رشيقة لأطير معِك؛
موجةٌ تلهث تحت سطوتكِ، وتشارككِ
في إيفاع قوتك، لكن بحريةٍ أقلّ
منك، يا من لا تخضع لسيطرة شيء، ليت أنّي
كما كنت في صِبايَ، أستطيع أن أكون
رفيق جولاتك عبر السماء،
وأيّامَها، حين لم يكن تجاوز سرعتكِ السماوية
يبدو امرأ بعيد المنال، ما كنت لأُجْهِدِ نفسي
معك كما الآن في دعائي وأنا في أمسّ الحاجة.
أوّاه! إرفعيني مثل موجةٍ، ورقةٍ، سحابة!
ها أنا أسقط على أشواك الحياة! أنْزِف!
عِبْئٌ ثقيلٌ من الساعات قيّدَ وحنى ظهرَ
واحدٍ هو أيضاً مثلك: عصيٌّ على الترويض،
متعجّلٌ، ومعتدٌّ بنفسه.

5
إجعليني قيثارتك، مثلما هي الغابة؛
ماذا لو كانت أوراقي تتساقط مثل أوراقها!
فالصخب الذي تصدره إيقاعاتك الجبّارة
سيأخذ من كلينا نغماً خريفياً عميقاً،
حلواً على الرغم من الحزن. كوني أنت،
أيتها الروح الشرسة،
روحي! كوني انت أنا، أتها الجامحة!
طوفي بأفكاري الميتة حول الكون
كالأوراق الذاوية لتُعَجِّلي بميلاد جديد!
وبقوة تعويذة هذا القصيد،
بعثري، كما من موقدٍ رمادُهُ
وشرره مُنطفِآن، كلماتي بين بني البشر!
كوني من خلال شفتيّ إلى الأرض التي لم تستيقظ
بوقَ النبوءةِ! أيتها الريح،
إذا حلّ الشتاء، فهل سيكون الربيع بعيداً؟


* المنيادة: المنيادات في الأساطير الإغريقية
هن مجموعة من الإناث يتبعن ديونيسيوس،
إله الخمر. ويشير معنى كلمة منيادة
إلى الجموح والعربدة والانفعال الشديد.




(ﺟﻤﻴﻊ ﺗﺮﺟﻤﺎﺕ نزار سرطاوي)
اﻟﺘﻌﻠﻴﻘﺎﺕ( 0)   
Ode to the West Wind


I

O wild West Wind, thou breath of Autumn’s being,
Thou, from whose unseen presence the leaves dead
Are driven, like ghosts from an enchanter fleeing,

Yellow, and black, and pale, and hectic red,
Pestilence-stricken multitudes: O thou,
Who chariotest to their dark wintry bed

The wingèd seeds, where they lie cold and low,
Each like a corpse within its grave, until
Thine azure sister of the Spring shall blow

Her clarion o’er the dreaming earth, and fill
(Driving sweet buds like flocks to feed in air)
With living hues and odours plain and hill:

Wild Spirit, which art moving everywhere;
Destroyer and Preserver; hear, O hear!


II

Thou on whose stream, ‘mid the steep sky’s commotion,
Loose clouds like Earth’s decaying leaves are shed,
Shook from the tangled boughs of Heaven and Ocean,

Angels of rain and lightning: there are spread
On the blue surface of thine airy surge,
Like the bright hair uplifted from the head

Of some fierce Maenad, even from the dim verge
Of the horizon to the zenith’s height,
The locks of the approaching storm. Thou dirge

Of the dying year, to which this closing night
Will be the dome of a vast sepulchre
Vaulted with all thy congregated might

Of vapours, from whose solid atmosphere
Black rain, and fire, and hail will burst: O hear!


III

Thou who didst waken from his summer dreams
The blue Mediterranean, where he lay,
Lulled by the coil of his crystalline streams,

Beside a pumice isle in Baiae’s bay,
And saw in sleep old palaces and towers
Quivering within the wave’s intenser day,

All overgrown with azure moss and flowers
So sweet, the sense faints picturing them! Thou
For whose path the Atlantic’s level powers

Cleave themselves into chasms, while far below
The sea-blooms and the oozy woods which wear
The sapless foliage of the ocean, know

Thy voice, and suddenly grow grey with fear,
And tremble and despoil themselves: O hear!


IV

If I were a dead leaf thou mightest bear;
If I were a swift cloud to fly with thee;
A wave to pant beneath thy power, and share

The impulse of thy strength, only less free
Than thou, O Uncontrollable! If even
I were as in my boyhood, and could be

The comrade of thy wanderings over Heaven,
As then, when to outstrip thy skiey speed
Scarce seemed a vision; I would ne’er have striven

As thus with thee in prayer in my sore need.
Oh! lift me as a wave, a leaf, a cloud!
I fall upon the thorns of life! I bleed!

A heavy weight of hours has chained and bowed
One too like thee: tameless, and swift, and proud.


V

Make me thy lyre, even as the forest is:
What if my leaves are falling like its own!
The tumult of thy mighty harmonies

Will take from both a deep, autumnal tone,
Sweet though in sadness. Be thou, Spirit fierce,
My spirit! Be thou me, impetuous one!

Drive my dead thoughts over the universe
Like withered leaves to quicken a new birth!
And, by the incantation of this verse,

Scatter, as from an unextinguished hearth
Ashes and sparks, my words among mankind!
Be through my lips to unawakened Earth

The trumpet of a prophecy! O Wind,
If Winter comes, can Spring be far behind?




الموقع مهدد بالإغلاق نظراً لعجز الدعم المادي عن تغطية تكاليف الموقع.

يمكنك دعمنا ولو بمبلغ بسيط لإبقاء الموقع حياً.




إلى الليل
( 3.7k | 0 | 0 | 2)
فلسفة الحب
( 3.2k | 0 | 0 | 3)
أوزيماندياس المصري
( 2.6k | 0 | 0 | 2)
الى قُبَّرة
( 2.5k | 0 | 0 | 2)
أغنية للقمر
( 2k | 0 | 0 | 2)
لحن الغرام الهندي
( 1.9k | 5 | 0 | 2)
القمر العليل
( 1.8k | 0 | 0 | 2)
الطائر الأرمل
( 1.6k | 0 | 0 | 1)
الى وردزورث
( 1.6k | 0 | 0 | 1)
إنكلترا 1819
( 1.5k | 0 | 0 | 1)
الحرية
( 987 | 0 | 0 | 1)
لحن جنائزي
( 700 | 0 | 0 | 1)
نشيد الحرية
( 641 | 0 | 0 | 1)
الى ....
( 639 | 0 | 0 | 1)
كلمة واحدة
( 620 | 0 | 0 | 1)
المرأة المغناطيسية ومريضها
( 617 | 0 | 0 | 1)
الزمن
( 581 | 0 | 0 | 1)
أغنية الى رجال إنكلترا
( 577 | 0 | 0 | 1)
قناع الفوضى
( 552 | 0 | 0 | 1)
ليلة طيبة
( 543 | 0 | 0 | 1)
الى قبّرة
( 531 | 0 | 0 | 1)
موســـيقى
( 518 | 0 | 0 | 1)
فرار الحب أو حين يتهشم المصباح
( 509 | 0 | 0 | 1)
أبيات: بعدا يا طيور الذكرى
( 501 | 0 | 0 | 1)
أبيات قيلت في حكم كاسلرَي
( 494 | 0 | 0 | 1)
التقلب
( 493 | 0 | 0 | 1)
حين يخبو رقيق النغم
( 487 | 0 | 0 | 1)
حارس الغاب والعندليب
( 483 | 0 | 0 | 1)
الموت
( 479 | 0 | 0 | 1)
الى عيّاب
( 477 | 0 | 0 | 1)
تشبيه
( 475 | 0 | 0 | 1)
الى جين : ثاقبات النجوم كانت تَلالى
( 470 | 0 | 0 | 1)
مرثية
( 468 | 0 | 0 | 1)
حلم الشاعر
( 467 | 0 | 0 | 1)
نصيحة
( 463 | 0 | 0 | 1)
ترنيمة لجمال العقل
( 457 | 0 | 0 | 1)
الى وردزورث
( 451 | 0 | 0 | 1)
سيرينادة هندية
( 450 | 0 | 0 | 1)
ترنيمة جنائزية للسنة
( 449 | 0 | 0 | 1)
قلعة الجوع
( 442 | 0 | 0 | 1)
أبيات بين التلال اليوجينية
( 438 | 0 | 0 | 1)
الى صوفيا
( 436 | 0 | 0 | 1)
الماضي
( 435 | 0 | 0 | 1)
سونيتة الى بايرون
( 433 | 0 | 0 | 1)
أبيات كتبت في ساعة حزن ، قرب نابولي
( 430 | 0 | 0 | 1)
جوابو العالم
( 429 | 0 | 0 | 1)
سوناته : صوب الموتى تحثين الخطى
( 424 | 0 | 0 | 1)
الروحان
( 411 | 0 | 0 | 1)
فلسفة الحب
( 309 | 0 | 0 | 1)