ماركٌ ألمانيٌّ … وأشجارُ ليمون - إليزابيث بارتليت | اﻟﻘﺼﻴﺪﺓ.ﻛﻮﻡ

شاعرة إنجليزية (1926-2008)


1331 | 0 |




ماركٌ ألمانيٌّ
يأتي أولاً
ثم شجرةُ ليمونٍ
أوراقُها مصقولةٌ، ثمارُها صفراء.

كأنهُ الحُلمُ !

في أُمسياتِ الصَّيفِ الباردةِ
أكلنا الجبنَ الدانمركيَّ
وشربنا خمورًا فرنسيةً
فيما القِطَّةُ في قِلادةٍ فِضِّيةٍ
مطعَّمةٍ بالماسِ والعقيقِ
تأكلُ الكافيارَ والسلمون.

لابدَ أننا أغرقنا في النوم
حتى الثالثة
على ملاءاتٍ حريريةٍ ناعمةٍ
بينما الليموزينُ ينتظرُ.

الأوبرا ليلاً،
و النهارُ
حولَ النافوراتِ.

كم هي دافئةٌ أصوافُنا الكشميريةُ !
ستائرُنا المخمليةُ التي
تشاغبُ الظلامَ.

كأنهُ الحُلمُ !

لم نصدِّق أسماعَنا
حين باغتتنا صرخاتُ الطاووسِ
القادمِ من بلادٍ بعيدةٍ
صرخاتُه التي
تؤرِّخُ حالَنا
"نحن الآن في عالمٍ جديدٍ
نحن في أرضِ الثروةِ!"

عبر دموعي سمعتُني:
أين أنتَ يا شجرَ الليمون؟
حتمًا
لم أكن على ما يرام،
ولم أكتبْ قصيدةً واحدةً،
هل أصبحتُ ثريةً ؟
لكن
الماركُ الذي بدا خفيفًا في البدءِ
صارَ ثقيلاً!

كم أتوقُ إلى زهراتِ الثالوثِ الشتوية
و بَنفسجاتي الصغيرةِ التي
تتحدى العواصفَ،
أتوقُ إلى ستائري الشفافةِ
قططي التي أعرفُها - بلا قلائد
هكذا أنا…
قبل وصولِ رسالتِكَ من "جارتن ستراس".

رسالتُكَ التي
أعقبَها الصمتُ.


المصدر: فاطمة ناعوت - مشجوج بفأس
(مختارات من الشعر الإنجليزي والأمريكي المعاصر)
الهيئة العامة لقصور الثقافة - القاهرة - 2004





(ﺟﻤﻴﻊ ﺗﺮﺟﻤﺎﺕ فاطمة ناعوت)
اﻟﺘﻌﻠﻴﻘﺎﺕ (0)   





الموقع مهدد بالإغلاق نظراً لعجز الدعم المادي عن تغطية تكاليف الموقع.

يمكنك دعمنا ولو بمبلغ بسيط لإبقاء الموقع حياً.