حداء الوجوه الغائبة - حكمت حسن جمعة | القصيدة.كوم

شاعرٌ سوريٌّ (1980-) يمنحُ القصيدةَ عكّازتين لتتّكئَ عليه.


3085 | 0 | 1 | 1




يُطِلُّ مِنْ خَاطِرِي المَكْسـورِ غُيَّـابُ
كَأَنْجُمٍ مِـنْ مَسَـامِ اللَّيْـلِ تَنْسَـابُ

أُصغي إلى العشبِ عند الفجر أسمعُهُ
ينمو عميقاً على أصداءِ مَن غابـوا

كنَّا صغاراً و طيـنُ الحـيّ يجمعنـا
تضمّخـت منـه أطـرافٌ و أثـوابُ

كنّـا دروبـاً تربِّيـهـا طفولتـنـا
عصابةً جرمهـا فوضـى و ألعـابُ

هنا عَقدْنـا بكـفِّ العمـرِ حيرتنـا
و صمتُنا لاكتشافِ الـروحِ سـردابُ

كنّا وقوفـاً علـى أعتـابِ نشوتِنـا
كأنّنـا لعيـونِ الـدهـرِ أهــدابُ

يا للخطى كيف لم تُقلق دروبـك يـا
حلماً يهدهـدُ روحـي كلّمـا آبـوا

حطُّوا كهمسة وصلٍ فـي تخاطرنـا
و بوحُهم لصـلاة الـروح محـرابُ

كنّا عنـاقَ اعتنـاقٍ فـي توحّدِنـا
لنا إذا غـار منّـا الحـبُّ أسبـابُ

كم لفّـق الدهـرُ ألوانـاً تخايلهـم
فاغتالها من هزيـع الليـل جلبـابُ

هم لقَّنُوا الكَرْمَ سِرَّ الخمر و انصرفوا
فعاتبتـهـم عناقـيـدٌ و أنـخـابُ

خطُّوا ملامحهم في الماء واكتشفوا
أنَّـا كمـا تدعينـا الخمـر أحبـابُ

جابوا السؤال فضاعوا فـي تلفتـه
لا تدّعي الريح وهماً أنهـم خابـوا

يا غيثهم كيف لم تطفئ لظى ظمئـي
لم يعذب المـاء لـولا أنهـم ذابـوا

صهيل حزنـي احتمـالاتٌ مراوغـةٌ
تتيـه فيـه مسافـاتٌ و أحـقـابُ

أنـأى كـأنّ مجـراتٍ تـراودنـي تنوء
بي من حمام الشوق أسـرابُ

أخطُّ فوق مرايـا الوهـم أسئلتـي
واحترتُ كيف المرايا فـيّ ترتـابُ

أمدُّ كفـيَ نحـو النجـمِ أقطفهُ
كـأننـي للفضـاء الـرحـب عــرّابُ

في لحظةٍ أحسن التسديد لـي جهـةٌ
و الروح سهمي و الأفـلاك نشّـابُ

أَبْكِي وَأَطْرُقُ بَابَ الذِّكْرَيَـاتِ سُـدَىً
لَمْ يَفْتَحُوا فَاسْتَحَى مَنْ دَمْعِيَ البَـابُ








الآراء (0)   


الموقع مهدد بالإغلاق نظراً لعجز الدعم المادي عن تغطية تكاليف الموقع.

يمكنك دعمنا ولو بمبلغ بسيط لإبقاء الموقع حياً.