تلقاء بابل - عبد اللطيف الوراري | القصيدة.كوم

شاعر وناقد مغربي، أسهم في تحديث الإبداع الشعري والدرس النقدي المغاربي، وهو من أبرز المهتمين بقضايا الشعر العربية قديمها وحديثها (1972-)


132 | 0 | 0 | 0




في الطَّريق إلى الْبَيْت،
تِلْقاء بابِلَ
كُنّا الْتقَيْنا أبا الطيِّب اسْتَوقفَ الطّيْرَ
يَأْخذُ عَنْها وتأخذُ عنْهُ، وذِكْرى المصاريعَ
تَسْمعُ لِلرُّوح تَهْذي لِمَنْ أَتْلَفوا صَيْدليّتهُ
في الْمَدائن. قُلنا: نريد شفا الأرض.
إنّا يتامى وهذا أبونا قتلْناهُ هذا النّهارَ،
ولَمْ نلْقَ بعْدُ لهُ هامِشاً لِدَم النصِّ،
قال: اعْطِفوا جهةَ الرّيح تُصْغوا إِلى الذُّخْر
مِنْ حجَرٍ خامِلٍ، وإلى الأناشيد مِنْ لا قَرارْ

إِذْ هَوى الليل سِرْنا حُفاة من الشكّ
يلْطمُنا الرمل في كلّ فجٍّ نمرُّ به،
ونرى مِنْ كُوى الرّيح
كَمْ متحفٍ مال ناحية الوَعْد يختُمُ مجهُولَه
بِدَم الْعَابرين،
ونقّالةٍ تتهجّى من الخَوْف حالاتِ معنى،
وَراءٍ أَجيرٍ بِأرْضٍ بَوارْ
رأيْنا المصحّات تسْحبُها مِنْ يَد الْعَسَسِ العَرَباتُ.
رأيْنا السّناجيب تَلْطِم وقْتَ الْغُروب.
رأيْنا عُيونَ الضّباع مِن اللّيْل، والإرْثَ أيْضاً.
رأيْنا الْبِلادَ الْقِفارْ

قالَ راوٍ بِقَرْنَيْن: يا رفْقَة الشّعر، لا يَأْس.
قُلْنا: إلى أَيْن؟
قال: إلى كُلِّ نارْ
جُنّ مَنْ لاذَ بِالصّمْت،
واخْتارَ مَنْ ماتَ،
واحْتَرقَتْ يَدُهُ مَنْ أشارْ
ثُمّ لا شيْءَ، لا شَيْء
فيما الخرائبُ
تَزْهد فيِ حُلْم بغداد
والمتنبّي
يطالعُ مِنْ شَارعٍ مُزْمنٍ
نَدَبَ الشِّعْر
في قِطَعٍ مِنْ غِيارْ





الآراء (0)   

نحن نمقت الإعلانات، ولا نريد إدراجها في موقعنا، ولكن إدارة هذا الموقع تتطلب وقتاً وجهداً، ولا شيء أفضل لإحياء الجهد من القهوة. إن كنت تحب استخدام هذا الموقع، فما رأيك أن تشتري لنا كاسة قهوة على حسابك من هنا :)