ريح طنجة - عبد اللطيف الوراري | القصيدة.كوم

شاعر وناقد مغربي، أسهم في تحديث الإبداع الشعري والدرس النقدي المغاربي، وهو من أبرز المهتمين بقضايا الشعر العربية قديمها وحديثها (1972-)


203 | 0 | 0 | 0




في كَثيرٍ مِن الطَّيْر
مالتْ عَليَّ يدُ الْبَحْر
في بَاب طَنْجَة
تقْطِفُ نَوْمَ ابْن بطّوطة الْبَجَعاتُ
وإنْ كانَ وقْعُ السّناجِب،
مِنْ جِهة الشّرْق،
عَطْفاً على قُبّة الْبَيْت،
شاهِدةً ترْشدُ الْعابِرين
إلى قَمَر الأَنْدلُسْ.
مرَّ أجْمعُهُمْ مِنْ هُنا:
الْواقِفونَ على الْخَبَبِ، الْواعِدونَ الْحُفاةُ،
الْبَعيدونَ قَاسُوا الْغَمامَ علَى دَمِهِنّ
يَفُتُّونَ وعْدَ الأَسِرّةِ
في الرّيح
لَكِنّما الذّئْبُ لَمْ يأْتِ في وَقْتِهِ
والْمُلاءَاتُ دُولابُ بَلْقيس.
لَوْ تَتعافى الْخُطَى
حِينَ يذْكُرُ شَطُّ الْملَالة.
هَلْ لِلْملالَةِ شَطٌّ بِغَيْر حَفيفٍ علَى الشُّرفاتِ؟
يَصيحُ بِيَ الطّارقُ النّجْمَ في سَرْدِ ناسُوتِهِ:
دُلَّني يا غَريبُ على قَدَمي،
واسْقِني صُوَرَ الْحَرْب في عَصْفِ بَحْر الْبَسيط
إذا شاءَتِ الإِسْتِعارةُ قَتْلي على ذِمّةِ الْحُبِّ
ما لَمْ تُدبِّجْ يَداك،
بِمرْأى الأَخادِيد،
بارِدَتَيْن
دَمَ الْغُرَباء
رُبىً لِلْغَدِ
تَعْبُرُها في قَوارِبَ مِنْ حَجَرٍ
رِيحُ طَنْجة
وقْتَ الْغَلَسْ!





الآراء (0)   

نحن نمقت الإعلانات، ولا نريد إدراجها في موقعنا، ولكن إدارة هذا الموقع تتطلب وقتاً وجهداً، ولا شيء أفضل لإحياء الجهد من القهوة. إن كنت تحب استخدام هذا الموقع، فما رأيك أن تشتري لنا كاسة قهوة على حسابك من هنا :)