وثالثهم أَعمى - عبد اللطيف الوراري | القصيدة.كوم

شاعر وناقد مغربي، أسهم في تحديث الإبداع الشعري والدرس النقدي المغاربي، وهو من أبرز المهتمين بقضايا الشعر العربية قديمها وحديثها (1972-)


120 | 0 | 0 | 0




أَيُّهُمْ نَادانِي سَليلَ الْيَتامَى
وَنَدى الدِّفْلَى بَيْن صُدْغَيَّ نَامَا

قالَ: سِرْ مُورِقاً حَنايَاكَ سِرّاً
واسْقِ عَيْنَيْكَ في الْغُرُوبِ مُدامَا

آهِ، أَسْكَرْتَني غِناءً ولِي
وَعْدُ الرُّبى، قالَ: هَكَذا تَتَسامَى

ثُمَّ زادَ: الرُّؤْيا كَؤُودٌ إِذا خُنْتَ
دَمَ الرّيحِ، فَاصْفُ روحاً إِذَا مَا..

لَمْ أَكُنْ أَحْسِبُ الْمَحَبَّةَ بَابَ الْغَدِ
لَوْ لَمْ يَرِفَّ قَلْبي يَمامَا

أَوْ حَسِبْتُ الْأَعْتَابَ زَرْقاءَ حَتّى
ذِعْتُ في نَاري. قَالَ: بَرْداً سَلَامَا

وَالْتَقَيْنا في شُرْفَةٍ تُغْدِقُ الْآتِي
عَلَيْنا صَمْتاً، فَهِمْتُ وهَامَا

نَايُنَا مِثْلُهُ الْجَوانِحُ قُدّتْ
مِنْ مَدَى الْغَيْبِ صَبْوَةً وَغَرامَا

نُطْعِمُ الْوَجْدَ لِلْفَراشِ، وَنَسْدي
الضَّوْءَ شِعْراً، ونَسْكُبُ الْحُبَّ جَامَا

ونُغَنّي مَتَى افْتَرَعْنا الْبِدايَاتِ
وَإنْ أَبْرَقَتْ نَسُوقُ الْغَمَامَا

فَالْأَغانِي دَلِيلُنا حَيْثُ تِهْنا،
وَنَراهَا تَفَتَّقَتْ أَكْماما

وَاصْطَبَرْنا عَلَى رُؤانَا غَرِيبَيْنِ
نَؤُمُّ الضِّفافَ عَاماً فَعَامَا

كَمْ خُطىً سِرْنَاها خِفافاً، وَأُخْرَى
جَرَّعَتْنَا طَرِيقَها آلَامَا

قَالَ: يا صَاحِبي الْغَريبُ، أَفِقْ. ضاقَ
الْمَدَى، والرُّؤى اسْتَحالَتْ جَهَاما

مَا أَرى إِلَّا حَاطِبَيْنِ بِلَيْلٍ
يَبَسَ الْأَرْضِ، وَهْوَ وَهْمٌ تَرامَى

غَصَبَا وَقْتَ الوَرْدِ غَضّاً، وَهَلْ
غَيْرُ رَمادِ الْجَنَى يُثيرُ الْقَتَاما ؟

فَاعْتَبرْنا مَا في يَدِ النّاسِ شيْئاً
واسْتَبحْنا باسْمِ الْخَيالِ الْكَلامَا

وَإِذا قُمْنا نُوسِعُ الْحُلْمَ عُمْراً
لَمْ نَقُمْ لِلْحَيَاةِ إِلَّا لِمامَا

قٌلْتُ: لَا تسْتَسلِمْ لِيَأْسِك، واصْرِفْ
عَنْك ظِلَّ السّاعاتِ. قَال: إِلَامَا ؟

حَيْثُما شَاءَ اللَّهُ نَرْعى الْخُطَى في
أَرْضِهِ. قَالَ: الْأَرْضُ ساءَتْ مُقامَا

هُوَ دَيْنٌ عَلَى الْيَتامَى دَمُ النَّرْجِسِ
إِنْ شَعَّ مِنْ عُيُونِ الْيَتَامى

قَالَ: حَرِّرْني ضِقْتُ ذَرْعاً بِما
مَنَّيْتَ نَفْسي، والشِّعْرُ صَارَ زُؤامَا

فَافْتَرقْنا كَأَيِّ طَيْفَيْنِ لَيْلاً،
وَاقْتَسَمْنا إِرْثَ الرِّغابِ حُطَامَا

:::


أَيُّها الْبَرْقُ قُدْ قَطيعِي إلَى الْبَيْتِ
وَأَقْرِئْ بَناتَ فِكْري السَّلَاما

سَأَرى رُوحي في الْحُضُورِ شِراعاً
وَأَرى شِعْري حَيْثُ غَابَ إِدَامَا

هَذِهِ الْأَرْضُ لِي أَسِيرُ إِلَيْها
شَاهِداً حُرّاً، لَا أَهابُ الظَّلَامَا

عَابِراً
في الِأَشْواقِ
أَرْعى دَمَ الرّيحِ
وَوَعْداً عَلى الْمَشارِفِ غَامَا





الآراء (0)   

نحن نمقت الإعلانات، ولا نريد إدراجها في موقعنا، ولكن إدارة هذا الموقع تتطلب وقتاً وجهداً، ولا شيء أفضل لإحياء الجهد من القهوة. إن كنت تحب استخدام هذا الموقع، فما رأيك أن تشتري لنا كاسة قهوة على حسابك من هنا :)