اعترافات تحت صمت المدينة - عبد الكريم بدرخان | القصيدة.كوم

شاعرٌ سوريٌّ (1986-) حصل على عديد من الجوائز. وكذلك له تجربة مهمة في ترجمة الشعر إلى العربية.


2080 | 0 | 0 | 1




الظلامُ يحلُّ ضفائرَهُ فوق صمتِ المدينةِ
والضوءُ يهربُ بين النوافذِ
والناسُ ناموا على هدهداتِ السكونْ

الجميلةُ تُرخي ضفائرَها فوق دفءِ الرخامِ
ويشرقُ بين الضفائرِ بدرُ التمامِ
ويقدحُ بالسـرّ جمرُ العيونْ

وتقولُ لهُ:
-         إنّ صوتكَ في الليلِ يدفئُني...
فيقولُ:
-         سأشربُ كـرْمَ النبيذِ
شفاهُكِ.. نصفُ الحقيقةِ
شَعرُكُ.. أنشودةُ الريحِ في الليلِ
وجهُكِ.. إشراقةُ الفجرِ ليلةَ عرسٍ
تقول:
- كلامُكَ يخجلُني.. يا حبيبي.. فأكمِلْ.
- وصدرُكِ.. نهرُ عناقيدَ ليس يجفُّ
وروحي على الماءِ ظلٌّ يرفُّ
لتبلغَ لألأةَ النجمِ كفُّ
-         كفاكَ تذيبُ العناقيدَ وسْطَ الحريقِ
كفاكَ تمثّلُ دورَ الغريقِ
-         أحـبُّـكِ..
حين يفتّحُ صوتُكِ زنبقةً في شفاهـيْ
أحـبُّـكِ..
حين ألفُّ ذراعيَّ حولكِ
ندخلُ في ملكوتِ التماهـيْ
أحـبُّـكِ..
بسمةَ قلبي
وطعنةَ آهـيْ
-         كلامُـكَ يلمسُني فأحـسُّ
بأنيَ ما كنتُ قَـبْـلاً أحـسُّ
كلامُـكَ يجعلُني لا أُمـسُّ
كأنيْ ضياءٌ..
كأنيَ شمسُ
- سأشربُ ماءَ الأنوثةِ من نبعها..
- كم أحسُّ.. بأني أحسُّ.. وكمْ..
- ..............................
......................................
..............................

هكذا يعرجانِ إلى جنّةِ الحبّ ليلاً
ومن ثمّ يغلقُ سمّاعةَ الهاتفِ (الآنَ يغفو)
وتغلقُ سمّاعةَ الهاتفِ (الآنَ تغفو)
ولا صوتَ يخدشُ صمتَ المدينةِ
كلٌّ ينامُ بمنزلهِ مفرداً
والظلامُ يمدُّ عباءتهُ فوق بردِ المدينةِ
والضوءُ يغفو بسرّ العيونْ

والأذانُ يطوفُ شوارعَ خاليةً
ليؤكّدَ أنَّ الحبيبين لم يفعلا الحبَّ يوماً
وأنّ المدينةَ من ألفِ عامٍ
تنامُ على هدهداتِ السكونْ
* * *








الآراء (0)   


الموقع مهدد بالإغلاق نظراً لعجز الدعم المادي عن تغطية تكاليف الموقع.

يمكنك دعمنا ولو بمبلغ بسيط لإبقاء الموقع حياً.