سعادة ؟! - محمد نذير جبر | القصيدة.كوم

شاعر وكاتب سوري (1999-)


206 | 5 | 0 | 2




ذلك المُقعَد، بقدميهِ
كان يضيؤك أيها العالم
أجل، بقدميه كان يضيؤك أيها العالم
على كرسيه المتحرك ثمة قنديلان متوهجان
يقطّعان الظلمة إربًا إربًا
في زاوية الحديقة كان هنالك حب،
حب يخيم على اثنين
فطرة سخيفة توقع بهما
الذكاء الوضيع يدفع الحب خارج السماء ،
في الركن المقابل لهما
في الركن الذي أبتسم فيه وأحادث الله
كان هنالك عجوزان
عجوز بين يديه عود عتيق
وآخر في حنجرتهِ أغانٍ كثيرة
أغانٍ كثيرة أيها الحب،
في الحديقة التي لا أسوار لها
في الحديقة التي تسند البيوت على خاصرتها اليمنى
والطريق على خاصرتها اليسرى
كان ثمة سعادة
سعادة عابرة للصدمات والكدمات
لربما شعر الفتيات الأسود هو السبب
لربما صفاء السماء وبزوغ النجم هو السبب
لربما غياب القمر وانشغاله بالبحر هو السبب
لربما الفتاة التي رميت بنفسي لعشقها
كما أرمي نفسي إلى الماء
والتي أحاطت بي وأغرقتني كالماء
هي السبب ..
ألأنني هجرت فقه السكاكين والفاكهة ؟!
ألأنني أحب البراءة التي تُفشيها ملامح الأطفال ؟!
ألأنني محاط بحب لا يُدرك معناه ؟!
لا بأس ..
ثمة ضوء من كرسي شاب مُقعَد
ثمة ظلمة خفيفة تضع رأسها على كتف الحديقة
ثمة عود وأغانٍ كثيرة
ثمة سجائر، ثمة ماء بارد
ثمة حب يجر القلب من وجنتيه
ثمة سعادة
أجل، ثمة سعادة وفيرة كالماء
ولقد شربتها أيها العالم ..



الآراء (0)   

دعمك البسيط يساعدنا على:

- إبقاء الموقع حيّاً
- إبقاء الموقع نظيفاً بلا إعلانات

يمكنك دعمنا بشراء كاسة قهوة لنا من هنا: