في لقائهما الأول
كان نادرًا ما يدخن، نادرًا ما يشرد، نادرًا ما يسرح،
في لقائهما الثاني
جلسا متقابلين وقلباهما يتناوران بشقاوة أطفال
في لقائهما الثالث
عيناهما تكسوهما لمعة باردة كقطرة ماء على جبين قوس قزح ..

المطر يهطل على البحر
على خاصرة البحر كانا يشربان القهوة
كان يمد يد خيالهِ ويرمي مُلوحة البحر والزبد ..
في لقائهما الرابع
كان يسرق يدها
كانت تنتزع الوردة من حديقتها لكفيهِ
يقبِلها يحتضنها بدفء صيف
تختبئ تحت يديه كأنها هاربة من صقيع شتاء
تنظر إليه بعين من نجوم
يخفي نجمها كالسحاب بقبلة
يتوردان، يُشعان، يحترقان، يمشيان تحت ظل شجر الحب
يضحكان تحت نعيق الغربان ..

يَهمسُ في قلبهِ
آن للأسْود أن يسوَد ويختفي بشدةِ سوادهِ
آن للقلب أن يقف على ريح وساق
آن للبوم أن يتعلم موسيقى الكروان
آن للعشب المتعرج أن ينهض متمايلًا بغنج مع الهواء
آن للحزن أن ينام
آن للسعادة أن تنهض كالعنقاء
آن للشعر أن يصير طفلًا سعيدًا
آن للزوايا وللمقاهي وللحدائق وللأرصفة وللأدراج وللسكاكين وللشقاء وللنهر اليابس وللحلم الميت وللسماء المستندة على الرؤوس
آن لكل هذا أن يصير حبًا وفراشةً ولحنًا وقيثارةً ورقصةً إسبانية ..
آن للقنابل المسيلة للدموع أن تُسيل ابتسامة
آن لزجاجات البيرة أن تُركنَ بلطفٍ دون أن تتكسر
آن للصنابير المهجورة أن تتدفق ارتواءً
آن لقامة اليأس العظيم أن تتلطخ بالطين
آن ليدِ الضباب أن تُبتر
آن لسيوران أن يَنسى
آن لرامبو أن يعود إلى الغناء
آن
ل
ل
س
ل
ا
م
أن يحتل العالم ..

يضحك العالم
يضحك كالغيلان الهائلة
كهدير جنازير الدبابات يضحك
يأخذ الشاب بأطراف أصابعه
ثم يرميه إلى الدخان
إلى الشرود
إلى ....................

ويضحك

يضحك العالم ..