هاتِ يدكِ لأُقَبِل العالم - محمد نذير جبر | القصيدة.كوم

شاعر وكاتب سوري (1999-)


275 | 5 | 1 | 3



اقتليني
إذا غسلتِ يدكِ من دمِ الآخرين
اقتليني
حباً .. حزناً ..
اقتليني بشفاهٍ لا تتوقف عن مشاكسة الريح
بأصابع تشير إلى الأبد كما تشير إلى الأيام
لا تقفي هكذا
مهرولة بين مد وجزر
بين نارٍ ورماد
بين المخاض والقبر
اقتليني لأحيا ..
الجهات كلها تشدني
من رقبتي ومن يديّ
من عيني ومن ذاكرتي
الطرقات تعرفني وتحفظني عن ظهر حب
عصفوراً عصفوراً
وقطةً قطةْ
تعرفني وتشير إلي بنظراتٍ حزينة
الظلال تتداخل مع ظلي
كما تتداخل الأحلام في المهاجِع والأسِرة الجماعية
اقتليني وقفي على عتبة صَدري
وعلى مقدمة لسان حالي
سطراً غنائيًا أو بكاءً وحشياً يزلزل الأفق
مهجورة هذه الروح بعدَ سكاكين العمل
منطفئٌ هذا القلب بعدما تآكل بحريق الشوق
السماء بعيدة في غيابك
والأشجار حزينةٌ تُرخي الليل على الأعشاب
الأسوار تنكمش على حدائقها
مواقف الحافلات مهجورة
لا تكترثُ لانتظاري
وكأس الشاي مرٌ ولزجٌ كالسُم،
لا شكل بعد غيابك
لا هواء لا موسيقى
لا ثياب تستلقي على حبال الغسيل
لا معاطف ولا شموعَ ولا وجبات سريعة،
صوتي متوتر مُتقطع لا يليقُ بالسكارى
وبحاملي اليأسِ
وبالساهرين على شرفات السماء
حتى القمر يدير وجههُ عني
كلما مشيتُ في شارعٍ وبختني الذكريات
وحيدٌ بكلِ مالدي من أصدقاء
هات يدك
لأرُدَ تحية الصباح
هاتها لتجف وسادتي
لتلمَع عيني
لأعرِف وجهي في المرايا
لأحادث الميتين أينما وليتُ عينيَّ
هات يدكِ لأُقَبِل العالم
هاتها .......


الآراء (0)   

دعمك البسيط يساعدنا على:

- إبقاء الموقع حيّاً
- إبقاء الموقع نظيفاً بلا إعلانات

يمكنك دعمنا بشراء كاسة قهوة لنا من هنا: