هكذا نعمل
كأي آلة صدئة
بخرير هائل
بهدير طري
نجعل من البراءة أسئلة وفوضى

الأعشاب الممزقة مساءً
هل تدعو على قاتلها ؟

الشجرة الواقفة أبدًا
هل تظن أن السماء والدها ؟

كرسي الحديقة ليلًا
هل يحمل روح جدٍ ما ؟

أعقاب السجائر المرمية على الأرض
هل تحمل أسماء ضحاياها ؟ ..

هكذا نولد بلا إذن وبلا شفقة
كالأشجار المثمرة تُجلد جذوعنا بالسياط
نمشي وحيدين وحيدين
في شارع نباح الكلاب وسكاكين القتلة
وحيدون بلا يد في جيوب معاطفنا
وحيدون في شارع الليل وصراخ الموتى وحشرجات السكارى

بلا يأس
نعانق هذا وذاك
وببرود قطٍ ينتشي أمام زجاجة حليب
تُغرز الدبابيس في قلوبنا

مرة نغني ومرة نضحك ومرات نبكي
مرة نصبح عدائي دراجات ليلية
ومرة نمشي مرهقين متعبين وعلى أكتافنا ألاف السحب المسمومة

القطط التي نبكي أمامها كل صباح
ترسم وجوهنا بأظافرها على كومة تراب

نحن الذين نموت في سبيل ضحكة
في سبيل البكاء
في سبيل كلمة وأغنية
تدفعنا ملائكة بمديات نورانية صلبة ..

من يهتم لغيابنا
من يهتم لغياب شوكة من حقل أشواك
من يهتم لفقدان وردة من يد بتول جميلة
من يهتم لغياب رصاصة من مخزن كلاشنكوف
من يهتم لسقوط رمش من عين شجرة

ببساطة يقولون:
إذا مات المُغني
لا تخلو المدينة من الحناجر

ويمضون بلا جهة وبلا أحذية ..