في الطريق إلى عملي - ثائر زين الدين | القصيدة.كوم

شاعرٌ سوريٌّ. ثائر زين الشعر.


1475 | 0 | 0 | 0




أرى في الطريقِ إلى عملي
ما يراهُ الكثيرونَ:
عشباً ينامُ على حجرٍ،
هرّةً تتبخترُ كسلى،
على شرفةٍ أو جدارِ،
طيوراً تحوّمُ خائفةً وتغادرُ،
ريحاً تكنّسُ أثارنَا،
ثُمّ تُلبسُنا حُلةً من غبار ِ،
خليطاً جهيماً من الناسِ
يمشونَ نحوَ مشاغِلِهم عُزلاً
من أمانٍ تؤرقهمْ .
وأرى الانتهازيَ يكبُرُ كالوهمِ،
والحُرَّ يمضَغُ أوجاعَهُ،
والشقي - وقد خلت الساح- رب الضواري
أرى الزيرَ يقفزُ بينَ النساءِ
ويتركهنَّ على سُلّمٍ
لا يؤدي إلى القمةِ المشتهاةِ،
السلاطينَ يعطونَ أحفادَهم مُدناً؛
مثلما تمنَحُ الأم طفلتَها،
شكلَ أردافها .
وأرى الوحشَ تُشبهنا،
غيرَ أن لها – بعدُ –
كهفاً يخبئها،
ورفاقاً تخاصمهم في الطرائدِ ...
ثُمَّ أرى وطناً يتناثَرُ كالمزهريّةِ!
من ذا يلمُّ الزجاجَ الحطيمَ،
ويرفو نثاري؟
أحدقُ في / زفرةِ العربي الأخيرةِ /
أبصرُها تتناسلُ ،
أبصرُ قشتالَةَ الدمويةَ
تجمعُ كلّ المفاتيح،
والأمراءُ الصغارُ
يسوقونَ خيلَ الوعودِ
إلى خيمةٍ في الصحاري!
فأيُّ صباحٍ رجيمٍ إذا ؟؟؟
أجرجرُ نفسي إلى قاعة ِ الدرسِ،
أُخرِجُ عُدّةَ يومي:
كتاباً وأوراقَ...
أنقلُ طرفيَ بينَ الجميعِ
أحاولُ أن أرسُمَ الابتسامَةَ،
أن أتكلّمَ ...
أمسكُ / طبشورةً / وأهمُّ بشيءٍ
ولكنني أستديرُ إليهم؛
ألمُّ عن الطاولهْ
ورقاً لا يساعدُ كاتبَهُ
وأودّعهم بالعيونِ
وأخرجُ من يومهم
وانكساري








الآراء (0)   


الموقع مهدد بالإغلاق نظراً لعجز الدعم المادي عن تغطية تكاليف الموقع.

يمكنك دعمنا ولو بمبلغ بسيط لإبقاء الموقع حياً.