هل أحبَك
دفأ يديكِ في أزيز الريح
هل قبلك على جبينك
وقبلَ عينيك
هل أسال من مقلتيك كحلهما
واستعاد وجهه أمامك ؟؟
أرمى كومةَ أتراحه كما تُرمى الغصون في النار
وانتشى .. ؟
ما زال الطفل بداخلهِ يبكي ....

يعلق حزنه مع معطفه على ذراع دالية
يقبلُ أوراقها
يشير بعينيه على الكرسي
بعينيه اللتين لا تبكيان
تضحكُ
ترقصُ
تلمعُ عينه
لكن
مازال الطفلُ بداخلهِ يبكي ..

عانقك كما يعانق اليتيم قبر والدتهِ
حدثكِ عن الجنون وحط كتفيه على ظهر الكرسي
ركضتما تحت المطر
وتحت الليل
وتحت الحب
دخنتما على رصيف
وأوقدتما قنديليكما في وجه القمر
سخرتما من سكونه
ومن ضوءه الخافت
ومن يدهِ الطريه .. ؟؟

حينما افترقتما
سالت من شفتيه قبلة بقيت في خيالهِ
‏تحسس على ظهره أثر العناق
بحث عن شعرك العالق في ثوبهِ
‏وراقب بحذرِ قطٍ
‏علامة شفتيك على الرقبة
‏ركض حينما افترقتما
ركض فرحاً كجندي عائدٍ من الحرب
وكفتاة تخرج من المطار لعشيقها بعدَ سفرٍ طويل ..

مشى على رمش ذكرياته
يلعنها .. يخبئها .. يحذفها ..
ويحط لقاءكما على مقدمة الذاكرة
دخن سيجارةً
حزمَ ابتسامتهُ وراح إلى عملهِ
صافح رفاقه على عجلٍ
عملَ بجهد لينسى أخطاءه في لقائكما
تفقد علامة شفتيك على رقبته
وفي لحظة بؤسٍ
وقف أمام المرآةِ
فرآه
رآه مغلقاً
مرتجفاً
متنهداً متلكئًا رآه
رأى الطفلَ بداخلهِ يبكي .........