تَغْرِيبَةُ الضَّوْءِ - أحمد الأخرس | القصيدة.كوم

شاعرٌ أردني (1993-) حائزٌ على العديد من الجوائز العربية.


2066 | 5 | 0 | 0




إلقاء: أحمد الأخرس


في لَحْظَةٍ، قَدَّ الْحَنينُ سَوادَهُ .. وَ انْسابَ ماءُ الضَّوْءِ فيهِ، فَزادَهُ
رَجُلٌ يُفَتِّشُ عَنْ فُؤادِ بِلادِهِ .. تاهَتْ بِهِ الدُّنْيا، فَصارَ بِلادَهُ

تَغْرِيبَةُ الضَّوْءِ

أَذوبُ في صَوْتِكَ اللُّجِّيِّ مُرْتَحِلا
وَ أَنْتَ في صَهْلَةِ الْإيقاعِ
شَهْوَةُ 'لا'!
..
طَيْفٌ
يُهَيِّءُ لِلضَّوْءِ الشَّريدِ فَماً
كَما تُهَيِّءُ أُمٌّ لِلْهَوى
رَجُلا
..
يُؤَثِّثُ الدمع
في عَيْنَيْ أَبيهِ رِضاً
وَ يَحْمِلُ الشَّمْسَ في أَحْشائِهِ طَلَلا
***
أَذوبُ،
وَ الماءُ يَرويني فَأَكْتُبُهُ
وَ الْماءُ كَالْوَحْيِ،
إِنْ نَادَيْتُهُ نَزَلا!!
..
وَ الْغارُ حَنْجَرَةُ الْعَطْشى،
أَضُمُّ بِها جِبْريلَ
حَتّى يَضُوعَ الصَّبْرُ مُبْتَهِلا!
..
أَجُرُّ خَلْفي زَماني
مِنْ نَواجِذِهِ!
وَ الدَّرْبُ لا ظِلَّ فِي جَنْبَيْهِ أَوْ جَبَلا
..
أَمامِيَ الرِّيحُ،
سِرُّ النَّايِ، بَحَّتُهُ
وَ بَعْثُها لِلْوَرى في كُلِّ ما نَسَلا
..
وَحْدي،
كَأَنَّ اتِّكاءَ الْجوعِ يوجِعُني
كَأن آخِرَ زادِي لَمْ يَكُنْ أَسَلا !
***
أُرَتِّلُ الْقَمَرَ الشَّامِيَّ،
أَبْعَثُهُ وَجْهاً
لِتَغْرِيبَةِ الزَّيْتونِ مُكْتَمِلا
..
وَ أَقْطِفُ الرِّيحَ
مِنْ غُصْنِ الْبَعيدِ يَداً؛
لِأَعْصِرَ النَّارَ مِنْ زَيْتي وَ أَشْتَعِلا
..
أَطْلَقْتُ فيكَ حَماماتي وَ أَخْيِلَتي
وَ لَمْ تَصِلْ!! غَيْرَ أَنَّ الضَّوْءَ قَدْ وَصَلا
..
لَوْ أَنَّ لي فيكَ
ما لي مِنْ دَمي لِدَمي
لَكُنْتُ أَفْنَيْتُ فيكَ الْحُبَّ وَ الْغَزَلا!
***
هذي دِمَشْقُ،
وَ هذي الْقُدْسُ،
دونَهُما كَواهِلُ الْأَرْضِ
تَذْوي في دَمي وَجَلا!!
..
أُؤَجِّلُ الْمَوْتَ أَيّاماً؛
لِأَكْتُبَني عَلى ضَريحي:
أَرى في خَيْبَتي أَمَلا'!
..
كُنْ أَنْتَ في نَشْوَةِ التَّخْمينِ،
خُذْ صِفَةً مِنْ مَوْسِمِ الْخَوْخِ،
كُنْ في وَجْنَتي خَجَلا
..
وَ اسْتَجْوِبِ اللَّيْلَ في أَجْفانِ أَرْمَلَةٍ
يُجِبْكَ قَمْحُ الْجَنوبِ الْمُرِّ:
ما رَحَلا......'!
4/6/2013م








الآراء (0)   


الموقع مهدد بالإغلاق نظراً لعجز الدعم المادي عن تغطية تكاليف الموقع.

يمكنك دعمنا ولو بمبلغ بسيط لإبقاء الموقع حياً.