حجرٌ ملقى علَى مرآة العاَلم - شيرين مجدي | القصيدة.كوم

شاعرة مصرية، في غابة العالم تحيا مثل البستانيّ لا الحطّاب (1999-)


165 | 0 | 0 | 1



لو كنتُ أجيدُ محادَثَةَ الأشياء
لسألتُ المرآةَ لماذا لا تعكِسُ حُزنِي
بدلًا من كَونِي قطرةَ مطرٍ
والغَيمُ تخلَّى عنها

أتسكَّعُ فوقَ الأرصِفَةِ
فأُنْبِتُ أقدَامًا تدْهَسُنِي

ترشُفُني الأرضُ
لماذَا ترشُفُني؟!

هل تحمِيني من أقدامِ النَّاسِ الموحلةِ بطين العالمِ
أم وعَدَتْ زهراتٍ أعطتها المالَ
بأن تهديها كل القطراتِ لكي تزداد جَمالًا




لو كنتُ أجيد محادثةَ الأشياءِ
لوجّهْتُ سؤالًا للأجنحَةِ : لماذا تحمِلُ رمز الحريّة
والعصفور يقيّدُها في جسدٍ يتحكّمُ فيها؟!
ولماذَا لا تشكو للريحِ خسائِرَها!
ليثورَ على أشجارٍ مذنبِةٍ تحمِلُ أعشاشًا للصوصٍ قابعةٍ فيها

الرِّيشُ لماذا يتشبَّثُ بالرِّيحِ!
هل ظنَّ الرِّيحَ جَناحًا؟!

لو كنتُ أجيدُ محادثةَ الأشياءِ
سأسأل عقربَ ساعتِنا الآن: لماذَا؟
علَّقْتُك فوقَ جِدارِي وراقَبْتُكَ كي لا تؤذيكَ الأوقاتُ!
لماذَا تلحَقُ بِي حتَّى انقَطَعَتْ أنْفَاسِي!
بوصلةُ العمرِ انبجسَتْ مُهْلَكَةً
وأنا ما زلت أراقِبُك

لو كنتُ أجيدُ محادَثَتِي
سأسأل رعشةَ قلبِي : هل يحييني خوفُكِ؟
فاعشوشَبَ ضوءٌ في حُزْنِي.






الآراء (0)   


سيتم إغلاق الموقع خلال أسابيع نظراً لعجز الدعم المادي عن تغطية تكاليف الموقع.

يمكنك دعمنا ولو بمبلغ بسيط لإبقاء الموقع حياً.