فُوّهات البراكين الخامدة - سامر خير | القصيدة.كوم

شاعر فلسطيني صدرت له 12 مجموعة شعرية (1971-)


113 | 0 | 0 | 0




هِياجُ أَمْواجٍ عالِيَةٍ وَما مِنْ شَواطِئ
هَلْ هذا الَّذي بَقِيَ لَنا
بَعْدَ بِحارِ الدَّم السَّبْعَة؟

سَنَعُودُ بَعْدَ غُبارِ الغَضَب مُنْتَصِرِين

أَلسَّادَةُ الجُدُد يَسْخَرون مِنّا خَلْفَ شاشاتِ التِّلفزيون،
يُعِدُّونَ لَنا مُسَلِّياتٍ وَمُشَهِّيات جَديدة تَجعَل جِراحَنا
مُمْتِعَةً، وَيَسيلُ دَمُنا وَريقُنا في أَنْهارِهِم البَنْكِيَّة
خَمْرًا وَلَبَنًا.

لا بَأْس.. سَنَغْضَبُ غَدًا
وَنَعودُ.. عَلى غَضَبِنا مُنْتَصِرين!



********



إِلى أَيْنَ تَأْخُذُنا يا دُخانُ
إِلى أَيْنَ؟ مَنْ سَيَظَلُّ عَلى الأَرْضِ مِنَّا
سِوى سادَةِ النَّارِ في لا مَكانْ؟
إِلى أَيْنَ تَأخُذُنا يا دُخانُ
لِنَتْرُكَ أَجْسامَنا خَلْفَنا
وَأَرْواحَنا ثُمَّ لا نَصِلُ البَحْرَ
إِلّا عِظامًا تَدُلُّ عَلَيْنا الزَّمانْ؟

لَمْ أَعُدْ سَيِّدًا لِيَدي
وَسِوايَ يَغُذُّ خُطايَ
إِلى غَدِهِ لا غَدي
لَم أَعُدْ أَحَدَا
لا أُفَرِّقُ بَيْنَ المَدَى والرَّدَى
لا أُفَرِّقُ بَيْنَ الصَّدَى والسُّدَى
لا أُفَرِّقُ بَيْنَ التَّوابِيتِ
لا
لَمْ أَعُدْ أَحَدَا

إلى أَينَ تَأْخُذُنا يا دُخانُ
عَلى دابَّةٍ نَحْنُ دابَّتُها؟!

********

لا نُطِلُّ عَلى أَنْفُسِنا مِنْ أَصْغَرِ النَّوافِذِ في البُيُوت
بَل عَلى أَشْخاصٍ غَيْرنا رَأَتْهُمُ الكاميرات
فَحَلُّوا مَكانَنا
وَأَخْفَتْنا عصيُّهُم السِّحْرِيَّة

نَرى جَيِّدًا لكِنَّنا نَزْدادُ عَمًى
في هذا النُّورِ الّذي يَنْفُثُهُ التِّنِّينُ الأَسْوَد

وَنَحتاجُ ما لا نَحْتاجُهُ
وَنَشْتَهي ما لا نَشْتَهِيه

وَلا شَيْءَ يُثيرُ الغَضَب
في أَيَّامِنا المَحْفوظَةِ في الثَّلّاجَة
حَتّى تَطْلُعَ شَمْسٌ
لَمْ نَنْتَظِرْها..




********



قَتَلُوني عَلى قِمَّةِ الغَيْمِ يا أُخوَتي
أَحْرَقُوا كُتُبي حينَ خَبَّأَها الثَّائِرُونَ
قُلوبًا مِنَ النَّارِ
وَاقْتَسَمُوا جُثَّتي في ثَلاثينَ باخِرَةً
ثُمَّ أَلْقَوْا بِها في البِحارِ
فَمجْتُ وَهِجْتُ
عَلى شاطِئِ اللَّيْلِ
أَطْرُقُ أَحْلامَكُمْ:
أُخْرُجُوا مِنْ سَنامي الثَّقيلِ
انْظُروا جَيِّدًا في عُيونِ الدُّخانِ الجَميلَةِ
كَيْ تَلْمَحُوا نابَهُ المُتَخَضِّبَ بي
وَبِكُمْ
لا تَغُرَّنَّكُمْ بَسْمَةُ المُفْتَرِسْ
لا تَغُرَّنَّكُمْ جُثَثٌ في مَلابِسَ زاهِيَةٍ
وَنَبيذُ الدِّماءْ
لا يَغُرَّنَّكُمْ
وَتُرابُ السَّماءْ
لا يَغُرَّنَّكُمْ
فَعَلى هذِهِ الأَرْضِ يَسْقُطُ تُفّاحُكُمْ
وَعَلى هذِهِ الأَرْضِ يَسْقُطُ سَفَّاحُكُمْ
لَنْ يُخَلِّصَكُمْ مِنْ عَذابٍ
سُقوطُ الشُّهُبْ
مِنْ سَماءٍ لَها أَهْلُها الغائِبونْ
فَانْهَضوا مِنْ سُباتِ الكُتُبْ
كَيْ أَقُومَ
انْهَضُوا واتْبَعُون!



********



.. سَأُطِلُّ مِن عَدَنٍ عَلى هذا الزَّمانِ فَلا أَرى غَيْرَ الفُؤوسِ
عَلى الرُّؤوسِ البُورِ مُصْلَتَةً، وَلا أَحَدٌ سِوى القَتْلَى. أنا مَوْجٌ
يُرَفْرِفُ في الغُيُومِ، شُنِقْتُ ثُمَّ بُعِثْتُ. أَيْنَ يَفِرُّ مِن قَمَري
الطُّغاةُ؟ وَأيْنَ يَخْتَبِئُ الغُزاةُ الخائِبونَ غَدًا؟
(هَلِ اتَّفَقَ الدُّخانُ مَعَ الخَليفةِ بَعْدَما شَرِبا زُجاجَةَ خَمْرِنا
الرَّمْلِيِّ أَن يَطَآ نِمالَ الثَّوْرَةِ؟ - انْتَظِرُوا القِيامَةَ أَيُّها
الفُقَراءُ – أَذَّنَ فيكُمُ الشَّيْخُ الخَليفَةُ – حَيَّ حَيَّ عَلى التُّرابْ
لا عَقْلَ غَيْر الخَوْفِ مِنْ عَسَسِ الخَليفَةِ والدُّخانِ، وَلا
قِيامَ سِوى القِيامَةِ. أَيُّها الفُقَراءُ فَابْتَهِلُوا لِرَبِّ الظّالِمِينَ
وَأَمْهِلُوهُم عُمْرَكُمْ! – قالَ السَّراب)
.. إِمامُكُمْ عَقْلٌ
سَأَفْتَحُ صَفْحَةً أُخْرَى لِأَقْرَأَ ما يَصيرُ:
يَدُ الخَليفَةِ خَوْفُكُمْ
وَغَدُ الخَليفَةِ عَصْفُكُمْ.
يا أخْوَتي المُتَحَصِّنينَ بِجِلْدِكُمْ
طَلَعَ الإِمامُ
وَكُلُّ مَنْ قُتِلَ انْبَعَثْ
يا أَيُّها المَطَرُ المُكَدَّرُ في المَعابِدِ
فَالْتَهِبْ رَعْدًا عَلى صَمْتِ الجُثَثْ!


********


ألمظْلومونَ يَتَراكَضون
لِمُبايَعَة الظالِم الجَديد
فيما كانَ الشاعِر يَمْدَح نابليون الثالث
وَيَدْعُو إِلهَ المَعْبَد الطَّيِّبَ
حاميَ الفُقَراء بَعْدَ مَوْتِهِم
أَن يُطيلَ عُمْرَهُ!

عِنْدَما فاجَأَتْهُمُ الشُّموس
وَأَطْفَأَتْ نُجُومَ ظُلْمِهِم
تَذَكَّرُوا كَيْفَ أَطْفَأُوا الحُرِّيَّة
كَما يُطْفِئُون الشُّمُوع
وَكَيْفَ غَرَّرَتْ بِهِمْ
فُوَّهاتُ البَراكين الخامِدَة



الآراء (0)   

دعمك البسيط يساعدنا على:

- إبقاء الموقع حيّاً
- إبقاء الموقع نظيفاً بلا إعلانات

يمكنك دعمنا بشراء كاسة قهوة لنا من هنا:




سَيُصْبِحُ بَعْضَ حَياتي الأَبَد!
( 760 | 0 | 1 )
كُنْتُ أَقْتُلُهُم بِعُيُوني
( 598 | 0 | 2 )
أَيْنَ زَهْرُ النَّعيم
( 584 | 0 | 0 )
إستراحة المُحارب وقصائد أخرى
( 553 | 0 | 1 )
طالَ عَيْشُكَ يا مَوْت!
( 548 | 0 | 0 )
نارُ القَبِيلَة
( 532 | 0 | 0 )
مِثْلَ قَصيدٍ جديدٍ - (إلى سميح القاسم)
( 476 | 0 | 0 )
مَطَر في الدَّوايمة - (إلى جهاد هديب)
( 456 | 0 | 0 )
كَطَيْرٍ أَبْيَض
( 447 | 0 | 0 )
يَوْمًا ما
( 426 | 0 | 0 )
عِنْدَما قَتَلُوه
( 402 | 0 | 0 )
لي في رَمادي بَيْت
( 346 | 0 | 0 )
أهْلًا وَسَهْلًا!
( 346 | 0 | 0 )
أَخِيرًا
( 345 | 0 | 0 )
نارٌ عَلى ثَلْجِ الرَّمادِ
( 342 | 0 | 0 )
صَباحُ الثَّوْرَة
( 341 | 0 | 0 )
لا عَجَب
( 320 | 0 | 0 )
هَا هُنا يَسْكُنُ النَّمِرُ
( 316 | 0 | 0 )
لا بُدَّ مِنْ عَقْل
( 313 | 0 | 0 )
أُعْبُرِ الوَقْتَ كَالرِّيح
( 306 | 0 | 0 )
الوعرُ لَك
( 304 | 0 | 0 )
ألغَد
( 301 | 0 | 0 )
نَشِيدُ الشَّمْس والثَّوْرَة
( 299 | 0 | 0 )
أَسْوَأُ عاداتِ القَوْم
( 288 | 0 | 0 )
حينَ يَبْدو
( 270 | 0 | 0 )
لَسْتَ مِنْ هُنا بَعيدًا
( 270 | 0 | 0 )
أشْخَاص
( 270 | 0 | 0 )
حُلمٌ تَحْتَ غَيْمَة
( 260 | 0 | 0 )
إعتِقال إداريّ
( 192 | 0 | 0 )
ماذا تُريد
( 190 | 0 | 0 )
لا أَقُولُ لَكُم
( 187 | 0 | 0 )
شارِعٌ واحِدٌ
( 178 | 0 | 1 )
ألشاعِر يُريد تَغيير القصيد
( 169 | 0 | 0 )
لا رَيْب
( 149 | 0 | 0 )
مِئذَنَةٌ في صَفَد
( 145 | 0 | 0 )
السّجن سَجينٌ في عَيْنَيْهِ (قصائد)
( 50 | 0 | 0 )