كلُّنا محضُ أرقام

القطةُ السوداء

النهارُ الأشعثُ

وأنا في الرداءِ الكحلي

أصفار

..

نعم

نحنُ مجردُ أرقام

إلا لو كان لي أبٌ صحفيٌّ يعرفه الله والأنبياء جميعا

إلا لو كان لي والدٌ طبيبٌ وأمٌ شقراءُ تراني حُلوًا وتفتشُ رأسَ القصف عن خصلاتي المجعدة

اصرخي بالشهادتين يا أمي تحت سماء تسكرُ بسورة الحمد وتهوي فوق الرؤوس

..

وجدتُ اسمي في انفراج المثلثِ

وعَمّدَتْني تراتيلُ فيثاغورس

تجمدتُ في الأعلى

أيقونةً معدنيةَ الجوهر

سوداءَ كالحُبّ

..

الرحمة يا عالم

الرحمةُ لا للضحيةِ رقم واحد

المنسيةِ في رحم الصِّفْر

الرحمةُ لمشاهيرِ القتلى

لحروف المَتْنِ

..

فَيا أيّها المهشومُ في الدقيقة التالية

تقلّبْ في البؤبؤ

قَدِّمْ لي عرضًا مسرحيًا وأنتَ تلفظُ الحياة

مازوخيتي النهمة لن تشتري آلامك

لن تكتبَ اسمَك في مُعَلّقةِ نثرٍ رباعية

ما لم يكن موتُكَ تراجيديا بما فيه الكفاية

وممتعا

قدم لي سببا لأراك رقمًا فخما

على اليمين

لأرى طفلي في عينيك

وأنسى أننا جميعا محض أرقام

في عَدّادِ الفيروس الأبيضِ