إنهم يحتفلون بالرابع من جولاي - محمد ديرية | القصيدة.كوم

ناثرٌ صوماليٌّ (1984-) إلّأ أنَّ أثرَ نصوصه يفعل بنا ما تفعلُه القصيدة الحقيقية. يأبى أن يُنعتَ بالشاعر.


1229 | 5 | 0 | 2




إنهم يحتفلون بالرابع من جولاي
في الخارج .. ليمجد الله أمريكا
يهتفون والسموات بالألعاب النارية
مضيئة .. مشتعلة

أمريكا .. فكرة
وقارة بعيدة لكنها معنا
على الأرض

حلم قديم .. تحقق بعضه
وفي منتصف الحلم
استيقظ الباقون على قصة
لم يشهدوا عذابات البدء
في فصولها الأولى

صديقي العربي المبتعث لدراسة
شيء يفيد بلاده البعيدة
أرجوك .. لا تتحمس لفكرة تدلت غصونها
من سقف بيت الجيران

هذا الرابع من جولاي
مخصص لمواطن يذهب ثلث دخله
لحكومة لاتعطيه شيئا
لا مأوى ، لا عيادة أسنان تستقبلك بالمجان
لا جامعة تقبلك دون أن تفصح عن دخل والديك

ستدفع كثيرا كي تنعم بحق قد يكون غريبا
كحرية عدم الوقوف ساعة النشيد الوطني
أو حرية التخلي عن جواز سفرك
اذ العكس مستحيل ، لايمكن للحكومة/ الفكرة
أن تأخذك للسجن أو تمنعك من العودة للديار
لإنك أنت .. أنت .. من يدفع راتب الجندي
والطيار الحربي وفاتورة عشاءك
وحيدا ياصاحبي

أمريكا .. أن تقطع الشارع ممتلئا بوحدتك
وأن تستيقظ باكرا - أفلح من وجد وقتا للقيلولة - هاهنا
وأن تفتح بريدك كل صباح ، لتعد الفواتير
واحدة للماء ، أخرى للكهرباء ، ثالثة لاستعمالك الانترنت
رابعة لتذكرة القطار ، وخمسين بريدا من بنك
يريد أن يقرضك ، كيفما شئت ، لأنه قد وضع سعر الفائدة
سلفا دون استشارتك

عليك أن تتخلص من لكنتك ، من دونها لن تذوب
عليك أن تتكلم ، تكتب ، في قالب موضوع سلفا
كي تخرج من القالب عليك أن تجلس فيه
أولا ..

لا تتابع المسلسلات ، المسلسلات سوف تأتي اليك
تعرض أجسادها كالبغايا ، تعطيك دقائق للحكم
ان أمسك بدهشتك المخرج في دقيقتين
يمكنه أن يجلسك لثلاثة شهور
على ذات .. الكنبة

أمريكا : كم تملك وكم ستدفع ؟
وحين يصل العشاء ، تتحسس الأم محفظتها
البنت تخرج بطاقة البنك الحمراء
الأب يمتعض لأنه أخبرهم سلفا أن جيبه
لم يكن ليحتمل فاتورة العشاء لولا
أنها الفرصة الوحيدة لالتقاء
العائلة

ان كنت تعرف الصواب
وتزعم أنك تملك الحقيقة
فحتما ، لست أمريكيا
من يدري من أين تأتي الحقيقة
ومن يملكها ، لابد أن تقول ذلك
أو تستدل بأرقام مركز أبحاث
كي يرخي الآخرون أسماعهم
من أجل / الحقيقة

القبيلة : فكرة تجاوزتها أوروبا وأمريكا
لم يبق الا الأفارقة وبعض العرب يحترمونها
العائلة : تجاوزتها أوروبا الا قليلا
الفرد : مرحبا به في أمريكا

لا معبود بحق هنا الا المال
والمتعة الفردية المحضة
وساعة المسلسل قبل الخلود
للنوم بعد نهار مكرر طويل
كي تدفع الفواتير

الفواتير التي توهمك بالحرية
نعم يا سيدي : أنت حر من كل شيء
لكنك عبد صندوق البريد صباحا
صندوق البريد الذي يذكرك بالدفع
للطبيب والنور في مكتبك
وللمسلسل على شاشتك
في الصالة الضيقة

صندوق البريد : المكان الوحيد الذي يحمل رسائل البنك
كل صباح ، كي تقترض ، لتصبح حر شهواتك
أكثر

مرحى فالرابع من جولاي في الشارع يضحك
الكثير من اللحم المدهون بالجبنة السائلة الأمريكية
سيدات يلبسن مابقي من قديم الصيف الماضي
رجال يترنحون من بيرة مكسيكية باردة
دون أن يعرفوا شيئا عن الجدار الذي قد يبنى
قريبا لمنع تسلل المخلوقات التي ترسل الشعير
والتكيلا وعمال المطابخ وسائقي الحافلات العامة

صليب يتدلى ، لم يبق منه الا أهازيج الأحد
ووفاء الجدات السود لأناقة المرحوم
حين كان يستيقظ مبكرا
من أجل قداس
الرب نهار الأحد

ليبتهج الشارع
ليحمد الرب الذي أوجد الانسان من زوجين
ومن ثم هدى كولمبوس للقارة البعيدة
كي يكتشف القارة الأجمل
كي يعيش فيها الفرد
عابدا نفسه
ساخرا من فكرة الدولة
مهديا الاخرين حرية الحلم
من أجل متعة فتح صندوق البريد
خاوياً من الفواتير .. فقط
صباح الأحد

!







الآراء (0)   


الموقع مهدد بالإغلاق نظراً لعجز الدعم المادي عن تغطية تكاليف الموقع.

يمكنك دعمنا ولو بمبلغ بسيط لإبقاء الموقع حياً.