يدك القصيدة - مهدي منصور | القصيدة.كوم

شاعرٌ لبنانيٌّ (1985-) يحمل الدكتوراة في الفيزياء لذلك كان (الفجر ظلٌّ داكنٌ). حاصلٌ على العديد من الجوائز العربية. #م_م


2221 | 0 | 0 | 0



(ديوان: الظل فجر داكن)
مُشَقَّقَةٌ كَالصَّخْرِ في الغارِ...
كُلَّما فَكَكْتَ حُروفَ النَّقْشِ
تِهْتَ بِغَيْهَبِ...
تَصيرُ إِذا ما بُلِّـلَتْ
أَوْ تَعَرَّقَتْ
سُهولاً بـِ'نيلِ' الحُبِّ تَزْهو وَتَخْتَبي
بَقايا لِوَحْيٍ بَيْنَ ضَوْءِ بَنانِها
يَقولُ لِمَنْ يَلْقاهُ:
'لا تَقْرَإِ... اكْتُبِ'
وَإِنْ سَكَنَتْ فيها الدَّواةُ
تَحَوَّلَـتْ لِسِحْرِ أَغانيها أَداةَ تَعَجُّبِ!
وَلَوْ أَنْتَ فَتَّشْتَ المَساماتِ جَيِّدًا
وَجَدْتَ بِنِصْفِ الدَّرْبِ نِصْفَ رُؤى نَبي
***
يُطَفّي وُضـوءُ الظُّهْرِ نارَ نَهارِها
فَيَفْتَرُّ زَهْرُ المِقْبَضِ المُتَخَشِّبِ
بِريشِ الأَغاني أَكْنِسُ الوَقْتَ بِالرُّؤى
فَأَخْطو عَلى عُمْرٍ مِنَ الضَّوْءِ أَرْحَبِ...
أُفَكِّرُ أَحْيانًا بِخَيْطِ قَصائِدي
بِنَسْجِ مَواويلي
وَبَحْري وَمَرْكَبي
وَكَيْفَ يَدُ الخَيّاطِ لَمَّتْ خَواطِري
فَلَمْ تَذْوِ أَحْلامي
وَلَمْ تَتَحَجَّبِ
يُداعِبُ رَأْسُ الخَيْطِ مِشْكاةَ إِبْرَةٍ
فَيَنْمو قَميصُ الوَقْتِ في لَيْلِها الأَبي
قَرَأْتُ بِها:
'الأَلْوانُ أَلْفُ حِكايَةٍ
مُخَبَّأَةٍ في كُلِّ خَطٍّ مُذَهَّبِ'
وَتَدْهَشُني الأَيّامُ
كَيْفَ عَلى يَدٍ مُجَعَّدَةٍ كَالعُمْرِ
تَتْرُكُني صَبي؟!
***
هنالِكَ أَحْلى الشِّعْرِ,
أَدْعوهُ كُلَّما تَلَبَّسَني وَحْيٌ
وَصَبَّ رُؤاهُ بي
مُفَكِّرَةٌ لِلْعِطْرِ...
بوصُلَةُ الهَوى
مُهَيَّأَةٌ لِلْحُبِّ في كُلِّ مَطْلَبِ
وَقُدْسِيَّةٌ تِلْكَ الَّتي جُعِلَتْ يَدًا
لِساعي بَريدٍ بَيْنَ شَمْسٍ وَكَوْكَبِ
تَنَزَّلَ بي مِنْ جَنَّةِ الخُلْدِ مَرَّةً
أَبَيْتُ
فَلَمْ يَسْمَعْ...
فَسَمَّيْتُهُ 'أَبي'!!








الآراء (0)   


الموقع مهدد بالإغلاق نظراً لعجز الدعم المادي عن تغطية تكاليف الموقع.

يمكنك دعمنا ولو بمبلغ بسيط لإبقاء الموقع حياً.