شاعرٌ مصريٌّ. يحكي عن نفسه: لمْ أكُنْ أبدًا نبيًّا لمْ يكُنْ ما جاءنِي وحيُ السماءِ ولم تكن تسرِي بجسمِي رعشةٌ قدسِيَّةٌ.
2541 |
0 |
0 |
0
0 تقييم
إحصائيات تقييم قصيدة "قربان حلم لا يكون
" لـ "سيد عبد الرازق"
عدد التقييمات: |
معدل التقييم: 0
5 star
0
4 star
0
3 star
0
2 star
0
1 star
0
لتقييم وتفضيل ومشاركة جميع قصائد وترجمات الموقع، يتوجب تسجيل الدخول. عملية إنشاء حساب جديد أو تسجيل الدخول لا تستغرق من وقتك دقيقة واحدة، وتتيح لك العديد من المزايا
قيم قصيدة "قربان حلم لا يكون
" لـ "سيد عبد الرازق"
قربان حلم لا يكون
0
مشاركة القصيدة
حينَ اصْطِفَائِي لمْ أكُنْ أبدًا نبيًّا
لمْ يكُنْ ما جاءنِي وحيُ السماءِ
ولم تكن تسرِي بجسمِي رعشةٌ قدسِيَّةٌ
لكنني قُدِّمْتُ قُربَانًا لحزني مُفْرَدًا
وتَلَقَّفَتْنِي قابِلاتُ الدَّمعِ منذُورًا شقِيًّا
كنتُ أجبنَ منْ طيورِ الحقلِ
يُرهِبُها جمادٌ صامتٌ؛ فتموت جوعًا
والحياةُ برَافدَيْها القمحِ والماءِ النقيِّ
معدّةٌ من أجلِها
لكنُّه الخوفُ ابتداءً
يجعلُ الظِلَّ الصمُوتَ – بأعينِ الجبناءِ – حيًّا
كنتُ أخجَلُ حينَ يهتفُ بِي الجميعُ أيا ابنَ أمِّكَ
كُلَّمَا أسبغتُ بالدَّمعِ الفّتِيِّ وضوءَ وجهِي
مُذْ متَى عيبٌ على عينِي الذبيحةِ
أنْ تُرِيقَ الدَّمْعَ محزُونًا فَتِيًّا
كانَ طُهْرِي رفقَةَ العمرِ الغريبِ
الآنَ غادرنِي لأصبحَ ظِلَّ مسخٍ
لستُ أعرفُ فيمَ كنتُ
ولستُ أدركُ فيمَ صرتُ
فهلْ أنا مَسٌّ من الشيطانِ
أمْ ما زلتُ ذاك اليُوسُفِيَّا
كنتُ أحمِلُ في الحياةِ خريطتِي
بسماتِ أمِّي المريميَّةِ
نظرةَ التَّحْذِيرِ مِنْ عَيْنَيْ أبِي
لكأنَّهُ يعقوبُ شمَّر ساعِدًا
لِيفتِّحَ الأبوابَ
ينقذُ ما تبقَّى
حين تَنْشُبُ غدرَها فِيَّ الحياةُ
لِتهْتِك الطُّهْرَ الصبيَّا
كنتُ أسكنُ حانَةَ البوحِ الشَّفِيفِ
تقولُ لِي النَّخْلَاتُ عنْ وجعِي
وتبسطُ ظلَّها لِي عبْقَرِيًّا
أستريحُ على جناحِ يمامَةٍ
وأسيرُ فوق هديلِها
وتذيقُنِي
عينينِ تجري منهما الأنهارُ خمرًا
تحملانِ الحُلْمَ مولودًا تُبَارِكُهُ السَّمَا
لَمْ تجعلِ الدُّنيا له قبلًا سَمِيًّا
ثم يهديهِ المساءُ مِنَ المَدَى أرجوحةً
تتناثرُ النَّجماتُ حول المهدِ مِلْحًا،
غيمتانِ تلاطفانِ خدودَه
يُمْنَاهُ تطلِقُ للفضاءِ بُدُورَهُ
يُسْرَاهُ تُذْكِي للمحبِّين الثُّرَيَّا
ثمَّ توقِظُهُ الحقيقةُ
يا ابْنَ أمِّكَ
كيف تحلُم أنْ تباركَكَ السَّمَا
منْ أنتَ؟
أنتَ النُّطفةُ الحمقاءُ في ليلٍ
شتاِئِّي الملامحِ
كيف ترجو أنْ تهدهدَكَ النُّجومُ
وأنْ يحِنَّ لكَ النخيلُ
فيُسقِط الرُّطَبَ الجَنِيَّا
لستَ يا هذا نبيًّا
إنَّمَا احْتملتْكَ هذي الأرضُ لُطْفًا
مثلَما تأوِي الخطيئةَ بين جدرانِ الملاجِئِ
كيْ تعيشَ على ثراها أجْنبِيًّا
أو تموتَ بجرعةٍ من حُلْمِك العبثيِّ قهرًا
أو تُرَدَّ لأرْذَلِ العمرِ الكئيبِ
لكيْ تقولَ لكَ الحجارةُ إنْ مررتَ بساحِها
يا ليتَ أمَّكَ – يا ابْنَ أمِّكَ – لمْ تَلِدْكَ
ولمْ تكنْ في الأرضِ شيًّا
قلْ – بِحقِّ خطيئةٍ –
ألقتْكَ في هذي الحياةِ كشاعرٍ
ضاجَعْتَ ألفَ قصيدةٍ وَلَدَتْ سِفَاحًا
(هلْ يكونُ الشِّعرُ يومًا طفلكَ الشرْعِيَّا؟)
هلْ حين تَطْعَنُكَ المسافةُ بين حُلْمِكَ والحقيقةِ
سوف تزوِي
كي تُؤَيِّمَ ما تركتَ من القصائدِ
(هلْ تراها ترتضِي استغفارَك الوثنيَّا؟)
عند احتضارِك لنْ تكونَ مهيَّأً للقائِها
فامدُدْ يمينَك كيْ تُبَاِيِعَهَا غيابًا
ربَّمَا إنْ يحملوا الرَّأسَ المُعَذَّبَ
تذرفِ العينانِ دمعًا زينبيَّا
يا ابْنَ أمِّكَ لستَ شيئًا واقِعِيًّا
أنتَ صفرٌ زائدٌ
والناس تقتلُ كلَّ يومٍ حالمًا
فلترتحلْ
لا تنتظرْ أن يُهْرَقَ الدَّمْعُ السخِينُ ببابِ قبرِكَ
لستَ مخلُوقًا لِتصبِحَ سرمَدِيًّا
كُلُّ عيبِكَ يا ابْنَ أمَّكَ
أنَّ هذا لمْ يكُنْ أبدًا زمانَكَ
واصطفاءَك لمْ يكُنْ إلا ادعاءً
أو خيالًا نرْجَسَيًّا
***
الآراء (0)
الموقع مهدد بالإغلاق نظراً لعجز الدعم المادي عن تغطية تكاليف الموقع.