أطلال ثائر - عامر السعيدي | القصيدة.كوم

شاعرٌ يمنيٌّ (1985-) شعرُه أكثر ما يشبه سرب حمامات سلام. وبستان ورد الحب.


3068 | 0 | 0 | 0





حيث لا أنت ولا ظلّك يقوى أنْ يكابرْ
سوف تذوي مثلما تذوي بعرض البحر أحلام مهاجرْ
أيها المكسور كالضوء على مرآة ساحرْ
وطنٌ أنت تغنّي خارج الدنيا على أطلال ثائرْ
أحرق الخيمة واستلقى على الأنقاض مكسورًا وحائرْ
لم يجد ظلًّا ليرتاح قليلًا ريثما تنساهُ نيران العشائرْ
كان مثلي مُدركًا أنّ الصداقات خسائرْ
أنّ هذا المصحف المرفوع رشّاشٌ وأصحابي ذخائرْ
والأناشيد التي كنّا نسمّيها عصافيراً ، خناجرْ
هكذا حتى بساتين الهوى و البنّ والرمّان قد صارتْ مقابرْ
أيها النازف عطرًا رغم أحزان المشاقرْ
لك أنْ تبكي وأنْ تضحك من كل المشاعرْ
ولهذا الوطن المخنوق مثلي أنْ يسمّي الصمت شاعرْ
أنا يا عصفورة الإيمان عطشانٌ ونهر الدين غائرْ
وشراب الشكّ يا سيّدتي كالحبّ .. كالإخلاص نادرْ
يا بلادي أنتِ جرحٌ في صميم القلب حاضرْ
كيف لي أن أشتهي النوم على آهاتِك الحسنى ودمع الله ساهرْ
كيف صار الباطل المنبوذ حقّاً فوق كل الناس ظاهرْ
كيف أمسى الصبح مغلوباً وأضحى اللّيل قادرْ
ولماذا يا بلادي كلما نام شهيدٌ ساد عربيدٌ وفاجرْ
كلما حاولت أنْ أخرج مني وأغنّي للصبايا ردّني سكين غادرْ
يا بلادي لن تنامي كالبغايا بين أحضان مقامرْ
لن تصلّي للحماقات التي تمشي على شكل عساكرْ
يابلادي كلّما هُمْ صرخوا أيقظت في قلبي فتاتين وطائرْ
كلما خانوا الأغاني رقص الشارع حتى لا تهاجرْ
كلما ظنوا بأنْ قد أحبطونا أشرقتْ أوجاعنا فجراً بربّ اليأس كافرْ
وخرجنا لا نبالي بالمخاطرْ
إنّ هذا الشعب كالقرآن كالإنسان كالألحان طاهرْ
ليس يحني رأسهُ العالي لمجنونٍ ولن يكسرهُ نذلٌ مغامرْ






الآراء (0)   


الموقع مهدد بالإغلاق نظراً لعجز الدعم المادي عن تغطية تكاليف الموقع.

يمكنك دعمنا ولو بمبلغ بسيط لإبقاء الموقع حياً.