القلب - عامر السعيدي | القصيدة.كوم

شاعرٌ يمنيٌّ (1985-) شعرُه أكثر ما يشبه سرب حمامات سلام. وبستان ورد الحب.


3591 | 0 | 0 | 3




قولوا لدمع أبي أهلاً ولو كذِبا
إنّ الدموع بلادٌ تكتم العتبا

تركتهُ يتقهوى ماء لوعتهُ
إذ لم يجد كأسهُ بُنّاً ولا عنبا

كانت لنا
جنتا حبٍّ تؤرجحنا
فيها الأساطير
فانهارتْ ديار سبا

أتى على
زرعنا الطوفان وانكسرتْ
أحلامنا وضياء الأغنيات خبا

لم يترك الموت عصفوراً بنافذتي
ولم تجد أمّ أطفالي لهم لُعبا

أنقاض بيتي على كتفي معلقةٌ
وكل بيتٍ يراني فيهِ مغتربا

وكلما دق قلبي باب إخوتهِ
دقوا المسامير في القلب الذي انتحبا

من أين أثقب قلبي
كي أرى بلدي
فلا أرى و جعاً فيها ولا تعبا

وكيف أخرج من جرحي
وأدخل في روحي
وأمسح دمعي كلما انسكبا

أنا المدينة والسكّان
فاْبتهجي ياحرب
واْنتعلي يا جثّتي العربا

لا ربّ للورد يا أمي
فلا تلدي
إلّا الخناجر كي تستقبل الغُربا

طريق مكة من قلبي
لقد عبروا
قلبي، وأصبح بيت الله مضطربا

لم يبق إلا
اشتعال النفط في فمها
لتحتفي النار بالحكّام والخُطبا

لن يكسر الرملُ كسرى
بعدما سجدتْ
لهُ العراق وصارتْ سوريا حطبا

لم تحفظوا
كالأُلى شاماً ولا يمناً
ولا تركتم لنا صنعا ولا حلبا

ستأكلون جميعاً
خبز صاحبكم
وتشربون من الكأس الذي شربا

كان الربيع نبياً
يا أبا لهبٍ
لكنّ جهلك أذكى حوله اللهبا

أتيت تغرس زرعاً
غير ذي ثمرٍ
وقلت للموت كن للجائعين أبا

أجهضت حلم الفراشات
التي انتفضت
على الظلام وألغى ليلك الشُّهبا

وعندما خرج الطوفان
من يدها
رأتْ أعاليك في أطرافها عجبا

يطارد الروس
خيلاً لا رؤوس لها
ويخلع الفرس من أعناقها الذّهبا

يا سعد زغلول
عاد الاحتلال على
ظهورنا واشترى من أمّنا اللقبا

واختار
يا عمر المختار لهجتنا
واغتال بهجتنا من أنكر النسبا

الطائفيون
طافوا حول خيمتنا
وأطفأوا شمعة الميلاد والطربا

يبنون بالله قصراً للخليفة في
عقولنا كي نُلبّي كل ما طلبا

ويلعنون أماني الشعب إنْ خرجتْ
على الذي أغرق الفتوى بما وهبا

إذا تمرّد مقتولٌ على صنمٍ
تنسى العمائم عيسى كلما صُلِبا

الحمدلله ما زالت قصائدنا
كبيرةٌ تأنف النقاد والأُدبا

ما زال للشعر في الجدران رهبتهُ
وللحكومة أنْ لا تطبع الكُتُبا

الحمدلله أنّي لم أكن أبدا
بمستوى شعراء السلطة النُّجَبَا

يلمّعون بما قالوا وقاحتهم
ويسخرون من الشعر الذي وَثَبا

الحمدلله أني اليوم في شفةٍ
خضراء ألهمت التأريخ ما كَتَبا

في مهبط الثورة الأم التي خلقتْ
ربيعنا وسقت ناياتها القصبا

في كل عاصمةٍ للنور أغنيةٌ
جميلةٌ تحرس الثوار والغضبا

القادمون من الورد الذي حلمت
به الحبيبات فانداح الرييع إبِا

العائدون إلى المعنى الذي اكتملتْ
به الشوارع حتى أصبحت سُحُبا

ولن تموت بلادي لن تموت ولا
تشهّت الأرض محتلّاً ومُغتَصِبا

غدا تعود بنا الدنيا إلى وطنٍ
فوق الحدود وبيتٍ يجمع العربا







الآراء (0)   


الموقع مهدد بالإغلاق نظراً لعجز الدعم المادي عن تغطية تكاليف الموقع.

يمكنك دعمنا ولو بمبلغ بسيط لإبقاء الموقع حياً.