ورقة مطوية في كف طفل - موسى العلوني | القصيدة.كوم

شاعر سعودي


634 | 5 | 0 | 0



أدري بأنك صفحةٌ بيضاءُ
كالماءِ حين ترشُّهُ الأضواءُ

ما خُطَّ في قسَمَاتِ وجهك موقفٌ
والخلقُ عندك والزمانُ سواءُ

ترجو الوفاءَ ولن تُلامسَهُ كما
لن تستظلَّ بظلِّها الأشياءُ

تبدو لك الغاياتُ في اللفظِ الذي
يبدو وغاياتُ القلوبِ وراءُ

فبأيّ ذنبٍ جئتَ للدنيا من ال
مجهولِ والدنيا عليك شقاءُ

لم تدر بَعْدُ بأنَّ كلَّ حكايةٍ
تُصغي لها قبلَ المنامِ هُراءُ

نم في الحكايةِ مُطمئنّاً هانئًا
كصدى سكونٍ حفّهُ الإصغاءُ

وحكايةُ الأيامِ توقظُ مَنْ غفا
كالقلبِ توقظُ جمرَهُ حسناءُ

أنا لستُ أبكي الميِّتين وإنما
أبكي الذين بلا اختيارٍ جاؤوا

لو أدرَكَت حواءُ أبعادَ الدُّنى
في العالمينَ لأجهَضَتْ حواءُ

فكم استوَتْ فوق الدماءِ بواخرٌ
وعلى الجراحِ حضارةٌ شمّاءُ

والكلُّ ساقَ أدلةً لمزاعمٍ
هيهات أن تتمايزَ الأصداءُ

من حيثُ جئتَ ارجعْ فلستَ مُطاوَعًا
فيما تودُّ ولات ثَـمّ عزاءُ

نم في الحكايةِ تكتملْ أجزاؤها
ويُطلّ من شُرَفِ الظلالِ سناءُ

ليت الحياةَ كما صفا لك خافقٌ
تصفو، وتُخطمُ في الدجى الأرجاءُ

ليت الحياةَ كما يلينُ لشاعرٍ
وَقْعُ الصدى فيُصيبُ حيثُ يشاءُ

أنا ذلكم وبحورُ شعريَ كلُّها
دُرَرٌ يغَصُّ بثقلِهنّ الماءُ

وأنا الذي أسبلتُ ثوبَ قصائدي
خُيلاءَ .. حتى يخرَسَ الشعراءُ




الآراء (0)   


الموقع مهدد بالإغلاق نظراً لعجز الدعم المادي عن تغطية تكاليف الموقع.

يمكنك دعمنا ولو بمبلغ بسيط لإبقاء الموقع حياً.