الأَخِير - محمد عرب صالح | القصيدة.كوم

شاعر مصري حاصل على العديد من الجوائز العربية (1990-)


818 | 0 | 0 | 0



(ما بَيْنَ الْمَوْتِ وظِلِّ المَوْتِ،
فِيما حَكاهُ الْجَدُّ الضَّرِير..)

* أَيُوجَدُ في هذه القَرْيَةِ البَرْبَريَّةِ مَنْ لا يُحاوِلُ قَتْلَكْ ؟

_ مُغَنٍّ قَتيلٌ عَلَى حافَةِ الجِسْرِ
آثَرَ ألا يَكونَ شَبيهًا لـ" قابيلَ"

* هَذا فَقَطْ.. مَنْ أَبَى أنْ يُعَرِيَ رُوحَكَ مِنْ نَبْضِها المُسْتَعارْ..؟

_ نَعَمْ. لا. وسَيْفٌ لِقَيْصَرَ مُنْكَسِرٌ مُنْذُ أَنْ سَقَطَ الحِصْنُ..
يَبْدُو وَريثَ الهَزيمَةِ..
دومًا أراهُ يُعادي الكَلامَ ولا يَشْرَبُ الدَّمَ مُنْذُ قُرونٍ
فقدْ كان أَقْسَمَ أنْ لا يُغادِرَ غِمْدَهْ..
وأَنْ لا يُسانِدَ قَيْصَرَ آخَرَ..
أو يَسْتَميلَ لِإغْواءِ قَبْرٍ..

* وهَلْ خِفْتَ يَوْمًا؟

¬¬¬_ أَنَا لا أخافُ..
أَرَدْتُ الخُلودَ..
فكانَ قَتيلِي هُوَ الخَوْفُ..
في البَدْءِ قالتْ لِيَ الشَّمْسُ:
(مِفْتاحُ قَبْرِكَ في صَحْوَةِ الخَوْفِ)

* لَكِنَّهُ قَدْ يَخُونُ؟

_ قَتِيلي المًغَنِّي أَمِ السَّيْفُ تَعْني؟

* أَنا.. ظِلُّكَ الأزَلِيُّ.. أنَا

_ أَمِنْ كَثْرَةِ الأوْفياءِ تَخُونُ!!
فَكُنْ _كَيْفَ شِئْتَ_ مَعَ الخائِنينَ
وكُنْ قاتِلِي إنْ أرَدْتَ الخُلودَ..

* إذَنْ أتَبَرَّأ مِنْكَ.. أًعَرِّيكَ مِنِّي..
فَسِرْ بَيْنَ مَوْتَى القُرَى دُونَ ظِلٍّ
فَزَيْتونَةُ الليلِ صارَتْ تُعاديكَ،
كُلُّ السَّنابِلِ في الحَقْلِ..
كُلُّ اليتامَى..
وكُلُّ التَّماثيلِ في هَذهِ القَرْيَةِ/القُرْفُصاءْ..

 يَقولُ لَنا الجَدُّ:
قَبْلَ الغُروبِ..
عَلَى حافَّةِ الجِسْرِ
ظِلٌّ يَفِرُّ وفي يَدِهِ السَّيْفُ..
والمَوْتُ جَاثٍ جِوارَ المُغَنِّي،
وكانَ اليتامَى عَلَى الشَّطِّ يَقْتَسِمونَ الأغانِيَ
والشَّمْسُ تَغْمِسُ في البَحْرِ فُرْشَاتَها لِتُتَمِّمَ لَوْحَتَها
قُرْبَ نايٍ يُغَنِّي لزَيْتُونَةٍ..
ثمَّ تَرْحَل..






الآراء (0)   


الموقع مهدد بالإغلاق نظراً لعجز الدعم المادي عن تغطية تكاليف الموقع.

يمكنك دعمنا ولو بمبلغ بسيط لإبقاء الموقع حياً.