المثيل - إيمان عبد الهادي | القصيدة.كوم

شاعرةٌ أردنيّةٌ. تحمل الدكتوراة في النقد. لها لغةٌ صوفيّةٌ قلَّ مثيلُها في الشعر النسوي.


1201 | 5 | 0 | 1




-1
شَفَّتْ تَخَايَلَ سؤرُها في الكاسِ
ظمَأً أُنــــــاظِرُ غَفْلَةَ الحُرّاسِ
ظمأً بِهِ الرّؤيا حُدوسُ مجرّةٍ
وبموتِهِ تعويذةُ الأعراسِ
خَرَجَتْ مِنَ الأَورادِ بعضُ بُكائِها
مطرٌ وبعضُ شهيقِها أنفاسي
لو أنّني كشّفتُ صبحَ جبينِها
شمساً لصارَ الكونُ محضَ لباسي
في النّصّ كلُّ كنايةٍ محجوبةٌ
ويَعيثُ فيَّ تداخُلُ الأجناسِ
لو كانَ للمعنى دمٌ لأرقتُهُ
لقرأتُهُ في جثّةِ الكُرّاسِ
لكنّهُ التّأويلُ يَبرأُ ما يَرى
ويُطيحُ بالرّامي وبالأقواسِ
أُنثاهُ مسألةُ الوجودِ وحبلُها السِّرّيُّ
جهرُ الخَلقِ دونَ مساسِ!
هيَ كلُّ ما خبّأتُهُ بِبَصيرتي
وَحيٌ تَصلصَلَ سَاعَةَ الأَجرَاسِ
وأُعيذُني بالحُبِّ مِن إِشرَاكِها
وأعيذُها بالتّوبِ عَن وَسواسي

-2
هيَ: كلُّها
لا شيءَ يُشبِهُ ظِلَّها
لا ليلَ يُشبِهُ شَامَةً في فُلِّها
لا فُلَّ يَعلَمُ في الظّلامِ محلَّها، ليُحِلَّها...

حتّى التّوقُّعُ -بينَ أبيضِها الخليِّ وبينَ أسودِها المُسافِرِ-
ليسَ يخطبُ ذُلَّها
تمشي على موتٍ قصيٍّ مُترَفٍ
يرتادُ هامَتَها رؤىً وتولُّها
من حيثُ ما انتبذت، يُفاجِئُها المخاضُ، مسافةٌ حُبلى
فيحصلُ نخلُها!

مُذ رتَّبَت أُفُقَ الحديقةِ
لم أجِد إلّايَ تصعدُ سَهلَهَا
جبلاً سماويّاً يشفُّ، فلا أرى خطوي
ولكنّي أقولُ: لعلَّها!

الغيمُ يحشُدُ زُرقةَ المعنى بقبَّتِها
وينزِفُ حولها
فأطوفُ بينَ الأرضِ والمخيالْ
كعبتيَ المِثالْ
ولا مثيلَ إذن لها

فِعلُ المُضارِعِ في رياضاتِ المُريدِ وجملةٌ إسميّةٌ للشّيخِ
أيُّهما اليقينُ
وأيَّ أسئلةِ الشّكوكِ تَضِلُّها؟
لو كانَ مُتّسَعُ المجازِ وخِفّةُ التّشبيهِ
مُنتبِهينِ للسِّريِّ في المِعراجِ كانا أسريا
هل كانَ سِرٌّ قبلَها!

لغةٌ توارت في الطّريقِ الجانبيِّ
وحِكمةٌ للصّمتِ قانيةٌ؛
تبارِكُ لغزها الشّفافَ من أثرِ الوُضوءِ
كأنَّ حلّاجاً يؤمُّ -بركعتَي عِشقٍ- مباهِجَ وَصلِها

غزَلت دَمي في ثوبِها؛ حتّى تورَّدَ نَولُها
مَعذورَةٌ هيَ إن تنفَّسَ صُبحُها - النّعمانُ
ليلَكةً بآخرِ ليلِها
هيَ أكثرُ الأسماءِ بسملةً، وخاتِمةُ الصِّفاتِ أقلُّها

سَيكونُ صُبحٌ آخَرٌ،
ماذا وراءَ الصُّبحِ؟
حينَ تقمَّصَت عينُ الغزالةِ كُحلَها؟








الآراء (0)   


الموقع مهدد بالإغلاق نظراً لعجز الدعم المادي عن تغطية تكاليف الموقع.

يمكنك دعمنا ولو بمبلغ بسيط لإبقاء الموقع حياً.