شاعر عراقي من أكثر الشعراء العرب تأثيراً في العصر الحديث، يعتبر من رواد شعر التفعيلة في الأدب العربي (1926-1964)
3183 |
0 |
0 |
0
0 تقييم
إحصائيات تقييم قصيدة "ستار" لـ "بدر شاكر السياب"
عدد التقييمات: |
معدل التقييم: 0
5 star
0
4 star
0
3 star
0
2 star
0
1 star
0
لتقييم وتفضيل ومشاركة جميع قصائد وترجمات الموقع، يتوجب تسجيل الدخول. عملية إنشاء حساب جديد أو تسجيل الدخول لا تستغرق من وقتك دقيقة واحدة، وتتيح لك العديد من المزايا
قيم قصيدة "ستار" لـ "بدر شاكر السياب"
ستار 0
مشاركة القصيدة
١
عيناكِ، والنورُ الضئيــلُ من الشموعِ الخابياتِ
والكأسُ، والليلُ المُطِلُّ مِن النوافذ، بالنجومِ
يبحَثْنَ في عينيَّ عن قلبٍ وعن حُبٍّ قديمِ
عن حاضرٍ خاوٍ، وماضٍ في ضباب الذكرياتِ
ينأى، ويصغُر، ثم يَفْــنَى، إنه الصمتُ العميقْ
والبابُ تُوصِدُه وَرَاءَكِ في الظلام يدا صديقْ!
٢
كالشاطئ المهجور قلْــبِي، لا وميضَ ولا شِراعْ
في ليلةٍ ظلماءَ بلَّ فضاءَها المطرُ الثقيلْ
لا صرخةَ اللُّقْيَا تُطيــفُ به ولا صمتُ الرَّحيلْ
يُمناكَ والنورُ الضئيــلُ أكان ذاك هو الوداعْ؟!
بابٌ وظِلُّ يدين تفْــتَرِقانِ ثم هوى الستارْ
ووقفتُ أنظرُ، في الظلامِ، وسِرتِ أنتِ إلى النهار!
٣
في ناظرَيكِ الحالمَيْــنِ رأيتُ أشباحَ الدموعْ
أنأَى من النَّجمِ البعيــدِ، تمرُّ في ضوءِ الشموعْ
واليأسُ مدَّ على شِفاهِكِ، وهي تهمسُ في اكتئابْ
ظِلًّا كما تُلقي جبالٌ نائياتٌ من جليدْ
أطيافَهن على غديــرٍ تحت أستار الضبابْ
لا تسألي: ماذا تُريــدُ؟ — فلستُ أَملِكُ ما أريدْ!
٤
بابٌ وظلُّ يدَين تفْــتَرِقانِ — ليتكِ تعلمينْ
أن الشموع سيَنطفِيــنَ، وأن أمطار الشتاءْ
بيني وبينكِ سوف تَهْــوِي كالستار فتصرخينْ
الريحُ تُعوِلُ عند بابي، لستُ أسمعُ من نداءْ
إلَّا بقايا من حديــثٍ ردَّدَتْه الذكرياتْ
وسنانَ هوَّم كالسَّحابَةِ في خيالي ثُم ماتْ!
٥
أنا سوف أمضي، سوف أنْــأَى، سوف يُصبحُ كالجمادْ
قلبٌ قضيتِ الليلَ باحِثةً، على الضوء الضئيلْ
عن ظِلِّه في مُقْلتَيَّ فما رأيتِ سوى رمادْ!
أنا سوف أمضي، رُبما أنسى، إذا سال الأصيلْ
بالصمتِ، أنكِ في انتظارِي تَرقُبين وتَرقُبينْ
أو ربما طافت بِيَ الذِّكْرَى فلم تُذكِ الحنينْ
٦
الزورقُ النائي وأنَّــاتُ المجاديفِ الطِّوالْ
تدنو على مهلٍ وتدْنو في انخفاضٍ وارتفاعْ
حتى إذا امتدت يَدَاكِ إليَّ في شبهِ ابتهالْ
وهمستِ: "ها هو ذا يعود!" رَجعتِ فارغةَ الذِّراعْ!
وأفقتِ في الظلماءِ حَيْــرَى، لا تَرينَ سِوى النجومْ
تَرنُو إليكِ من النوافِذِ في وُجومٍ، في وجومْ!
٧
قد لا أَؤوبُ إليكِ إلَّـا في الخيال، وقد أَءُوبْ
لا أمسِ في قلبي، ولا في مُقلتَيَّ هوًى قديمْ
كفَّان ترتجفان حَوْلَ الموقِد الخابي وكُوبْ
تتراقصُ الأشباحُ فيــهِ وتنظُرِين إلى النجومْ
حَذرَ البُكاءِ و«كيف أنْــتِ؟» تهزُّ قلبَكِ في ارتخاءْ
— "عاد الشتاء …" — فتهمِسِيــنَ: "وسوف يرجع في الشتاء!"
٨ / ١٠ / ١٩٤٨
الآراء (0)
نحن نمقت الإعلانات، ولا نريد إدراجها في موقعنا، ولكن إدارة هذا الموقع تتطلب وقتاً وجهداً، ولا شيء أفضل لإحياء الجهد من القهوة. إن كنت تحب استخدام هذا الموقع، فما رأيك أن تشتري لنا كاسة قهوة على حسابك من هنا :)