تونسيٌ دُفْعةً واحدةً.. أو لا أكونْ - محمد الصغير أولاد أحمد | القصيدة.كوم

شاعر تونسي بدأ الكتابة الشّعريّة أواخر السّبعينات، ودافع عن الكرامة و الحريّات ولكنّه سُجن في منتصف الثمانينيات وحُجبت العديد من قصائده (1955-2016)


1637 | 0 | 0 | 0



1
بحياتي نِلْتُ ما تسمُو بهِ هذي الحياةْ
وزرعتُ الشكَّ في أرضِ اليقينْ
تونسيٌ مرّةً واحدةً
تونسيٌ دُفْعةً واحدةً.. أوْ لا أكونْ

2
لامَني الصمتُ على صمتي الطويلْ
وعلى خوفي من الخوف العليلْ
لم أكنْ وحدي أنادي :
"ارحلوا الآنَ وفورًا...ارحلوا الآنَ"
.. فكانوا يرحلونْ
تونسيٌ مرّةً واحدةً
تونسيٌ دُفْعةً واحدةً.. أوْ لا أكونْ

3
أكتب الآن نشيدي بدمي
لشهيد كان صوتي وفمي
لغدٍ لم يأتني يا صاحبي منذ قرونْ
تونسيٌ مرّةً واحدةً
تونسيٌ دُفْعةً واحدةً.. أوْ لا أكونْ

4
لم تكنْ لي ذكريات معهمْ
لم تعدْ لي ذكريات معهمْ
لا فراشاتٍ ولا حقلَ
(ولا قالَ ولا زارَ ولا يحيا ولا ماتَ)
ولا هم يحزنونْ
تونسيٌ مرّةً واحدةً
تونسيٌ دُفْعةً واحدةً.. أوْ لا أكونْ

5
ليس لي وقتٌ لوقتٍ سابقٍ
ليس لي وقتٌ لوقتٍ لاحقِ
اكتب الآن وأنتم تبدعونْ
تونسيٌ مرّةً واحدةً
تونسيٌ دُفْعةً واحدةً.. أوْ لا أكونْ

6
لم أطُل من كوكبِ الدنيا سوى نجم الحياةْ
ولأني عربيٌّ.. فرَّ منّي وهربْ
مُشعلاً أرض العربْ
أيَّ نورٍ،بعد هذا، تبتغُونْ ؟
تونسيٌ مرّةً واحدةً
تونسيٌ دُفْعةً واحدةً.. أوْ لا أكونْ

7
لم أجدْ صوتا يُغني لي قصيدي
كلهمْ غنّوْا إلى العهد البليدِ
واستمرّوا، بعدَ هذا، يمدحونْ
تونسيٌ مرّةً واحدةً
تونسيٌ دُفْعةً واحدةً.. أوْ لا أكونْ





الآراء (0)   


الموقع مهدد بالإغلاق نظراً لعجز الدعم المادي عن تغطية تكاليف الموقع.

يمكنك دعمنا ولو بمبلغ بسيط لإبقاء الموقع حياً.