شاعرٌ أردنيٌّ (1989-) بجذورٍ شاميّة. يحمل ماجيستير في الفلسفة. وباحثٌ في قضايا الفكر والفلسفة ومترجم.
2280 |
0 |
0 |
0
0 تقييم
إحصائيات تقييم قصيدة "المريمية" لـ "أسامة غاوجي"
عدد التقييمات: |
معدل التقييم: 0
5 star
0
4 star
0
3 star
0
2 star
0
1 star
0
لتقييم وتفضيل ومشاركة جميع قصائد وترجمات الموقع، يتوجب تسجيل الدخول. عملية إنشاء حساب جديد أو تسجيل الدخول لا تستغرق من وقتك دقيقة واحدة، وتتيح لك العديد من المزايا
قيم قصيدة "المريمية" لـ "أسامة غاوجي"
المريمية 0
مشاركة القصيدة
(إلى أمّي العالية مريم عليها السلام)
1 المحراب
محررةً عن سواها ..
ومغسولةً بالتسابيح ..
بيضاءَ
صوت الحمام المهاجر في قلبها أبيضٌ
ليلُها أبيضٌ
وسواها نقوشٌ ببرواز محرابها ..
فالمعي يا بروقُ
ورقّي لأول تأتأة في التراب
ودوري سريعاً أيا أنجُمُ
محاريبُ عيناكِ
(دمعُ النبوة يسألها دمعها رزقها)
والتناهيد تخفق عاشقةً فيك
ساجدةً
(كنتُ أبصر خيلَ الملاك المجنّح يرفضّ فيما تصير الحروب دخانا على كتفيها
وتندهها الكلمات العليّة ..)
صامتةً
(لا يُشاغلها عن مواجيدها أحد..
لا الملاكُ .. ولا الكلماتُ
ولا نفسها)
كيف غامَ الوجود
طوافاً على حبّة الرمل في الروح ؟
كيف تراخت عُرى الأبجدية
حين ضممت بساتين قلبك ؟
وانداحت المفرداتُ مزاميرَ داوود ما بين ميمين ؟
يا مريمُ
وها أنت يا ابنت عمرانَ
منسيةٌ من سوى الله ..
خالصةً ..
والأنوثة تشرق في جسدٍ من ضباب
‘ليس لي من مرايا لتخدعني ..
فالمرايا عيونُ سواي ..
ولي ألف صوت وشكل ..
أنا مريمُ .. الضوءُ .. والمزهريةُ .. والقوسُ ..
والبحّةُ .. الزفراتُ ..
أنا النهر.. والسرّ .. والسنبلَـــةْ !
لماذا إذا هذه الأخيلَــةْ ؟
ولماذا السرابْ ؟
سأصنع من قصبي للألوهة ناياً ..
وأخفى عن الخلق
يوسفَ آخر في البئر
طوّافةً في المجرات
واحدةً ..
لا أمسُّ
وبيني وبين سواك حجابْ
فمدّ أياديكَ ..
أشرق ..
لأحني لك الناس والزرعَ والأغنيات ..
وأنفخَ في الطين تسبيحةً فيُصيّره الشوق طيراً إليك
إليك ..
فمدّ أياديك ..
وأبسطْ على شفتيّ كلامكَ
إني نذرتُ أناي محررةً لنبيذكَ
عما سواك نُبذتُ .. نَبذتُ
فخذني إليك
فكل الذي فوق هذا التراب .. ترابْ ! ‘
2 النخلة
كؤوساً
كؤوسا
تدُار المراراتُ ..
حتى المصفّاة للسر ..
حتى المُضاءة بالحب ..
لا بدّ أن تبتلى ..
( فاملؤوا بطنها بالحجارة .. والدمْ )
( وانسجوا من أناها سواها ..
فمريمُ أمْ )
كؤوساً
كؤوسا
تدُار المرارات
عما قريب ستقسمُ مريم قلبَ أنوثتها ..
للحبيبين
‘يا عالياً لستُ أبغي سواكَ ..
وما كنت يوما بغيّا
لماذا تبُاعدني عن سناكَ
وكيف أردّ بكارة قلبي إليّا ؟
فيا ليتني متّ من قبل هذي المرايا ..
ويا ليتني ..
ليتني ..
..…
ثم فاض النداء لمريم :
(لا تحزني
قد جعلناك للناس نايا وآيةْ )
( تصوغينَ من ضلعك الكلماتِ الكوامل
من رحمك النبويّ تطلُّ البشارة للناس
لا تحزني
فالبلاءُ رسول محبّتنا
والمخاضُ- العذابُ - الهدايةْ )
(فيا مريم اتسعي
كي تصير المرارة رؤيا وريّا ..
وكي يصبح النزف نهرا سريّا ..)
كؤوساً
كؤوسا
تضاءُ لمريم مشكاةُ أنواره
فتخرّ الكواكبُ كالدرّ في رحمها
وتضُاء على شفتيها شموسا
ستصمت مريمُ
حين تنامُ على مخمليها عيونُ النبيّ
وينبجس الدمُّ .. والمعجزاتُ
كؤوسا كؤوسا
ستصمت مريمُ
تكتظّ فيها الألوهة والطينُ
والخمرُ والكأسُ كادا يشفّانِ
يمتزجانِ
وبين الهنا والهناكَ ضبابُ الكلامِ
وخيطٌ من الشك والضوء
يوشكُ بينهما أن ينوسا
.…
غمامٌ يضمُّ غماماً وليلٌ يزاوجُ أجراسَه
والرياحُ تصاهر نار القُرى
وتقولُ : ‘عسى’
.…
كان عيسى
3 اثنا عشر ضلعا
إشارة :يُروى أن مريمَ عليها السلام علتْ من جبل الزيتون، بعد خمس سنين من علوّ المسيح
في الهزيع الأخير ..
تصلّي قناديلُك العاليات
وترقبها من بعيد عيونُ الصحار ي
يقولونَ مات ..
يقولون طار إلى اللامكان ..
يقولون ..
‘ لكنّه منذ خمس سنين
يصلي جواري ..
يحنّي يديّ بأهداب عينيه
هيا انظروه ..
يسبّل أقماره الزرق في راحتيّ ..
يرمم ما كسّر الوقت مني ..
ويغسل بالماء والحبّ شعري
ولكنّه لا يبوحُ
لخمس سنين يخبّئ عني دماهُ ..
وأعلم ان حبيبي يئنّ
وان الكلام جروحُ
رآهم ..
على بُعد مائدةٍ
ينكؤون له لحمه
ويريقون له خمرتَه
على شرفة الغيم راقبهم ..
يرفعون إلى موتهم صورتَه
بكى
راح يسألهم
واحداً .. واحداً
أكمها .. أكمهاً
ماسحاً صدرهم علّهم يبصرون:
وهل كنت إلا لكم رحمة؟
فلماذا تخليت عني ؟
لماذا ؟
.…
لخمس سنين ينام على ركبتيّ المسيحُ
أدثّره في ضلوعي
أردّ إلي أناي
أبلله بالدعاء -العشاء الأخير
ونغفو سوياً ‘
وصوت الملاك المجنّح يعلو :
أعدّوا لهم أرضهم في الأعالي .. لكي يستريحوا
الآراء (0)
الموقع مهدد بالإغلاق نظراً لعجز الدعم المادي عن تغطية تكاليف الموقع.