نزهةٌ في فِناء الشك - حسن الصميلي | القصيدة.كوم

شاعرٌ سعوديٌّ (1988-) من جازان. صاحب مزاجٍ خاص في القصيدة العمودية.


722 | 0 | 0 | 1



نزهةٌ في فِناءِ الشَّك


قلبي..
الذي آويتُ تحت رفاتِهِ
كان اكتمالًا مثقلًا بحياتِهِ

كان الأبَ الشرعيَّ
للأسماءِ / للأخطاءِ
يحملها على خيباتِهِ

حملَتْه ذاكرةُ الجنوبِ
إلى طريقٍ
عاش مشدوهًا بنُبْلِ جهاتِهِ

ولأنَّ ركعته تُربِّي الهاربين إلى الصلاةِ
تلا بياض صلاتِهِ

وتلا خشوعَ الخوفِ
في جلبابِهِ الباهي
وفي أسمائه وصفاتِهِ

وهو النبيُّ
اللا ينامُ مع اليقينِ
لأن غُولَ الشكِّ في غفواتِهِ

أدري ..
ستنكؤه جراحٌ لم تشخْ يومًا
وشاخَتْ من لهيبِ رِئاتِهِ

من بعدها
سيضيءُ مثل النارِ
إذ تأتي احتمالًا في نُدُوبِ لَهَاتِهِ

يا سَلَّةَ الذكرى الغبيَّةَ
إنني ثَمَرٌ
تناسَلَ من فتى جَنَّاتِهِ

لكنَّ جَنَّاتِ الفتى
خَانَتْه
واصْطَادَتْ - بلا ثمنٍ - جيوبَ شتاتِهِ

سَفَحَتْهُ في المُدُنِ الخرابِ
وكلما نَزَعَ الخَطيئَةَ
ضَلَّ عن نَزَوَاتِهِ

ولربَّمَا نَزَعَ اشتِبَاهَ أُفُولِهِ في العَالَمِينَ ،
وخَانَ وَعْدَ مَمَاتِهِ

عَطَشًا
سأنْثُرُني على جَسَدِ الخُطَى البَلْهَاءِ
ثم أسيلُ من غَيْمَاتِهِ

وسأوقِظُ الماضِينَ فِيَّ
أَهُزُّهُمْ زَيْتًا تَمَرَّدَ عن هُدَى مشْكَاتِهِ

ولربما سأهز إيماني القديمَ
لأنه شجرٌ تبرعم في سكونِ رُفاتِهِ

لا تبتئسْ ..
هذا الحَدِيثُ مُوَارِبٌ حَدَّ العَمَى
ويلوذُ خلف سُكَاتِهِ


حسن عبده صميلي*




الآراء (0)   


الموقع مهدد بالإغلاق نظراً لعجز الدعم المادي عن تغطية تكاليف الموقع.

يمكنك دعمنا ولو بمبلغ بسيط لإبقاء الموقع حياً.