سِفْر يونان - عمر الأزمي | القصيدة.كوم

شاعرٌ مغربيٌّ (1990-) تلفتُنا سرديّة تفعيلتِه.


691 | 0 | 0 | 0




لا تُزعجوا نَوْمَ النوارس يا حُداةَ البحرِ ..
لا...
لا تُزعجوها ...
تنفضُ الروحَ السماءُ...
خُذوا إلى ترشيش روحي .. كي أنامَ
كما ينامُ
النّورسُ
المحمومُ
لا...
لا تزعجوني ...
نينوى سرِّي..
تكاد تطل من نومي ..
خذوني يا رجال البحر من نفسي ..
إلى تَرْشِيشَ كي أنسى كلام الرَّبِّ،
كي أنجو إلى ذاتي ..
كما تنجو رياح الصبح من قَدَرِ البداية..
مثلما تنسى اللقالقُ عشَّها..

وَ تطير

من وادٍ إلى أعلى ...
إلى...
ما يشبه الروحَ الطريدةَ في المدى ...
سيروا إلى حتفي ...
أكاد أُجَنُّ من خوفي ..
أقيموا يا رفاقَ البحرِ.. صوتَ الرب حين أنام...
صار الحُلْمُ
ي ن س ا بُ ..
استكينوا ...
كي أراني في منامي .. طائرا ..
لا توقظوني .. عندما يهتزُّ هذا الفُلْكُ ..
لا ..
لا تطرحوني يا رفاق البحر في البحر ..
اتركوني .. أختفي مني... ومن ظلي..
وَ ....
لا..
لا توقظوني ...
_ " يا مُسافرُ.. قُم لكي نَنْجُو.."
تقول سفيتني .. وأقول:
_ " لستُ أنا المسيحَ لكي يُرَاعِي الْبَحْر صوتي ...
لستُ إلا خاطئا يرسو .. ولا يرسو ...
على جسدٍ...
كأن الله بالمِرصادِ ..
لا..
لا توقظوني ..
واطرحوا جسدي.. إلى اليَمِّ الذي يهتاج في صدري...
ولا ينزاح عن غيمي .. وعن غَمِّي ..
وكي أنسى كلام الرب في أذني..
" أيا يونانُ .. سرْ.."
ها سرتُ .. أشرب ماء ذنبي ...
غارقا في الملحِ ..
لا بَرٌّ لينقذَني.. ولا رب ليغرقني ..
ولا من نورس يأتي ليحملني..
إلى غرقٍ.. إلى بحرٍ بعيــــــــــــــــــــــــــــــدٍ..
موجُه المسحورُ .. ينبتُ فيَّ يقطينَ الإلهْ..

لا تطرحوني يا رفاق البحر في البحر..
اتركوني...
نَيْنَوَى سرّي ..
أخاف عليَّ من ذنبي ..
ومن سِرِّي.. ومن حوت الخطيئةِ.. من سماءٍ.. من هلاكٍ ..من مياه البحر .. مِنِّي .. نينوى .. مَوْجي .. وبطن الحوتِ ..

لا...
لا توقظوني..
واستخيروا البحر في شأني..
وهل يقوى على
حملي ..

وهل سكنتْ عواصفُكَ المُميتة يا قديرُ..
وهل أطيرُ ..
إذا تناسل في دمي ملحٌ أجاجْ؟

زاوجتُ بين البحر والعطشِ/ السرابِ ..
أنا .. أنا ...
أشعلتُ ظلي..في الصدى .. وتبعتهُ ..
أوقدتُ في لغتي المجازَ ..
وكان صوتي غارقا في المطلق العبثيِّ..
لا أقوى على ضعفي ..
ولا لونٌ هنا.. لأجدّدَ المعنى .. وأتبعَهُ ..
وملحي غارقٌ.. أَجْلُوهُ عن رئتي.. وعن لُغَتي..
أنا متوضّئٌ بالماء حدَّ طفولتي الأخرى..
وأعْرِفُ أنَّني أَنَوانِ في البحرِ: السماءُ وأختُها ..
ونظيرُ أغنيتي التي ألَّفْتُها .. وأَلِفْتُها ..
والموجُ يكسِرُ وزْنَها..

وأنا البيــاضُ المُرُّ ..
لا أنجو من المعنى..
ولا مما يفيض من النشيدِ..
كتبتُني.. وَمَحَوْتُني ..

لابُدَّ من شكٍ .. ومنْ معنًى ضبابيٍّ..
لكي أحيا .. وأنزفَ في الطريقْ ..

لا بُدَّ كَيْ ننجو منَ المَعْنى بِأَنْ نَنْسى مَلابِسَنا القديمةَ في عراء غمامة تطْفو على القَمَرِ المُهَيِّجِ للسماءِ وللمساءِ ... وأنْ نُحاكِيَ ظِلَّنا المَمْسوحَ بالوَجَعِ الخَفِيفِ..
يُعيدُني الشَّبَقُ القديمُ لِرَجْعِ أغنيةٍ بعيدَهْ..

لا بُدَّ مِن معنى إذنْ .. كَيْما يُعِيدَ السِّرُ للسِّرِ انْجِذابَهُ لِلْقَوافي في هدوءِ هُدوئهِ العاتي..وَكَيْ يَلِدَ المَخاضُ مَخاضَهُ.. وَيُعيدَ للمعنى الأُحَادِيِّ المجازَ لكيْ يصيرَ نَقيضَهُ .. وَدليلهُ الحافي إلى جَسَدٍ تَعَطَّرَ بالقَصيدَهْ...

وأنا بلا جدوى إذا نطق اليقين ..
هجرتُ نَيْنَوَةَ/ الْحقيقَةَ كَيْ أُدَارِيَ وجههَا عني ..
وأوغل في المجاز.. وفي النشازِ..
كأنني الوحي القديم .. وضده..
وكأنني ترنيمة المجهول يقذفها الصدى في قلب من أَلِفَ اليقين ونام مزهوا بدهشته اليتيمةِ عاريا من بحره ...
وأنا نصيبي من دموعي .. منذ قال الله "كُنْ" ..
عرَّفتُني إِسمي .. وأنبأت المصيرَ بأنني ملحي ..
وأني ...
(لا أنا)
في نينوى..
وشبيهُ ترشيشَ/ الهويةِ و الغوايةِ
أو غريقُ طريقِهِ صوب السراب/الحلْمِ..
نمتُ لكي أراني في منامي
طائرا
لا.. توقظوني
في شفاهي جرحُ هذا البحرِ .. والملحُ: المسافةُ بيننا ..
وأنا أنا...
والموج يمحو ما تبقَّى من معانٍ في الطريق
ويوهم اللفظ الأخير بأنه الإرث الأحاديُ للسماءِ..
وأنه المعنى القديمُ ولوحُه..
ومسيحه الحافي..
وصايا الغارقينَ بحُلْمِهِمْ ..

وأنا أسيرُ خُرافتي ..
"كم أنتَ في المعنى أُحَادِيٌّ ، مثنّى في المجازِ ..
كأنكَ السُّحبُ الشَّريدةُ والسماءُ..
كأنكَ المعنى وفائضُهُ...
مُسمَّى ما رآه الاسمُ في شَرَكِ الهُويَّةِ ..
أنت ما سكتَ السكوتُ عنِ اسْمِهِ..
أو ظلُّهُ ..
أنتَ البقاء المستحيلُ..
وفُلْكُ من غرِقَ اليقينُ بشكِّهِ..
أنتَ الأوانُ وبعدُهُ ..
أنتَ السديمُ ... ونينوى ..
ترشيشُ من سلك الغوايَةَ كي يرى وجهَ الخطيئةِ عاريا ..

أنتَ:
الأحاديُّ
المثنى في المجازْ.."

وأنا أسير خرافتي الأولى..
" لعل بدايةً أخرى ستنبع من رمادي
أو رماد الأُنْثَويّة في ضلوعي.. "
لا تراودني الغواية في عيون حمامةٍ طارت إلى أعلى ..
ولا يحلو ليَ الغسق الذي نفخ اليقين بطينه...
يقطينيَ الغرقُ / اليقينُ ...
وطينيَ المعنى الذي ألَّفته وألِفْتُه ...
والموج ينسج في شرايين المكان نهايةً
أشهى من الغرقِ / النجاةِ
كأنني صنوُ المجازِ
كأنني عطشي إلى غرقي
لعل بداية أخرى ستنبع من رمادي
أو رماد الأنثويّةِ في ضلوعي..
كي أراني
في منامي
طائرا
لا توقظوني ... يا رفاق البحر
لا ..
لا توقظوني ...




الآراء (0)   


الموقع مهدد بالإغلاق نظراً لعجز الدعم المادي عن تغطية تكاليف الموقع.

يمكنك دعمنا ولو بمبلغ بسيط لإبقاء الموقع حياً.




أنا ظل ظلي!
( 2.7k | 0 | 1 )
نخْبَ الْمسافةِ
( 2.4k | 0 | 3 )
حلول
( 2.1k | 0 | 0 )
أنثى رُخَامُ الضِّفَّتينِ
( 2k | 4 | 0 )
هناكَ حيثُ
( 2k | 0 | 0 )
صادَهُ الـ..
( 1.8k | 0 | 0 )
كان الماء
( 1.8k | 0 | 0 )
أطيرُ الآن!
( 1.1k | 0 | 2 )
طائر مهيض السماء
( 1.1k | 0 | 1 )
يقول ليَ الوقت في داخلي
( 1k | 0 | 0 )
هذيان آخر البحر
( 1k | 0 | 0 )
أخطط لاغتيالي !
( 996 | 0 | 2 )
دون أن نثقب الوقت
( 925 | 5 | 0 )
أغنية للسلام
( 890 | 0 | 0 )
عينان في وجه العمى !
( 860 | 4 | 2 )
مشهد الأسماء
( 813 | 0 | 1 )
كما يليق بأنثى...
( 735 | 0 | 1 )
آخَري العدميّ
( 718 | 0 | 1 )
القربان
( 698 | 0 | 0 )
من شاعر شاب
( 677 | 0 | 0 )
لا تقل ربما
( 662 | 0 | 0 )
أريد -فقط- كل شيء !
( 660 | 0 | 0 )
كنت أرتدي جسدي
( 659 | 0 | 0 )
شيبة في رأس الوقت
( 651 | 0 | 3 )
سِفْر العبث
( 644 | 0 | 0 )
انعتاق
( 637 | 0 | 0 )
ضفة بين نهرين
( 616 | 0 | 0 )
شهقة الحرير
( 607 | 0 | 0 )
فصل ختامي لموشح حزين
( 594 | 0 | 0 )
ابن الدموع
( 593 | 0 | 0 )
لا ترتكب جهة
( 588 | 0 | 0 )
أضأت عينيّ من عينيك
( 587 | 0 | 0 )
ثقي بي !
( 585 | 0 | 0 )
هذيان أول البحر
( 585 | 0 | 0 )
بطاقة تحريف
( 576 | 0 | 0 )
مضى عمر
( 572 | 0 | 0 )
عتاب
( 558 | 0 | 0 )
كُنْ
( 557 | 0 | 0 )
بئر الحنين
( 556 | 0 | 0 )
مناجاة
( 541 | 0 | 0 )
دروس في النمط!
( 536 | 0 | 0 )
هكذا أهذي
( 502 | 0 | 2 )
عمى ألوان
( 489 | 0 | 0 )
لأنك صامت
( 443 | 0 | 0 )
أحبك
( 438 | 0 | 0 )
حنين البحر
( 437 | 0 | 0 )
كعارٍ من مراياه
( 431 | 0 | 0 )
فرصة أخرى
( 423 | 0 | 0 )
هامش للوداع
( 414 | 0 | 0 )
سقطة في اللغة
( 413 | 0 | 0 )
رقصة البجع
( 412 | 0 | 0 )
أغنية للسراب
( 409 | 0 | 0 )
تكثّف الورد
( 408 | 0 | 0 )
ما كان ذكرى
( 402 | 0 | 0 )
تعالي
( 379 | 0 | 1 )
عطرها
( 378 | 0 | 0 )
ثقيلون نحن
( 374 | 0 | 0 )
واستباح الكمال
( 372 | 0 | 0 )
ربما هكذا !
( 367 | 0 | 0 )
على قيد الشكوك
( 357 | 0 | 0 )
النقطة التي أفاضت الرأس !
( 350 | 0 | 0 )
ادخلوها حالمين
( 348 | 0 | 0 )
أثر من عواء الذئاب
( 344 | 0 | 0 )
كُلَّما
( 327 | 0 | 0 )
عود أزلي
( 322 | 0 | 0 )
منصتا للصدى
( 319 | 0 | 0 )
تركتُ فراشةً خلفي
( 319 | 0 | 0 )
غواية
( 317 | 0 | 0 )
متحف الذاكرة
( 299 | 0 | 0 )
صلاة
( 294 | 0 | 0 )
إلى ما بعدَ نهرِ الوصلِ ..
( 271 | 0 | 0 )
دوار
( 264 | 0 | 0 )
لكنها تتقن الدور !
( 227 | 0 | 0 )
حينما أختلي بصدايَ
( 68 | 0 | 0 )
شبيهي الذي لا أراه
( 6 | 0 | 0 )
مفاوضات
( 3 | 0 | 0 )