مغناة الديكتاتور - المتوكل طه | القصيدة.كوم

شاعر فلسطيني حاصل على الدكتوراة في الأدب أصدر أكثر من 50 كتاباً أدبياً (1958-)


474 | 0 | 0 | 0



الوَميضُ الكسولُ بلا عَدَدٍ في الأَسِرَّة،
والذائبُ المُنْتَشي من نبيذٍ وعطرٍ، لكلِّ الليالي،
ليجرَحني النَّايُ أَكثر.
أنا لو أَمَرتُ تَكونُ الضَفائرُ في مِخْدَعي،
أو نَهَرْتُ الجُنودَ تَرى الأرضُ
ما لم يَكُنْ مِنْ ملوكٍ وعَسْكَر.
ولو أَرفَعُ الحاجبَ/ الإصبعَ/ الرّمْشَ،
تَرْتَبكُ الأُمَمُ المُنْتَهي أَمْرُها،
إنْ لَمْ تُطِعْ نَأْمَتي،
أو تَخرّ على قَدَمي،
أو تُقَدِّم ما شِئتُ مِنْ تِبْرِها،
أو مَجَرّاتِها المائِساتِ على حَذَرِ النّارِ،
أو كلّ ما جَمَعوا من عَتَادٍ وجَوهر.
أنا سيِّدُ الغَمْرِ والصورة البَدْء،
لو راقَ لي الوَعْلُ أُطلِقُهُ في البَراري،
وإنْ مرَّ بي النَّسرُ قدَّمَ لي ريشَهُ للظَهيرةِ،
أو هَزَّني الأُفعُوانُ أُراقِصُهُ في العَراءِ.
أنا لا أَنامُ علَى مسْنَدٍ من حَريرٍ،
أنامُ على ألفِ مُهْرٍ بِصَدرِ التي وَزَّعَتني
على جَسَدٍ من لهيبٍ وَكَوْثَر.
أنا مَلِكٌ ظَلَّ يعلو على عَرْشِهِ،
فَانْتَشى مِن هُتافِ المَدائِنِ،
حتى سَمِعتُ الحَدائِقَ والرَّملَ والناسَ
تَطلُبُ أنْ أَرْتَقي للسَّماءِ،
فأصبَحتُ آلِهةً لا تُرى،
واتَخذْتُ قِناعاً مِن الذَّهَبِ الخالصِ
الّلامِعِ المُزْدَهي باللآلئ،
كَي لا يُشاهِدَني آدميٌّ،
وأُكمِلَ قُدْسِيَّتي في الخَفاءِ.
أنا ربُّ هذي الجُموعِ التي سَجَدَت
كي أَظَلَّ على شُرْفَتي في البَعيدِ،
وأَظْهَر.
سأَنْثُرُ فَوقَ الملايينِ أَقمارَ كَفِّي،
وأَحْفرُ حَرْفي بأَلْسِنَةِ الخلْقِ.
هذا أنا الواحدُ الذي لَم يَصِلني الرعاعُ
الذين إذا أطبَقوا فَعَلى صورتي،
أو ما رَسمتُ لَهُم مِن ظِلالي.
ضَلالاتُ يَومي صلاةٌ،
وَذَبْحُ الأيائلِ أَيقونةٌ للحياة!
والرِّيحُ إنْ أَوَّبَت فَإِلى مِعْطَفي،
وإذا أَمْطَرَت فَإِلى مَصْرِفي.
وَطأَتي الأَمْرُ كي لا تَكونَ الزلازِل!
والصَوْتُ حَتى أُغَطّي البَراكينَ،
إنْ فَهَقَت لِلبَلابِلْ!
أنا المُبْهِرُ الفَرْدُ،
والكَرْبُ والسَّعْدُ والقَيظُ والرَّعدُ،
أَعفو وأَقْهَر.
ولي كلُّ ما سَوفَ تَحمِلُهُ الأُمَّهاتُ،
وما سوفَ تحكيهِ عاطِفةٌ للنُعاسِ،
والناسُ أَصداءُ صَوتي،
وصورَةُ أَخيلَتي،
فأنا رَبُّ كلِّ الهداهِدِ والجانِ
والحاكِماتِ على السَّدِّ والماءِ،
أو رُبَّما كُنْتُ أَكْبَر.
أنا مِن حجارةِ هذا المكانِ
أو أَيِّ مَملَكةٍ في الزَّمانِ،
وما زِلتُ أُولدُ في كلِّ عَصرٍ،
وما زِلتُ في عَرْشِ جَدّي،
أُعَلِّقُ ما شِئتُ في عُقْدَةِ الشَّكِ،
أو أَفلَقُ الحَبَّ في باطنِ الطينِ،
حتى إذا افتَرَعَ الأرضَ يوماً وأَزْهَر،
قَطَّعتُ قاماتِهِ بالسيوفِ،
وأَلقَيتُهُ في القِلاعِ يَباسَاً وأَخْضَر.
ولكِنَّني قَد مَللتُ البقاءَ وحيداً،
فأَسْرَفتُ في الدَّنِّ والنَّجمِ والنسْوَةِ العارِفاتِ
وما شَعَّ في الظَنِّ،
حتى أَقَمتُ جَنائِنَ آخِرَتي في زَماني،
ثُمَّ أَهْرَقتُها كي أُعاقِرَها من جَديدٍ،
فأَتعَبَني جَسَدي!
لَستُ ما شِئتُ،
والقَلبُ هَشٌّ،
إذا اجتَرَحَ الصَّمتُ مِزمارَهُ في فِراءٍ وعَنْبَر.
مَلَلْتُ، فأَحْضَرتُ سُمَّاً زُعافاً،
وقَلتُ لِنسْوَتيَ الخائِفاتِ: تَجَرَّعْنَهُ!
ثُمَّ أَغْمَدتُ سَيفي بِصَدري،
ورَحتُ إلى يَقْظتي،
غَيرَ أَنّي رأيتُ الجُموعَ تدوسُ فِراشي،
وتَكسرُ ما تلتَقيِهِ مِن الصَّندلِ الصّلبِ
أو أَبَنوسِ المَمَرَّاتِ،
كانت عُيوني ترى غيرَ تلكَ النهاياتِ!
هلْ كُنتُ أحلمُ؟
أمْ أنّني ما انتبهتُ إلى
أنَّ جوعَ النجوعِ هوَ الحقُّ!
والصوتُ إنْ لمْ يصِلْ
فسوفَ يرتدُّ عاصِفةً مِنْ جنونٍ
تُحَرِّقُ ما تلْتَقيها هَشيماً ومَرْمَر.
أنا سيّدُ الأرضِ!
قد أرفعُ النَّهرَ أو أخفضُ الشمسَ،
أو أشنقُ السّرْوَ،
أو أَبْقُرُ البطنَ الذي قد تكوَّرْ.
لكنني عَدَمٌ إنْ تحفّزت الروحُ،
وَهْمٌ إذا جَنَّحَ الطيرُ،
ظِلٌّ إذا ارتفعَ القلبُ فوق أناشيده أو تفجَّرْ.
أنا لستُ شيئاً،
إذا نبض الَّلحمُ وابتدأ الوَحْمُ،
والرَّحْمُ أكبرُ من جيشِ فرعونَ،
من سيفِ هامانَ،
من نارِ نيرونَ،
من بَرِّ كسرى،
وهذي الميادينُ أكبرُ أكبرُ من أيّ عَرْشٍ
وأكبرُ أكبرُ من تاجِ قيصرْ.







الآراء (1)   


الموقع مهدد بالإغلاق نظراً لعجز الدعم المادي عن تغطية تكاليف الموقع.

يمكنك دعمنا ولو بمبلغ بسيط لإبقاء الموقع حياً.




نصوصُ الجَسد - شَهد النّار
( 1.5k | 0 | 5 )
أرض الغزالات إلى بلاد حوران
( 1.3k | 0 | 0 )
من يوسف إلى زُلَيْخة
( 1.2k | 0 | 0 )
هُدهد سليمان
( 963 | 0 | 0 )
حليب أسود (عن هارون الرشيد والبرامكة )
( 958 | 5 | 3 )
نصوص حنظلة إلى ناجي العلي
( 954 | 0 | 0 )
الفراشةُ الثَّمِلَة (إلى فلورنسا)
( 840 | 0 | 0 )
أرض السماء
( 830 | 0 | 1 )
القدس اسم عاشقة
( 813 | 0 | 0 )
نصوص - عباءة الورد
( 804 | 5 | 1 )
مئة بيت في حُبّ الرسول عليه وعلى آله السلام شُمُوُسُ مُحَمَّدِ
( 796 | 0 | 0 )
عُذْرُ المُشتاقِ
( 781 | 0 | 0 )
نقوش على جدارية إلى محمود درويش
( 779 | 0 | 0 )
أَشْباهي
( 772 | 0 | 0 )
حالاتُ الشَّاعر
( 763 | 0 | 0 )
نصوص إيلياء
( 756 | 0 | 1 )
نصوص بترا
( 724 | 0 | 0 )
أُغنّي
( 706 | 0 | 3 )
نصوص المريد كتاب الجيم
( 694 | 0 | 0 )
الخروج إلى الحمراء
( 681 | 0 | 0 )
مقاطع من قصائد الانتفاضة 1988
( 679 | 0 | 0 )
وردة السُّور
( 671 | 0 | 0 )
يا قُدْس
( 664 | 0 | 0 )
نصوص - كشكول الذهب
( 661 | 0 | 0 )
عبد اللطيف .. بحيفا !
( 660 | 0 | 0 )
سعادة الماء (نصوص المُريد)
( 653 | 0 | 1 )
برق الرّبيع في مولد حضرة سيدي النبيّ محمد صلى الله عليه وسلم
( 650 | 0 | 0 )
امرأة الياسمين
( 630 | 0 | 0 )
الإمام إلى جدّي علي بن أبي طالب ، كرَّم اللهُ وجهَه
( 630 | 0 | 0 )
شاعرة على حافّة الانتحار إلى سيلفيا بلاث
( 626 | 0 | 1 )
المهرج وحيداً
( 626 | 0 | 0 )
ليل نهاريّ (نُصوص الباب)
( 617 | 0 | 0 )
تمهّل يا كعب
( 605 | 5 | 0 )
أُمُّ الدّنيا .. لا تنام ! إلى القاهرة
( 601 | 0 | 0 )
حارسُ المقبرة
( 598 | 0 | 0 )
الأرضُ مِحرابي
( 595 | 0 | 0 )
ياسمينة لابن خلدون
( 594 | 0 | 0 )
فَعلتَ ما قُلتَ
( 593 | 0 | 0 )
لكَ لا لغيركَ
( 591 | 0 | 0 )
القدس في قرطبة
( 588 | 0 | 0 )
سيّدة الياسمين
( 587 | 0 | 0 )
خطاب الفتى العربي
( 583 | 5 | 1 )
هي أُمّي
( 575 | 0 | 0 )
رفـح
( 569 | 0 | 1 )
الطلاء
( 567 | 0 | 0 )
كُنّا نلعبُ ..
( 560 | 0 | 0 )
المُهاجرُ في وطنه
( 555 | 0 | 0 )
مملكةُ الوسواس
( 554 | 0 | 0 )
على النَّهر
( 552 | 0 | 0 )
ستخرجُ عمّا قريب..
( 551 | 0 | 0 )
غزّة؛ سؤالٌ وجواب
( 550 | 0 | 1 )
بوذا
( 550 | 0 | 0 )
النائِمَة
( 542 | 0 | 0 )
وجهُ القدس
( 539 | 0 | 0 )
خُذْ مِعطفي
( 536 | 0 | 0 )
شيخ المكان / الحكواتي
( 534 | 0 | 0 )
مِيمُ المُريد (إلى مريد البرغوثي)
( 529 | 5 | 0 )
مصر ؛ أعلى من الكلام
( 528 | 0 | 0 )
العراق
( 527 | 0 | 1 )
أحلام ابن النبيّ
( 527 | 0 | 0 )
الصِّدِّيقة عائشة
( 527 | 0 | 1 )
هذا أنا
( 526 | 0 | 0 )
مصر التي لا تنحني
( 526 | 0 | 0 )
الكرديّ الأول
( 515 | 0 | 0 )
حريّة
( 514 | 0 | 0 )
نادت عليك القدسُ
( 513 | 0 | 0 )
عمّي معروف
( 512 | 0 | 0 )
عوج بن عناق أبو العماليق
( 512 | 0 | 0 )
حقيقة
( 512 | 0 | 1 )
الطفلة إلى عهد التميمي
( 508 | 0 | 0 )
الحُسن والحزن
( 505 | 0 | 0 )
تُقلِقُني النَجمةُ في الأَنحاء
( 505 | 0 | 0 )
لا ظلَّ للضوء
( 504 | 0 | 0 )
أبجدية الأرض
( 501 | 0 | 0 )
أرض الغزالات إلى بلاد حوران
( 498 | 0 | 0 )
سيّد العائلة
( 497 | 0 | 0 )
هجرة آمنة من بيتها إلى المخيم
( 493 | 0 | 0 )
يا ربّ
( 487 | 0 | 0 )
يا سِنينُ .. ارْجِعي !
( 480 | 0 | 0 )
مولد العكّوب إلى الشاعرة فدوى طوقان
( 479 | 0 | 0 )
النَبيّ
( 479 | 0 | 0 )
مثل الأشباحِ.. وحيداً
( 479 | 0 | 0 )
قانا
( 473 | 0 | 0 )
غزة الله
( 471 | 0 | 0 )
أبجدية الأرض
( 471 | 0 | 0 )
سيرة هاجر
( 467 | 0 | 0 )
أنبياءُ بلادِ الشَّهْد
( 467 | 0 | 0 )
الولدُ الصوفيّ .. المصريّ
( 466 | 0 | 0 )
سيرة هاجر
( 466 | 0 | 0 )
تُقى
( 459 | 0 | 0 )
قاوِمْ
( 459 | 0 | 0 )
أبي.. يا أبي
( 458 | 0 | 0 )
جَنّة الكائنات
( 455 | 0 | 0 )
مَنْ أنْتَ .. ؟!
( 455 | 0 | 0 )
لنكسرَ الغول
( 454 | 0 | 0 )
الموسيقى عاريةٌ ! .. لا أعرِفُها
( 454 | 0 | 0 )
قالوا
( 452 | 0 | 0 )
كيف الخلاص؟
( 443 | 0 | 0 )
أجندة الوحيد
( 438 | 0 | 0 )
حَبَّتان على الصدر !
( 436 | 0 | 0 )
الدخان
( 436 | 0 | 0 )
خَسْف
( 435 | 0 | 0 )
كان جِيماً
( 433 | 0 | 0 )
الإمام
( 432 | 0 | 0 )
المهرج وحيداً
( 432 | 0 | 0 )
رُبّما !
( 431 | 0 | 1 )
صُورة حَمدان
( 430 | 0 | 0 )
لَوْحَات
( 430 | 0 | 0 )
الدخان
( 426 | 0 | 0 )
هجرة آمنة من بيتها إلى المخيم
( 414 | 0 | 0 )
يا صاحبَ العِيس (بيان سياسي)
( 413 | 0 | 0 )
إضراب عن الطعام إلى الشهيد رامي الغزاوي
( 412 | 0 | 0 )
تُقى
( 409 | 0 | 0 )
أجندة الوحيد
( 404 | 0 | 0 )
حوار بسيط قبْلَ الحربِ
( 352 | 0 | 0 )
كيف الخليل؟! اللقاء الأخير مع عز الدين المناصرة
( 326 | 0 | 0 )
طُوبى لَهُ: إلى غريب عسقلاني
( 298 | 0 | 0 )
ليلى قيس
( 294 | 0 | 0 )
الماشطة؛ أُمّ الرّيحان
( 291 | 0 | 0 )
نبوءات العَرّاف بعد الحرب الدائرة
( 280 | 0 | 0 )
عائدون إلى فراديسِ الجنون إلى صديق ..شرقَ النَهر
( 275 | 0 | 0 )
قبْلَ الحربِ بذِكْرَى
( 245 | 0 | 0 )