الوثني - عبيد عباس | القصيدة.كوم

شاعرٌ مصريٌّ (1976-) مختلفٌ في إدراكه للناقص في الشعرية العربية.


524 | 5 | 1 | 2




أنا أوَلُ الإدراكِ
منْ جهْلٍ أتيتُ إلى غيابٍ
كنتُ لا أدري أعانقُ ظلمةَ الأبدي،
في الكهْفِ القديمِ مَكثتُ؛
لمْ أبْصِرْ سوى ظلِّي على الجُدْرَانِ،
حتى أنْ شَهَقْتُ الشهْقَةَ الأولى بأوّلِ خَيْطِ ضَوءٍ
قدْ رأيتُكَ ..
كلُّ شيءٍ رائعٍ في الكَونِ أنتَ ..
وأنت ما يجبُ الحقيقةُ أن تكونَ عليهِ في خَلَدِ الصغار الجاهلينَ
وأنتَ في أحداق طيرٍ لا يأولُ ما يرَاهُ الأفْقُ
أنتَ اللحظةُ الأخرى التي سننامُ فيها هانئينَ،
إرادةُ العَدْوِ التي ستُجيرُنا من طلقة القنَّاصِ حُبًّا في الحياةِ،
وأنتَ شيءٌ، ليسَ شيئا، مُطلقٌ فينا
يؤلف بالهوى شيئين كي تلدَ الحياةُ
وكي نسيرَ مع القصيدةِ،
في الحقيقةِ
لم أكنْ يومًا حَواريًا يرى الآياتِ،
أو حتى رواقيًّا توصَّلَ قلبُهُ للجوهر الفردِ الجمالَ تبعتُ؛
هذي الشمسُ وهي تُعانقُ الأشياءَ محْضُ إلهةٍ،
أو ربما القمرُ الذي سيضيءُ فيه العاشقونَ،
وربما الوطنُ الذي لم يفسدِ الحُكَّامُ سوسنةَ الألوهةِ فيهِ بَعْدُ،
وربما البطلُ الذي سيقيمُ بين الخائفين العدْلَ؛
يصعدُ منْهُ فوق وجودِهِ صنمًا يدُلُّ عليكَ ..
في الأسطورة الإنسانُ يخلقُ ربَّهُ
وأنا أراكَ كما أحبُّ
وربَّما أخشى التفاسيرَ العديدةَ للضياءِ
وربما أخشى أفارقُ ظلَّك البشريَّ
لا نصٌّ سوى شوقي إليكَ
ولا دليلٌ غير ما أصبو إليه عليكَ
أمضي غيرَ مُجتهدٍ
كأني لا أراكَ الآن من وجدانٍ طفلٍ جاهلٍ بالمدركِ المحسوسِ
من نارٍ تُحرِّقُ أو تضيءُ
ومن سحابٍ يُسقط المعنى على الكثبانِ
من نغمٍ يبدّلُ صيغةَ الأشياءِ
من أنثى تُعيدُ لخلدِها المطرودُ أولُ آدمٍ منهُ
لآخر ما أراهُ الآن خارجَ ظلمتي الأولى
سجدتُ لهُ ..




الآراء (0)   

نحن نمقت الإعلانات، ولا نريد إدراجها في موقعنا، ولكن إدارة هذا الموقع تتطلب وقتاً وجهداً، ولا شيء أفضل لإحياء الجهد من القهوة. إن كنت تحب استخدام هذا الموقع، فما رأيك أن تشتري لنا كاسة قهوة على حسابك من هنا :)