هوية تائه ،، - سمية وادي | القصيدة.كوم

شاعرةٌ فلسطينيّةٌ (1992-) قد تكونُ حجرا في أطفال القصيدة.


563 | 0 | 0 | 0



قادمٌ من البعيد
مثل سائحٍ غرير
في يديه صورةٌ جميلةٌ عن هذه البلاد
ورغم ما يقوله المجرّبون
لم يزل،
يسير خلف حدسه العقيم
يحاور الظلال
ينازل الأحلام
يقاوم انكساره برمحه الزبدْ
عيناه تلمحان لا أحدْ
يداه تمسكان بالهواء
وقلبه معبّأٌ بالصخر والجنون
ورغم ما يقوله المقامرون
عن خديعة التحايُلْ
لكنه يحاولْ،
تنفلت الأهواء من أصابعه
ويتبع الأنين خافتاً
يسيلُ من مواجعِهْ
وحلمه العتيق كالمزارِ واقفٌ هناك
من قرونْ
تنحته للضائعين الأرضُ
حائطاً بلا سندْ
وما تبقى من فتات الرأسِ
تأكله الطيور خبزاً
يصلب الكيان والجسدْ
****
قادمٌ من البعيد
لا خيارَ حتى واحداً لديَّ
حتى أن أكون أو ألا أكون
لم تعدْ
تكوّرت وخُبزت في طين مَن
هاجروا
من البلدْ
ولم يعدْ
لقلبي السائح الغرير أن يسير في العراء
لا أمام في المرآةِ
لا ظلّ في الوراء
والشباك ينفثُ الحكايا
يُعيد سردَها مع الزفيرِ والشهيق
فينشوي من حرّها وحزنها العدوّ والصديق
ولا عزاء للمسافر الذي عبّأ الأصوات في حقيبته
وكلما مشى وراء العجلاتِ
نزفت ضلوعه انتظارها وخوفها
ورقَّ وقعُ خطوتِهْ
***
بلا هدوءٍ يا هدوءُ
علّم البلاد كيف تحتفي بجرحنا
على الأقلّ
أن توزّع الأسماء في المقابر
على الأقل أن يظلّ لوح صبارٍ عليه ظلّنا
على الأقل أن نعود مثلما جئنا
بلا هوية مسروقة
وخيمة مهجورة
وخلفنا التاريخ كله ينكرنا
بلا انتظارٍ يا انتظارْ
أعطنا الميلادَ والتابوت في يدٍ ويدْ
ولا تعدّ هذا الوقت من أعمارنا
أرجوك لا تعدْ!
وخذ لنا مع الشموع والدموع صورةً واحدةً
لينتهي العذاب للأبد!





الآراء (0)   


الموقع مهدد بالإغلاق نظراً لعجز الدعم المادي عن تغطية تكاليف الموقع.

يمكنك دعمنا ولو بمبلغ بسيط لإبقاء الموقع حياً.