الأُبُوَّةُ رِيشَةُ فَاخِتَةٍ.. - المكي الهمامي | القصيدة.كوم

شاعر تونسيّ، وباحث جامعيّ في مجال الشّعريّة الحديثة (1977-)


1150 | 0 | 0 | 0



(إلى ولدي الحبيب: آدم، بعيدا عنّي)


الأُبُوَّةُ رِيشَةُ فَاخِتَةٍ،
وَهْيَ تَسْقُطُ،
تَرْسُمُ فِي الأُفْقِ رَقْصَتَهَا..
لَيْسَ فِي وُسْعِهَا
غَيْر أَنْ تَتْرُكَ الأَثَرَ الفَذَّ،
قَبْلَ الوُقُوعِ المُرِيعِ عَلَى الأَرْضِ..!


هَذِي الأُبُوَّةُ رِيشَتُكَ العَاطِفِيَّةُ،
خِفَّتُهَا الرُّوحُ، نَشْوَانَةً..!
حُزْنُهَا الصَّخْرُ..!
رِيشَةُ حُلْمِكَ: أَنْ تَتَوَحَّدَ بِابْنِكَ،
(وَهْوَ المُغَيَّبُ عَنْكَ، أَسًى..!)
أَنْ تُطَوِّقَ (آدَمَ)~(كَ) الأَبَدِيَّ،
وَتَحْضُنَهُ عَاشِقًا، (وَهْوَ فِيكَ..!)


تُرَفْرِفُ رِيشَتُكَ الأَبَوِيَّةُ،
قَبْلَ السُّقُوطِ الأَخِيرِ،
عَلَى تِبْرِ قَلْبِكَ..!
يَلْقُطُهَا الطِّفْلُ،
مُبْتَسِمًا لِلصَّبَاحِ المُخَبَّإِ فِيهَا..
وَيَكْتُبُ، مُغْرَوْرِقًا بِالمَحَبَّةِ
(أَشْتَاقُ حِضْنَكَ، يَا أَبَتِي..
فَأَنَا مِنْكَ، مِنْ رِيشَةٍ
فِي جَنَاحِ أُبُوَّتِكَ الخَافِقَةْ..!)


وَهْوَ يَكْتُبُ،
يَنْسَى أَصَابِعَهُ فِي حَرِيرِ الحُرُوفِ،
وَيَنْثُرُ لُؤْلُؤَهُ فِي البَيَاضِ..
انْحِنَاءَاتُ أَسْطُرِهِ
أَمَلٌ مُمْكِنٌ فِي المُنَى،
وَاحْتِمَالُ عِنَاقٍ قَرِيبِ..
ارْتِعَاشُ يَدَيْهِ البَرَاءَةُ
أَشْهَى مِنَ الشُّكُلاَطَةِ، فِي الفَمِ، ذَائِبَةً..
وَطُفُولَتُهُ،
وَهْوَ يَهْتِفُ بِي (أَبَتِي..! أَبَتِي..!)،
زَوْرَقٌ تَائِهٌ فِي الدُّجَى يَتَهَجَّى النَّجَاةَ..!


الأُبُوَّةُ،
فِي جَوْهَرِ الأَمْرِ،
وَهْيَ تُحَاوِرُ نَايَ الحَنِينِ العَمِيقِ،
تُعَلِّمُنَا أَنْ نَكُونَ..
تُلاَعِبُ رُوحَ الغَزَالَةِ، ضَاحِكَةً..
وَتُكَوِّرُ، فِي عَتْمَةِ اللَّيْلِ، بَدْرًا طَرِيَّا..
كَأَنَّ الأُبُوَّةَ قَافِيَةٌ تَخْتَبِي،
فِي شِعَابِ النَّشِيدِ الطَّوِيلِ..!
كَأَنَّ الأُبُوَّةَ
مِشْكَاةُ هَذَا الزَّمَانِ العَلِيلِ..!!


إضاءة: القصيدة إدانة شعريّة لجريمة التَّغْيِيبِ الأبويّ



الآراء (0)   


الموقع مهدد بالإغلاق نظراً لعجز الدعم المادي عن تغطية تكاليف الموقع.

يمكنك دعمنا ولو بمبلغ بسيط لإبقاء الموقع حياً.




غَرِيبُ الخُطَى..!
( 2.1k | 0 | 1 )
كَبُحَّةٍ فِي النَّايِ..!
( 2k | 5 | 2 )
أَنْتَ أَصْدَقُ مَا فِي دَمِي(●)
( 1.4k | 0 | 0 )
القَصِيدَةُ كُوبٌ مِنَ الشَّايِ..!
( 1.4k | 5 | 0 )
قَلْبُ العُرُوبَةِ..!
( 1.3k | 0 | 0 )
المَلاَعِينُ..!
( 1.3k | 0 | 0 )
أَصَابِعُهَا..!
( 1.3k | 0 | 0 )
أَهْرَقْتُهَا..!
( 1.2k | 5 | 0 )
كُنِ الْفَرَاشَاتِ..!
( 1.2k | 0 | 0 )
المَجْدُ للطَّعَنَاتِ..!
( 1.1k | 0 | 0 )
أُحَدِّقُ فِي مَفَاتِنِهَا..!
( 1.1k | 0 | 0 )
قَصْرُ العَدَالَةِ..!
( 1.1k | 0 | 0 )
نَعْنَاعُ ضِحْكَتِهَا..!
( 1.1k | 0 | 0 )
صباح الغواية
( 1k | 0 | 0 )
شَكْوَى الْوَلَدِ الْفَصِيحِ..
( 1k | 0 | 0 )
الحَيَاةُ مَكِيدَةٌ أُنْثَى..!
( 973 | 0 | 0 )
الذَّهَابُ عَمِيقًا، فِي الْأَشْيَاءِ..
( 947 | 0 | 0 )
جَسَدِي حَاكِمٌ دِكْتَاتُورٌ..!
( 912 | 0 | 0 )
تِيجَانُ الْعِشْقِ..
( 840 | 0 | 0 )
كَالماسِ، في مَلَكُوتِ الأُبُوَّةِ (*)
( 827 | 0 | 0 )
الموْتُ..!
( 819 | 0 | 0 )
بِلاَدٌ مِنْ ذَهَبِ المَعْنَى..
( 773 | 0 | 0 )
صَواريخُ غَزَّةَ..!
( 767 | 0 | 0 )
كَأَنَّكَ زَرْقَاءُ قَرْطَاجَ..!
( 757 | 0 | 0 )
نَشِيدُ الحُرِّيَّةِ
( 744 | 0 | 0 )
تُعَانِقُهُ، شَبَقًا..!
( 730 | 0 | 0 )
اِنْتِصَاراتٌ صَغِيرَةٌ..
( 724 | 0 | 0 )
قَريبًا مِنْ أَسْوَارِ القَصْبَةِ..
( 723 | 0 | 0 )
قَدْ يُكَسِّرُ أَقْلاَمَهُ..!
( 713 | 0 | 0 )
كَمُعْجِزَةٍ لاَ يُصَدِّقُهَا أَحَدٌ..!
( 698 | 0 | 0 )
القِلاَعُ..
( 688 | 5 | 0 )
نَشِيدُ ابْنِ خَلْدُونَ..
( 678 | 0 | 0 )
فِي قَبْوٍ يُسَمَّى.. وَطَنًا (●)
( 665 | 0 | 0 )
تَسْتَضِيفُ شَمَالَكَ..
( 656 | 0 | 0 )
أَنَا ابْنُ قَافِيَةٍ تَغِيبُ..!
( 631 | 0 | 0 )
حَنِينٌ..!
( 618 | 0 | 0 )
كَمُعْجِزَةٍ تَتَعَرَّى..!
( 592 | 0 | 0 )
مَحْجُوبُ (*)
( 587 | 0 | 0 )
الكِتابَةُ بِالعَناصِرِ.. العِشْقُ حَتَّى اليَنابِيعِ..!
( 581 | 0 | 0 )