سيحلمُ دومًا بما بعدَ بحرٍ...
بما فوق غيمةِ شِبه الجزيرةِ
حيثُ الأماني
لها طعمُ سِيجارةٍ في فمِهْ
[ سيحلمُ دومًا] بعرشٍ يُتوّجُهُ في امتدادِ المدائنِ
بالضوءِ... يقطفُ منه الشموسَ
وبالأغنياتِ التي صاغها الشّعرُ مما تبقّى بكأسٍ من العطش الأبدي الذي ...
سيروي جفاف المدَى من دَمِهْ.

[ سيحلمُ دومًا] بأشياء أخرى...
تُكمّلُ ظِلَّ التي لم تكنْ للمكوثِ الطّويل بصَمتِ المواني/ وكانتْ...
تتوُقُ لموجٍ كثيرٍ/ لحقلٍ من الماءِ يُؤْتي جَنَاهُ بلا مَوسمِهْ.
[ سيحلمُ دومًا] بجسرٍ بعيد...
عليه المسافات تملكُ ثأرًا معَ العابرينَ /
وبالليلِ يغزلُ موتَ الطّريقِ على نولِ عمُرٍ من الأُمنِياتِ/
يَدُورُ يَدُورُ ...
وَيَسرقُ من دُودَة الوقْتِ خَيطا طويلاً ليُدْنيَ كلَّ الفَرَاشَات من أنجمِهْ.
[ سيحلمُ دومًا] ...
ويفرش وجهه... للمتعبينَ/ ويجعلُ قلبه...
للجائعينَ: سلالاً من التّمرِ/ خُبزا كثيرًا/
قواريرَ من عَسلٍ ومُربى/ وخوخًا وتينًا...
ويفتح للعائدينَ المدينةَ والذكريات/
ويكسِر قضبان سِجن كبيرٍ يُسمّى الحياةَ/
ويُدْخِلُ فيهِ اتساعَ السّماءِ/
فنرجعُ نحو البدايةِ لما نكونُ على وشَكِ الانتهاءِ/
ويُخرج إيماننا بالمحبةِ من منجمِهْ.
[ سيحلمُ دومًا]...
ونحلمُ نحنُ... بأنَّـا صِغارٌ/ نلُّمُ الأماني /
ومن تحتِ أشجارِ تُوتِ العفاريتِ في الحقلِ صُبحًا/
نُلوّحُ جدًا لـ هنَّ : اللواتي...
جلسنَ مِن الجنّ فوق الغُصونِ لضَفرِ الشُّعُورِ الطويلةِ مِثل الحكايا.../
إلى الشّمسِ وَجّهْنَ كُلَّ المرايا/
يُردْنَ التّحوّلَ مِن أصْلِ نَار لنُورٍ كثيرٍ.../
يُزيّنَ أعيُنهنَ بِكحِل القصائدِ/ يضحكنَ لـمّا يمرُّ الزّمانُ وهنَّ يثرثرنَ... /
يحكين عَنهُ/ عن السِّرِ... [سرٌّ تنزّلهُ الله في قلمِهْ ].