يا توأمَ الرُّوحِ - مختار سيد صالح | القصيدة.كوم

شاعرٌ سوريٌّ (1988-) مقيمٌ في ماليزيا. حائزٌ على العديد من الجوائز العربية.


511 | 0 | 0 | 0



لا أرى
مَنْ يُنَادِمُني في ذُرَى الأُغنياتِ
عدا شاعرٍ واحدٍ
يشربُ اللَّيلُ موَّالَهُ خَمْرَةً
ثُمَّ تَأْخُذُهُ نَشْوَةٌ لارتِجَالِ الصَّباحْ

*

مرَّةً قلتُ : يا صاحبي أينَ ما نشتهي ؟
قالَ : إنِّي أراهُ هناكَ طريداً شريداً
يجيءُ إلينا على مَهْلِهِ
غيرَ أنَّ الرِّياحْ
قاطعَتْنا فقلتُ : إذنْ ؟
قالَ لي : في أمانِ الكَفَنْ !!
بعدَ أنْ كَفْكَفَ الحُزْنَ عَنْ قلبِهِ
و مضى
تاركاً حُلْمَنا
و الأغاني التي جَمَعَتْنا معاً
في مَهَبِّ الجِراحْ

*

ها أنا الآنَ وحدي أَعُدُّ النُّدوبَ على القلبِ
أربعةٌ – خمسةٌ – مئةٌ - ...
ثمَّ تُتْعِبُني فكرةُ العَدِّ هذي
فأمشي بذاكرتي نحوَ مُفْتَرَقٍ مِنْ أحاديثِنا
في اللَّيالي المِلاحْ

*

لا أقولُ : ارتجالاتُنا أو بذاءاتُنا قِلَّةٌ في الأَدَبْ
بل أقولُ : السَّبَبْ
أنَّ في القلبِ بئراً مِنَ الوجدِ يا آخَري
ناضِحاً بِبُكَاءٍ ظَلَلْنا ثلاثينَ عاماً
نواريهِ عَنْ أَعْيُنِ الشَّامتينَ بهذا المُزاحْ !

*

لنْ أراهِنَ هذي الرِّمالَ على أيِّ شيءٍ
ظَلَلْتُ ثلاثينَ موتاً أُمَنِّي بهِ القلبَ ,
لا , لنْ أراهنْ !
فالرِّهانُ على أنْ يظلَّ النَّشيدُ سماءً لِكُلِّ أخي شَجَنٍ خاسِرٌ
و الجرادُ هنا يا صديقي جرادٌ بليدٌ
و لا يفهمُ الرَّمزَ في الأغنياتِ النَّبيلةْ
و البطولةْ
أنْ نقولَ لِأَغْدَرِ أعدائِنا : يا أخي في الحياةِ ,
ونَسْتَلَّ في وَجْهِهِ وردةَ الحُبِّ
لا حفنةً مِنْ رِماحْ !!

*

يا أخي في القصيدةِ , يا توأمَ الرُّوحِ و الحرفِ ,
تفهمُ معنى كلامي .. أليسَ كذلكْ ؟!
و تعرِفُ أنِّي أَمُرُّ على عطشي واحةً مِنْ خِلالِكْ
و لكنَّها حسرةٌ تجلِدُ الرُّوحَ يا صاحبي
أنْ تكونَ الـمُغنِّي الأخيرَ لِمَنْ يغرقونَ
و ما في السَّفينةِ إلَّا الشُّروخُ و إلَّا نوايا الذِّئابْ
و النُّسورُ - الذُّبابْ
حوَّمتْ فوقَ أشلاءِ أحلامِنا
مثلَ كُلِّ الوجوهِ الوِقَاحْ
آهِ فيمَ انتظاراتُنا كلُّها يا ابنَ أمِّي ؟!

***





الآراء (0)   


الموقع مهدد بالإغلاق نظراً لعجز الدعم المادي عن تغطية تكاليف الموقع.

يمكنك دعمنا ولو بمبلغ بسيط لإبقاء الموقع حياً.




في غيابة الحب -1
( 2.9k | 0 | 0 )
وارث النايات
( 2.3k | 0 | 0 )
في غيابة الحب -2
( 2.2k | 0 | 0 )
في غيابة الحب -3
( 2.1k | 0 | 0 )
عانقت ظلك
( 1.9k | 0 | 0 )
يا سادن الماء
( 1.7k | 0 | 1 )
نداءات
( 1.7k | 0 | 0 )
لوعة الأشجار
( 1.6k | 0 | 0 )
المُدنَف
( 1.6k | 0 | 0 )
نياشين الملح
( 1.5k | 0 | 0 )
شُكراً لكلِّ الرِّيحِ يا وطني
( 841 | 0 | 1 )
كما يذبلُ الوردُ
( 677 | 0 | 0 )
هو الآن يعبر منحدرات الأغاني
( 672 | 0 | 0 )
اعتذراتٌ مُتَأخِّرَةٌ
( 616 | 0 | 0 )
ما أسقطهُ الرُّواةُ من ديوانِ أبي الطيِّبِ المتنبِّي
( 602 | 0 | 0 )
Facebook
( 508 | 5 | 0 )
ذاكرةٌ تحترقُ
( 501 | 0 | 0 )
القابضون على جمر الكلام
( 491 | 0 | 0 )
حياة (إذا مت ماذا سيحدث)
( 488 | 0 | 0 )
شاعر الحب
( 482 | 0 | 0 )
لافتات للدرب القاحلة
( 482 | 0 | 0 )
القطار
( 473 | 0 | 0 )
متى تنتهي غربتي يا رياح؟
( 458 | 0 | 0 )
اعترافاتُ لاجئٍ في الرِّيحِ
( 451 | 0 | 0 )
كمين لمعناي البعيد
( 444 | 0 | 0 )
ظِلالٌ مُحايدةٌ للمُشِعِّ الجديدِ
( 444 | 0 | 0 )
تأملات في موشور الذات
( 442 | 0 | 0 )
كالعيد للأيتام
( 438 | 0 | 0 )
كفّارةٌ لذنوب العالم
( 435 | 0 | 0 )
فروسيّة
( 414 | 0 | 0 )
أخي مصطفى
( 319 | 0 | 0 )
زوّادة للسفر الأبديّ
( 273 | 0 | 0 )
أخبار
( 261 | 0 | 0 )
سيناريوهات لعدم اكتمال هذا الديوان
( 242 | 0 | 0 )
خاتمة
( 227 | 0 | 0 )