شجنالوجيا - محمد تركي العجارمة | القصيدة.كوم

شاعرٌ أردنيّ (1988-) من الطفيلة. في شعريّته ما يلفت ويعِد.


588 | 0 | 0 | 0




إلقاء: محمد تركي العجارمة


كَرَوْحِ مَلائِكٍ،
وكَرُوْحِ شاعِرْ..
وكَالقَلَقِ النَّبِيِّ بِكُلِّ ثائِرْ

كَمُشجِيَةٍ
يَطِيبُ القَلبُ فِيها ؛
هَدِيلُ حَمامَةٍ بِخَرِيفِ عابِرْ

كَفَيروزٍ
تُهَدهِدُ رِيمَ طِفلٍ،
وتُرقِدُهُ بِنَجمٍ جَمُّ فائِرْ

كَسِربِ قَطًا
يُراقِصُنا حَنِينًا،
كَنَفحَةِ صِبيَةٍ يَتلونَ فاطِرْ

كَفَصلٍ خامِسٍ
أَوفى حَمِيمٍ،
كَحَدسٍ ناصِعٍ
والجَوُّ ماطِرْ

وأَندَلُسٍ
يَفِيضُ بِهِ أَخِيري
لِيَغمُرَ لَوعَتِي بِهَوى ( ابنِ عامِرْ )

فلا تَروي الحَكايا غَيرَ أَمسي،
ولا أَنفَكُّ
في الآتِي المُغايِرْ

على مَهَلِ العَذارى
طُلتُ صُبحًا،
وبِي فَجرٌ وأَقمارٌ سَواهِرْ

وبِي ما بِي
يُرَقِّعُ أَلفَ يُتمٍ
أَنا العِيدِيُّ جَبَّارُ الخَواطِرْ

أنا :
هذا النَّشِيدُ الحُرُّ يَهفو..
وشِبَّاكُ الرُّؤى،
البَجَعُ المُهاجِرْ

هُناكَ..
هُناكَ..
فَوقَ عَرِيقِ شَرقٍ
يُبادِلُ غَربَهُ طَقسًا مُعاصِرْ

تُباغِتُنِي المسافَةُ في وُصولِي،
ويَمسَحُ دَمعَتِي دَربٌ مُسافِرْ..

خِلالِيَ
يا أَسى كَبِدِ ( اللَّيالى )
عَتِيُّ سُمُوِّهِ،
الوَجَعُ المُكابِرْ

أَبُوحُ بِحُرقَةِ النَّعناعِ حُبًّا :
مَعاذَ القَلبُ
أَنْ تُدمى المَشاعِرْ

لِلاعِجِ لَهفَةِ السَّمراءِ
وعدًا ؛
فَقِرِّي غَمرَةً،
وهَبي الضَّفائِرْ

تَضَوَّعَ
ناطِفًا مِسكًا شَهِيدًا
جَدِيرُ النَّبضِ
إِلَّا أَنْ يُغامِرْ

فُحولَةُ فارِسٍ
كانوا جَمِيعًا ثُقاتَ جُمُوحِهِ،
ومُنَى الحَرائِرْ

تُعِيدُ غِناءَهُ ( سِتُّ الصَّبايا )
على آهاتِ رَبَّاتِ الجَآذِرْ

بُعَيدَ العُرسِ،
والعِيدُ انْهِمارٌ
بِفَحوى الوَردِ
يا الشُّمُّ النُّواظِرْ

***

بِدائِيُّونَ
لا عَنْ جَهلِ فَنٍّ
تَطَرَّزناهُ /
أُبَّهَةُ المَظاهِرْ

جَنُوبِيُّونَ
مِنْ غَيمٍ وقَمحٍ :
شَمِيمُ الحَقلِ،
مَزهُوُّ البَيادِرْ

شِمالِيُّونَ
شادوا الرِّيحَ وردًا،
وَأَعطوا لِلهوى عَهدَ النَّواشِرْ

ومَنفِيُّونَ
كانَ الوقتُ مَوتًا،
يَدُقُّ البابَ عَنْ صَرعى السَّتائِرْ

- " مساءُ الخَيرِ،
صُبِّي الشَّايَ عِزًّا.. "
- مساءُ النُّورِ،
رِيْتِ البِيتِ عامِرْ "

... مَعي
ما لَيسَ تَنساهُ اللَّيالي،
تَفَلَّتَ في شُقوقِ الوَجدِ عاطِرْ،

إِذا ما كُنتُ بالعَهدِ انْتِفاءً،
فَإِنِّي قادِمٌ،
وكَذاكَ ناطِرْ

نَسِيمًا جِئتُ
شَوقًا أَزهَرِيًّا
صَفِيُّ البالِ،
قُدْسِيُّ الشَّعائِرْ..

يَقولُ وحِيدُ مَشدوهِ المَنافي :
" لَرُبَّ قَرِيبَةٍ،
والبُعدُ زاخِرْ،

لَنا وَطَنٌ
يُسافِرُنا رَبِيعًا
بِظِلِّ ضَفِيرَةٍ وبِلَثغِ طائِرْ.. "

- " أَتَنسانا البِلادُ؟ "
- " إِذا نَسِينا،
وغادَرَ بِينَنا ال ما لا يُغادِرْ..! "

بِلادِي :
كُلُّ مَنْ باتَتْ بِلادًا
تُضَمِّدُ في الجَنُوبِيَّاتِ شاعِرْ

بِنا أَوجٌ،
وأَحلامٌ هُيامى
بَنوا الأَوطانِ مَنذورٌ
وناذِرْ

يقولُ النَّايُ
- مَترُوعَ الأَماسِي -
: " غِيابٌ
حِينَ يُفتَقَدُونَ حاضِرْ "

يقولُ اللَّيلُ :
" بَلْ يُرثى لِحالي،
بِما أَلقى ( كَلِيلِ الصَّبِّ ) حائِرْ "

ولَكِنِّي على وَهمٍ حَرِيصٍ
أُرَبِّي مَوعِدِي بِأَسًى مُثابِرْ

تَقولُ الفِكرَةُ الخَضراءُ :
" ما لِيْ سِوى بَطَلٍ
تُجازِفُهُ المَخاطِرْ "

تقولُ الحَربُ،
تِلوَ الحربِ،
تِلوَ ال..
: " بِأَيِّ خَسائِري أَحصوا الخَسائِرْ "

يقولُ الحُزنُ
- والأَحزانُ كُلٌّ -
: " تَظَلُّ نِهايَةٌ - حَتمًا - تُبادِرْ "

تقولُ الخَيلُ
- ما جاسَتْ صَهِيلًا -
: " هُنا نَرتاحُ لَمَّا عادَ ظافِرْ "

يُبَلِّلُ عُمرنا وَتَرٌ تَلَظَّى
بِرَغمِ الحُلمِ،
أَنَّى الحَظُّ عاثِرْ

سَنَغفو مَرَّةً
- لا بُدَّ - خُلدًا
وَتَبحَثُنا الحَياةُ رُؤى مُغامِرْ

وكافِيَةٌ عُيونُكِ
كَيْ نُغَنِّي،
وكَيْ نَبكِي،
وكَيْ تَشدو الدَّفاتِرْ

وإِمَّا نَحنُ
إِلَّا يَومَ أَنَّا
على سَفحٍ يُشَقِّقُ كُلَّ باهِرْ

يَقولُ،
يقولُ
- والرَّاياتُ تُلوى -
: " عَقَدنا العَزمَ أَنْ تَحيا الجَزائِرْ.. ".



"تم تسجيل هذه القصيدة من الأمسية الذكية الثانية للقصيدة.كوم يوم 17-4-2020"


الآراء (0)   


الموقع مهدد بالإغلاق نظراً لعجز الدعم المادي عن تغطية تكاليف الموقع.

يمكنك دعمنا ولو بمبلغ بسيط لإبقاء الموقع حياً.