0 تقييم
عدد التقييمات: |
معدل التقييم: 0
(إلى شهداء المقاومة بلبنان ..)
________
نَدامَى طابَ مَجْلِسُهُمْ وَطابُوا
بأَيِّهِمُ سَتَبْدَأُ يا غِيابُ؟
قَضَوْا وَطَرًا؛ فَفاجَأَهُمْ شُعاعٌ،
وَكُلُّ شُعاعِ بارِقَةٍ عَذابُ
وَهَبَّ عَلَيْهِمُ بُسْتانُ وَرْدٍ؛
فَسَالوا مِثْلَ شَمْعِهِمُ وثَابُوا
إِذا لَعِبَتْ بِأَرْؤُسِها كُؤوسٌ
فَلَيْسَ يُلامُ في السُّكْرِ الشَّرابُ
عَمائِمُ لا تُحَلُّ لِغَيْرِ حَرْبٍ
مَتَى سَمِعُوا كَرِيهَتَها أَجَابُوا
يُحِبُّونَ الْحُسَيْنَ، وَكُلُّ حُبٍّ
تَعَلَّقَ بِالْحُسَيْنِ هُوَ الصَّوابُ
تَراهُمْ قَدْ أَظَلَّهُمُ السَّحابُ
وَهُمْ تَحْتَ السَّحابِ هُمُ السَّحابُ
قَنادِيلُ الْوجُودِ كَأَنَّ كَرْمًا
إِلَهِيًّا سَيُعْصَرُ أَوْ يُذابُ
أُحِبُّهُمُ إِذا انْتَسَبُوا جَمِيعًا
لِفَاطِمَةٍ فَلِي مِنْها انْتِسابُ
وَأَبْكِي مِثْلَهُمْ فِي كَرْبِلاءٍ
وَكُلُّ هَوًى بِصَاحِبِهِ مُصَابُ
وَأَفْرَحُ بِالْهَدِيَّةِ حِينَ تَأْتِي
بِعاشُوراءَ لَوْ فَرَغَ الْوِطَابُ
وَأَسْكُنُ فِي "الْحُسَيْنِ" كَأَنَّ قَلْبِي
زُجَاجُ ضَرِيحِهِ وَأَنا التُّرابُ
تُسَمِّيني بلادي فاطِمِيًّا
وَإِذْ أُدْعَى فَحَيْدَرَةُ العُقابُ
لِفَرْطِ حَنانِهِمْ أَغْرَوْا عَدُوًّا
بِهِمْ مِنْ حَيْثُ أَخْطَأَهُ الْحِسابُ
أَتَى بِغُرُورِهِ فَأَتَوْا عَلَيْهِ
وَكَمْ هَرَّتْ عَلَى الْأُسْدِ الْكِلابُ
تَرَبَّوْا فِي الثُّغُورِ لِمِثْلِ هَذا
وَيَكْبَرُ عُمْرُهُمْ وَهُمُ شَبابُ
وَيَلْهُو غَيْرُ طِفْلِهِمُ بِشَيْءٍ
وَطِفْلُهُمُ تُلاعِبُهُ الضِّبابُ
نِسَاءٌ مِثْلَمَا قَالَ الْحِجَابُ
بِمُصْحَفِهِنَّ آيَاتٌ عِذَابُ
تَأَمَّلْ صَاحِبي. هَلْ ثمَّ قُدْسٌ؟
وَهَلْ خَلْفَ الْهِضَابِ لَنا هِضَابُ؟
أَعِدَّ لِيَ الْجَوادَ لِأَمْتَطِيهِ؛
فَقَدْ بَعُدَت وَغَلَّفَها الضَّبابُ
سَأُدْرِكُها لِأَسْمَعَ ما رَوَتْه
مَآذنُها بِأُذْني وَالْقِبابُ
وَأَمْلَأَ مُقْلَتَيَّ بِها جَميعًا؛
لِتَتَّضِحَ الْحَقِيقَةُ وَالسَّرابُ
حِوارٌ لا يَزالُ يَدُورُ فِيهِمْ،
وَأُغْنيَةٌ تُرَدِّدُها الشِّعابُ
إِذا صَحَّ اعْتِقادٌ صَارَ فِعْلًا
تُصَدِّقه الْجَوارِحُ لا الْكِتابُ
وَتَسْأَلُ يا صَدِيقي عَنْ رِجالٍ
وَعَنْ أَسْرَى؛ الْجَمَالُ هُو الْجَوابُ
لَقَدْ نَضَحَتْ مَحَبَّتُهُمْ عَلَيْهِمْ
فَلا يَأْتِي الشَّهِيدُ وَهُمْ غِضابُ
بَشَاشَتُهُمْ تَقُولُ بِأَنَّ بَابًا
يُسَدُّ وَراءَهُ سَيَقُومُ بابُ
يُشِيعُ عَدُوُّهُمْ عَنْهُمْ كَلامًا
وَلَيْسَ عَلَيْهِ فِي كَذِبٍ عِتابُ
وَيَقْصِفُ دُورَهُمْ وَهُمُ جِبالٌ
رَواسٍ لَا يَطِيرُ لَهُمْ لُبابُ
وَيُعْلِنُ نَصْرَهُ خَوْفًا وَرُعْبًا
وَيَعْلَمُ أَنَّ صَمْتَهُمُ عِقَابُ
إِذا انْتَصَرَ الْجَبانُ فَأَيُّ مَعْنًى
يَكُونُ إِذَنْ لِرُوحِكَ يا خَرَابُ؟!
تَمُرُّ عَلَيْهِمُ الْأَيَّامُ لَا هُمْ
أَسَوْا مِنْها وَلا انْطَفَأَ الشِّهابُ
يُضِيئونَ الْجَنُوبَ فَلا عَلَيْهِمْ
إِذا ما غابَ سَيِّدُهُمْ وَآبُوا
سَيَلْحَقُ بِالْإِمامِ فَلَيْسَ إِلَّا
لِيَأْكُلَ أَوْ تُخَاطَ لَهُ الثِّيَابُ
وَسَوْفَ يَعُودُ بِالشُّهَداءِ طُرًّا
"تَخُبُّ بِهِ الْمُسَوَّمَةُ العِرابُ"
وَتَسْأَلُ يا صَدِيقِي .. قُلْتُ: أَدْرِي
وَمِثْلِي عِنْدَ مِثْلِكَ يُسْتَتَابُ
لِأَنَّكَ فِي تَفاصِيلٍ سَتَحْيا
وَتَزْهَدُ فِي التَّفاصِيلِ الصِّعابُ
أَتَيْتُ إِلَى الْجَنُوبِ لِأَنَّ أَرْضًا
كَأَرْضِي لَا تُفارِقُها الذِّئابُ
وَعَدْلًا لا اخْتِلافَ عَلَيْهِ عِنْدِي
وَحَقًّا لَيْسَ يَدْخُلُهُ ارْتِيَابُ
وَظِلًّا فِي عَباءَتِهِ طَويلًا
يَشِيخُ وَلا يُهَشُّ لَهُ ذُبابُ
أَلَيْسَ لِغَرفةٍ مِنْ نِيلِ مِصْرٍ
شَقِيقَتُها إِذا انْتَفَضَ الْحُبابُ؟!
أَلَيْسَ لِأَرْزِ لُبْنانٍ سَلَامٌ
تُبَلِّغُهُ الْأَحِبَّةُ وَالصِّحابُ؟!
يُفَرِّقُنا وَيَجْمَعُنا كَثِيرٌ
وَعِنْدَ إِلَهِنا الْفَرْدِ الثَّوابُ
وَحُبُّ مُحَمَّدٍ فِي كُلِّ حَفْلٍ
تُزَيِّنُهُ الْبَيارِقُ وَالْحِرابُ
لِمَنْ هَذِي الْحُدُودُ تَعَبَّدَتْنا
لِمَنْ هَذِي الْمَخافِرُ وَالتِّبابُ؟!
وَلَسْنا ابْنَيْ بَغِيضٍ كَيْ يُعادِي
أَخاهُ أَخٌ وَيُلْهِمَنا الْغُرابُ
سَيَعْلَمُ كُلُّ مُلْتَبَسٍ عَلَيْهِ
إِذا انْفَصَلَتْ عَن الْجَسَدِ الرِّقابُ
بِأَنَّ خَرِيطَةً كانَتْ تُهابُ
لِقَومٍ ثُمَّ صارَتْ لا تُهابُ
لَها حَلٌّ وَحِيدٌ لَيْسَ إِلَّا
حَقِيقِيٌّ لَهُ ظُفُرٌ وَنابُ
يُرَبَّى بالجَنُوبِ لِيَوْمِ حُزْنٍ
سيُكْشَفُ فِيهِ عَنْ وَجْهٍ نِقابُ