دربُ القمر - هندة محمد | القصيدة.كوم

شاعرةٌ تونسيّةٌ (1980-) الرومنسيّةُ تسقي قصيدتها بماء العذوبة.


525 | 0 | 0 | 0



احبّكَ اكثرْ
لاّنَّ السّماءَ ترتّبُ غيمَ الموانئِ بين عيونِكْ
أحبّكَ أكثرَ
من قبلةٍ نامَ فيها البياضُ فضاعَ البريدُ اليهِ
ومثلَ صباحِ يلملمُ اسماءَ عشّاقِهِ
فينثرُها في مساماتِ وردٍ رضيعٍ
احبُّ احتفالَ يديكَ بعطري
وكيف تخيطُ ثقوبَ الغيابِ بلا دمعةٍ ..
ولا ماء يغسل ما سوف يبقيه رتق الابر
وها قد تركتُ الحروفَ الغريبةَ اذ شرّدتْني طويلاً
وها قد تلوّنتُ بالشّمسِ والكستناءِ تماماً كهذا الشّتاءْ
**
أحبّكَ اكثرَ
من كبرياءِ المواويلِ حين تفيضُ بحزنِ المرايا
وحين تعتّقُ صوتَ الحرائقِ فينا
وحين نسيرُ على دمعِنا لا نقولُ احترقنا..
وحين نجوعُ ولا يكتفي الحزنُ منا نقولُ اعتنقنا
**
احبُّ العناقيدَ في كفِّكَ الجرفِ
تحطُّ على الرّوحِ ضوءاً حبيبا
احبُّ اقترافَكَ للعشقِ والشّعرِ رغمَ انكسارِ الجهاتِ
ومثلَ مدائنِكَ المتعباتِ احنُّ الى جمرةٍ في الرّمادِ العنيدِ
واشتاقُ جدّاً لدربِ القمرْ
أحبُّ المطرْ ..
كأني على موعدٍ لا يجيءُ معي ..
قد تركتُ النهارَ وحيداً و خبأتُ عمري على صدرِ سيلٍ جريحٍ
كأنّي السّيولُ جميعا
أراودُ خوفَ العطاشى من البئرِ والامنياتِ الحرامْ
وها انتَ شوقُ القصائدِ
كنتَ ترتّلُ للقلبِ ما يسّرتْهُ اللغاتُ
وما خلّفتْهُ العناوينُ خلفَ الرّحيلِ
**
أحبّكَ أكثرْ..
منها حروفُكَ حين تجنُّ ولا تعتريك
وقد تكتفي باجتياحٍ طفيفٍ... بجرّةِ حبرْ
وما كنتَ قبلَ الغيابِ بعمرٍ تحبُّ ارتباكَ الحصى اذ نسيرْ..




الآراء (0)   


الموقع مهدد بالإغلاق نظراً لعجز الدعم المادي عن تغطية تكاليف الموقع.

يمكنك دعمنا ولو بمبلغ بسيط لإبقاء الموقع حياً.