لتقييم وتفضيل ومشاركة جميع قصائد وترجمات الموقع، يتوجب تسجيل الدخول. عملية إنشاء حساب جديد أو تسجيل الدخول لا تستغرق من وقتك دقيقة واحدة، وتتيح لك العديد من المزايا
قيم قصيدة "لقاء
" لـ "هاني عبد الجواد"
لقاء
0
مشاركة القصيدة
الحياةُ طبيعيّةٌ
لا جديدٌ على مستوى اليوم
لا شيء أذكره في القصيدة
لا شيء أكتبه لصغار الحساسين في دفتر الذكريات
لا أفكر باسمي كثيرا
ولا أقرأ الصحفَ المستفزّةَ هذا الصباح
هنالك متّسعٌ في الحدائق للعاشقيْن
وللعائلات الصغيرةِ
للراغبين بتخفيف أوزانهم
لصبايا المدارس في الرِّحلِ المدرسيةِ
للمدمنين
وللمؤمنينَ
ولكنّني لا أراها مناسبةً لقضاء المواقيت فيها
ولا لقراءة أطروحةً في علاج نزيف الدماغ
ظلَلتُ أفتّش عن سببٍ مقنعٍ للحياة
لكي أستطيع ممارسةَ الحبِّ دون هموم الوجود
تحمّمتُ كي أغسل الرملَ من رئتيَّ
تعاجزتُ أن أغلِقَ البابَ أمس
ففاتت إلى غرفتي عشراتُ الأفاعي
إلى منْ سوف أقرأ شعري؟
سألتُ الطبيعةَ فانكسرتْ نخلةٌ في الجنوب
وقرّرتُ أن أمنحَ الماء طعماً..
فقلتُ اشربي يا فتاةُ
اشربي..
سوف أكبَرُ كالحكماء..
و أبني وراء الحديقة مرآبَ
أخفي به خللي عنْ صغاري
وأفتحُه مثلما تفتح السيداتُ صناديقهنَّ
إذا خفْنَ من جعدةٍ في الخدود..
إذنْ ما الكتابةُ يا سُميةَ اليائسين..
وماذا سينفعُني لو تزوّجتُ آنسةً من حليب الخيال
إذا كنتُ منغمِساً في ذكوريّةِ الليل؟
قلتُ للوردِ لن أشتريكَ هديَّةَ موعدِنا..
فالعلاقةُ أسهلُ من قصص السينما والروايات.
لن أشتريكْ.
قلتُ للتّحَفِ الواقفات وراء الزجاج:
ولا أنتِ..
لم يزلِ الوقتُ أطرى وأنعمَ ما بيننا
من جفاف التحَفْ
خائفٌ من هدايا اللقاء
ورسميّةِ الشكل
والاتيكيت
ومن صدفةٍ في خبايا الصدفْ
لو أتيتُ بسنسالةٍ من ذهبْ
ثم علّقتُها عنُقاً أسمراً
وأزحتُ تنانينَ شعركِ من طرَفٍ لطَرَفْ
سوف يفهمْنَني خطأً كرياتُ العنبْ
لن أجرَّ العلاقةَ نحو الخصوصيّةِ المغلَقة
عبَرَتني شكوكُ الثلاثين حتى استَقلْتُ إلى الوهم.
لن أستطيع الحياة سوى شاعرٍ
لا يرى في قراءة أشعارِه سبباً مقنعاً لكتابتِها
أو يرى متعةً في إقامةِ أمسيةٍ للذين يرون الكتابةَ موهبةً
غير أني على وشْكِ أن أبلغَ العطَبَ الإعتقاديَّ
فاحتملي يا حياةُ انكساراً جديداً
ببلوّرِ أحلامكِ العاليات
لا اعتراض على حجّةِ الذاهبين من الصفر للصفر..
لا حسرةٌ في قلوب حبيباتِهم
إنّما لثغةٌ في لسان التعجّبِ:
ماذا يريدون؟
كم عاطفيٌّ هو اللاوصول!
أمرُّ أسير إلى خطوةِ الباب ثم أفرُّ أطيرُ
وأشكو على درج الله..
حتى أثيرَ مشاعرَه إتّجاهي
أريد فقط بهجةً تستحقُّ حياتي إلى الآن..
لو مثلاً نظرةً لانفتاح قميصِكِ
أو فكرةً عن طريقةِ حصر الزمان
محاولةِ الإنتحار بتقنيةٍ طيبة
وبلا وجعِ الذنب
أو خيفةِ العاقبة
مستعدّاً للا شيء آتي
وأدخلُ دون انتظاركِ
أختار طاولةً تنطوي ومزاجي
وأجلس وحدي لأسمع معزوفةً لم تمرَّ على سمعي
وأقلّبُ صفحاتِ ديوان بابلو نيرودا وأزهق أنفاسه
لا أفكر فيما يؤخّرها
كي أظلَّ بعيداً عن الشعر!
راقبتُ زوّارَ هذا المكان
فلاحظتُ بنتاً تجالس شاباً
على بعد طاولتين وذكرى!
تبسّمتُ منتبهاً وهيَ تلمسُ لحيتَهُ
لدخولكِ باب المكان..
تمالكتُ ما ظلّ بي من طفولةِ جسمي
ولم أرتبكْ
وبكلِّ هدوءٍ وقفتُ.. و رحّبتُ بكْ.. !
فتعالي إذن نشربِ الياسمين.
و نغني معا
"فلماذا إذن نتلفّتُ من حولنا خائفين"
ونناقشْ تفاصيل أيامنا
وتفاهةَ متعتنا البشريّة..
دونما أن نحمّلَ هذا اللقاء
عباءاتِ تاريخنا العاطفيِّ الهزيل
وخيباتنا العاطفيّة.
الآراء (0)
الموقع مهدد بالإغلاق نظراً لعجز الدعم المادي عن تغطية تكاليف الموقع.