المرايا - أسامة تاج السر | القصيدة.كوم

شاعر وناقد وأستاذ جامعي سوداني (1980-)


516 | 0 | 0 | 0




لنا ما يُوحِّدُنا يا صديقي
فبعضُ رؤايَ التي أرهقتني
رؤاكْ

وبعضُ الكلامِ الذي كُنتُ أحسبُني أولَ القائليه
متى ارتدَّ في أذُني
كانَ يُدْهِشُني فيه رجعُ صداكْ

وكنتُ إذا سقطَ الضوءُ بيني وبينَ المرايا
أراك!

ففي النيلِ لي ما يخُصُّ نشيدي
يُخصِّبُ فيَّ الحنينَ المُذابْ

وإن جُرحَ القلبُ يومًا
تكوَّرَ نزفًا بحجم بلادي
تمامًا كما الصمغُ فوقَ الهشابْ

وإمّا بكيتَ
بكينا معًا يا صديقي
فإنَّ مُصابَكَ ذاتُ المُصابْ

وإنَّ التُّرابَ الذي ضمَّ قلبي وقلبَكَ
أغلى كتابْ

كتابٌ تمزَّقَ
لم يبقَ شيءٌ
سوى أنْ يُعلِّمنا الدَّفنَ طيرُ الخُداري
فحتى الغرابُ الذي كانَ
ما عادَ ذاكَ الغُرابْ

كفرنا معًا يا صديقي
بغيرِ المحبةِ تنمو كأغنيةٍ في عيون الصِّغارْ

وبالموتِ حينَ يجيءُ كلِصٍ
ليطعنَ في الظهرِ
يا موتُ، لم نكُ أهلَ الفِرارْ

وبالشعر حين يكونُ ولا طعم فيه
ولا روحَ،
يأتي مسيخًا وأكثرُه مستعارْ

فما دام يجمعُنا الضوءُ
في صورةٍ واحِدةْ

وما دام يجمعُنا الفِكرُ
في رؤيةٍ واحدةْ

وما دام في مُقلتينا الحقيقةُ واحدةً
والمُنى واحدةْ

إذن فلنُغنِ معًا يا صديقي
لتبقى الأغاني لأولادنا خالدة

كُنتُ أسألُ نفسي مِرارًا
بأيِّ يدٍ أسكُبُ الشِّعرَ أغنِيةً
من غيومِ الخيال؟

ولا زلتُ أبصرُ كفَّكَ ممدودةً
وهي ممسِكةٌ بكؤوس السؤال!

فكنتَ تصُبُّ لي الحُبَّ
حينَ أمُدُّ العِبارةَ عطشى
أراكَ كداوودَ
أوتيتَ فصلَ المقال

إذن فلنُغنِّ معاً:
( شرفٌ نقصُنا حينَ نُدرُكُه
واتِّحادُ رؤانا اكتمالْ )

هو الشِّعرُ ظِلُّ الرؤى
في مرايا الوجودْ

هو الشعرُ صورتُنا
وانعكاسُ الدواخل في صفحةٍ
ضاق حتى تراءى
ليختال حُرًّا برغم القيودْ

إذن فلنُغنِ معًا:
لا تكُنِّي
معًا سوف نبقى مرايا لِحاضِرنا في غدٍ
صفحةً في كتاب الخُلودْ






الآراء (0)   


الموقع مهدد بالإغلاق نظراً لعجز الدعم المادي عن تغطية تكاليف الموقع.

يمكنك دعمنا ولو بمبلغ بسيط لإبقاء الموقع حياً.