الفزّاعة - هاني عبد الجواد | القصيدة.كوم

شاعر وطبيبٌ أردنيٌّ (1987-) مؤسس موقع القصيدة.كوم


4071 | 5 | 1 | 5




الكمالُ الذي حالُهُ للفراغْ
شدَّها حَدَّ لمْ يبقَ فيها سوى ما تراهُ مُخيّلةُ الطّيرِ
مِنْ جسَدٍ لا وجودَ لهُ
فيفرَّ عَنِ العَنَبِ الناضِجِ الكُرياتِ
مخافَةَ ماذا؟
مخافةَ أكملِ شكلٍ لأوهامنا=
الفراغْ

مُفَرَّغَةٌ مِنْ حقيقتِها
يلَعَبُ الشّكُّ فيها هوايتَهُ
ويمارسُ غايَتَهُ بحراسَةِ خوفِ البساتينِ
مِنْ ثعلَبٍ ضَلَّ منزلَهُ في الليالي البعيداتِ
لوّاحةٌ كالسّرابِ لعطشى الخيالْ

مِنْ بعيدٍ تُطِلُّ كراعيِةِ الغنَمِ
الأمرُ يدفعُ رعيانَ أفكارِهمْ للمسيرِ إليها
فيأتَمِنَ النّاسُ في حالكاتِ الغواياتِ للسّامريِّ
ويأكلَ طيرُ الحكايةِ رأسَ السؤالْ
يا لهُ طعمُهُ المُستَساغْ..!
يا دمَ الفكرِ ينزفُ
بينَ تلافيفِ أدمِغَةِ الواقفينِ على العتباتِ
دِماغاً دِماغْ.

مثلُها مِثلُ كل حكاياتيَ الخائِباتِ
وقفتُ بجانِبِها
ممسِكا كفَّها الخاليةْ

راقِصاً مَعَها
مُطْلِقاً ساعِدي لألُفَّ لها خصَرَها
تارِكاً بَشَريِ المُتعِبين
لإيمانِهِمْ بالجَسَدْ
زاهداً كالزَّبَدْ

رامِياً خلفَ ظهريَ ظَهري
أفَتِّتُ قلبي وأنثرهُ للطيورِ
أُقطِّعُ لحمي وأترِكُهُ للثّعالبِ في الحقلِ
أغرزُ عيني بسنّارةٍ لرُعاةِ السّمَكْ

وأقولُ لفزّاعةٍ في الطريقِ
أنا لكِ مثلُكِ
روحي تُمارسُ فيها الرياحُ هوايَتَها
هيتَ لكْ
فامنحيني فَمَكْ
فمَكِ المُشْتَهى في المَدى
أنتِ مَنْ آمَنَتْ
فارتَدتْ وخلَتْ
وعلَـتْ
فانثنَتْ

عبَّأتْكِ الرّياحُ جِباباً
وأشعَلَكِ الكونُ كبريتَ أحمرَ
حتّى
يضلَّ بهِ المُعطِلونَ
ويُهدى بِهِ المُعمِلونَ
وينعمَ منهُ الدوارُ طويلُ الدُّواخْ

آخِ آخْ

يا سوادَ الرؤى
ورديدَ الصّراخْ

خافَ منكِ ومنّي النّسورُ ففرّوا
ونحنُ صُلِبنا لتأكلَ منّا الفِراخْ

فاسقِني منْكِ يا ابنَةَ راعي الورى
واسْقِني لأبيكِ
أتِمَّ ثمانِ المثاني
وأبلُغَها حُجَجاً وحِجَجْ

وأقولَ: أنا مَنْ خَرَجْ

وأخفَّ
إلى أنْ أصيرَ رفيقَكَ في عتمةِ الوصلِ
نسهرُ في آخرِ الليلِ
نفتَحُ بوّابةَ الحقلِ سرّاً لثعلبةٍ كُسِرتْ ساقُها في الشِّتاءِ
ونُطعِمُ سربَ طيورٍ مِنَ العنَبِ الناضجِ الكُرياتِ
ونرجعُ لو جاءنا راعيُ الحقلِ فزّاعتيْنْ

أنتِ وحدَكِ -فارغةً هكذا
مِنْ حقيقتِكِ الصعبةِ الكشفِ-
مَنْ أستطيعُ محبَتَها
فتَجَلّي وجَلّي لديكِ الأنا
لأكفَّ عنِ البحثِ عَنْ حالتي العاليةْ.

هكذا مثلَ فزاعتيْنْ
سنظلُّ إلى آخرِ الدّهرِ خاليَتيْنْ







الآراء (1)   

دعمك البسيط يساعدنا على:

- إبقاء الموقع حيّاً
- إبقاء الموقع نظيفاً بلا إعلانات

يمكنك دعمنا بشراء كاسة قهوة لنا من هنا:




خابيةُ اللهبِ النفّاثِ
( 4.1k | 0 | 0 )
ريشَةٌ مِنْ وِسادَةِ شاعر
( 4k | 0 | 0 )
اصطفاف على باب الخفيّ
( 4k | 0 | 0 )
صياد الضوء
( 3.5k | 4 | 0 )
حالةٌ منَ انفلاتِ الرؤية
( 3.5k | 0 | 0 )
العاشِقان
( 3.5k | 0 | 0 )
ذاكرةُ المرآة
( 3.4k | 5 | 3 )
عادةُ الشّعراء
( 3.4k | 0 | 0 )
السقوط المقدس
( 3.4k | 4 | 2 )
الرّحلة..
( 3.3k | 5 | 3 )
رسالة إلى كل من كنتُ معجوباً بهنّ
( 3.2k | 0 | 0 )
إدراك
( 3k | 0 | 2 )
الجَنّة..
( 3k | 5 | 1 )
ليتني
( 2.9k | 5 | 1 )
إلى أينَ يمضي الأمرُ
( 2.8k | 0 | 1 )
المَشيةُ الأخيرةُ لراحةِ الأرواح
( 2.8k | 0 | 0 )
المحاول
( 2.6k | 0 | 0 )
طللٌ مِنْ زاويةٍ أخرى
( 2.6k | 0 | 0 )
اتكاء على ظلال شجرة "الغاف"
( 2.6k | 0 | 1 )
يوم الإجازة
( 2.5k | 0 | 0 )
مسافات
( 2.5k | 0 | 0 )
عنبٌ منسيٌّ في المجاز
( 2.4k | 0 | 1 )
شيخوخة
( 2.4k | 5 | 1 )
عنِ امرأةٍ في "الجيم" صباحاً
( 2.3k | 3 | 0 )
لو أردتُ الكتابةَ
( 2.3k | 5 | 2 )
سيّدة السهرة
( 2.3k | 0 | 0 )
تمرين من جانب النهر
( 2.3k | 0 | 0 )
الحبيبات
( 2.3k | 0 | 0 )
الفزع الأصغر
( 2.2k | 0 | 0 )
الحضرة الخاصة في آلاء الله
( 2.2k | 0 | 0 )
عقود العمر
( 2.2k | 0 | 0 )
المقبرة
( 2.2k | 0 | 0 )
أوقات
( 2.2k | 0 | 0 )
عروج
( 2.1k | 0 | 0 )
مكالمةُ الله في الفجر
( 2.1k | 0 | 1 )
الطريقُ إلى الوادي المُقَدّس
( 2.1k | 0 | 0 )
شكوى عاشقة
( 2.1k | 0 | 0 )
الطفل والحقيقة المؤجلة
( 2.1k | 0 | 0 )
لقاء
( 2.1k | 0 | 1 )
مواعيد
( 2.1k | 0 | 0 )
موعدُنا في العشاءِ الأخير
( 2.1k | 0 | 1 )
يظلُّ الغريبُ غريباً
( 2.1k | 0 | 0 )
الدرج
( 2.1k | 0 | 0 )
الأكورديون
( 2k | 0 | 0 )
لهفة
( 2k | 5 | 0 )
اليوم يومك
( 1.9k | 0 | 2 )
مُهمّات
( 1.7k | 0 | 0 )
الصحراء
( 1.7k | 5 | 0 )
موعدٌ في المكتبةْ
( 1.7k | 0 | 0 )
آلمى
( 1.7k | 0 | 0 )
نصر
( 1.7k | 0 | 0 )
مخاوف تافهات
( 1.6k | 0 | 0 )
يا لَوجهك
( 1.6k | 0 | 2 )
صباح سائحٌ
( 1.6k | 0 | 0 )
الغياب الغيابات
( 1.6k | 0 | 0 )
صحو
( 1.6k | 0 | 0 )
يحدثُ الآن
( 1.6k | 0 | 0 )
هيولى.. هيولى
( 1.6k | 5 | 0 )
الأمورُ الجميلةُ في الحبِّ
( 1.6k | 0 | 0 )
عُلُوّ
( 1.6k | 0 | 0 )
في ذمّة البحر
( 1.6k | 0 | 0 )
وجديّاتٌ عمّانيّة
( 1.6k | 0 | 0 )
مزاج شاعر
( 1.6k | 0 | 0 )
يا إربدَ الذكريات
( 1.6k | 0 | 0 )
خوفي
( 1.6k | 0 | 0 )
تجربةٌ جادّةٌ لتعريف العطر
( 1.5k | 0 | 0 )
ثلاثةُ مداخلٍ للموقف
( 1.3k | 0 | 0 )
الجرارُ على البلَـكونةِ مِتْنَ
( 1.1k | 5 | 1 )
خواطرُ
( 1.1k | 0 | 0 )
بل أنتِ تأتين
( 1k | 0 | 0 )
يا لقاء الغابةِ بالنهر.
( 845 | 0 | 0 )
هذا النص العظيم.
( 765 | 0 | 0 )
عبث
( 711 | 5 | 0 )
على مهلهن
( 686 | 0 | 0 )
مفعولٌ لأجله
( 669 | 0 | 0 )
سبْقٌ وجوديّ..
( 663 | 5 | 0 )
في غيابِكِ..
( 662 | 5 | 0 )
بعد العراق..
( 650 | 5 | 1 )
كلاكُما الوحيُ
( 629 | 5 | 0 )
نجمةُ الصّيف والشّتاء
( 625 | 0 | 0 )
مُتّكأ
( 616 | 0 | 0 )
موّالٌ للواجدِين فالفاقدين
( 615 | 0 | 0 )
أعاني من الفوبيا
( 609 | 0 | 1 )
كائنات
( 606 | 0 | 2 )
للمعري وردة العتبِ
( 605 | 5 | 1 )
كنْ شاعراً يتلاسنُ..
( 603 | 0 | 0 )
ترجية القباطنة الأخيرة
( 580 | 0 | 0 )
مساء فارغ. (آنهيدونيا)
( 578 | 0 | 0 )
أمُّ الأشياء جميعا
( 578 | 0 | 1 )
القصيدةُ في الـ(Mall)
( 575 | 5 | 0 )
الكراكال
( 575 | 5 | 0 )
الوقت مرّاً يمرُّ على الذاكرة
( 526 | 0 | 0 )
دوائر
( 514 | 0 | 0 )
الوقت
( 496 | 0 | 0 )
موادّ
( 476 | 0 | 0 )
قرطبة اللغة
( 470 | 0 | 0 )
عمّا فيها من محميّةٍ كاملةٍ أثناء ملاحظتها
( 397 | 0 | 0 )
لا نعرف المعجم
( 276 | 5 | 0 )
نحوَ شيخوخةٍ من هدوءٍ ومعنى
( 247 | 0 | 0 )
شأنُها شأنُ جدّاتكم.. جدّتي
( 242 | 0 | 0 )