حينما طار في سلْطة الشكِّ ضوءٌ

تجوَّلتُ في فسحةٍ من فضولي

لأن السوادَ يحاصرُ حَدْقةَ عيني

سَيُسْقِطُ فخُّ السذاجةِ من قدَّسوا زرقةَ العينِ

كان السواد، ويبقى السواد!

لأن جواب الطبيعة محضُ بلادٍ

ولدنا على وحدة الرمل والبحرِ

قبل ارتباط الرمال بلحيةِ هذا الزمان

وقبل امتلاء المراكب مثل الخِزانةِ

بعد عصور الرصاص

وعاش على رمله البحرُ قبل اشتعالِ الغريزةْ!

لأن حوار الطبيعة عند مدى رؤيتي قاصرًا لا يزالْ

على نقطةٍ جانبيَّةْ

على هامشٍ فوْق أبْسِطةِ الجاذبيَّةْ

على هامشٍ ما

ندورُ مع الأرضِ مثل السؤالْ

مَلامِحُنا؟

محض صلصالْ

يشكِّلُهُ الوقتُ

يأتيْ صباحٌ ليبْسطَ كفَّ الحياة

ويملأ جدرانها بالمواعيدِ

ثُمَّ مساءٌ عجوزٌ كهذي التجاعيدِ

منْ يُبْعِدُ الليلَ عنَّا؟

وَمَنْ يُقْرِبُ الفجْرَ منَّا

إذا ضلَّ تحت التأمُّلِ إنسانُهُ

ثمَّ تاه على عتبات الفضولْ؟!



لكمْ أنْ تَرَوْا ما تشاءون،

إلا الدِّماءَ وإلا اللهبْ،

وأنْ تعْبُدوا ما تريدون، إلا حروبَ الذهبْ!.


هي الشَّمْسُ دارتْ تَخَاطِبُ نَجْمَ الرؤى

وهنا البنْدقيَّةُ -مثل الصراخِ- تُحَلِّقُ أعْلَى من الصبرِ

والأرضُ ملفوفةٌ في سياجِ سُلالةِ نَرْدْ

يُطوِّقَ كُلَّ نداءٍ من الشَّمْسِ للغدْ

ظلامُ الفضاءِ يُحيطُ بِنَا مِنْ جميعِ الجهاتِ،

وما مِنْ ظلامٍ أشدْ

كتلْك الحضاراتِ

إذْ شَيَّدَتْ بدَمِ الفُقراءِ قِنَاعًا لِمَجْدْ!!.


على كلِّ حالٍ

سَيَرْكُلنا الوقْتُ حتْمًا بمرمى التَّوابيتِ

ليْسَ لدينا سوى لحظاتٍ على هذه الأرض،

حتى نمرَّ كما مرَّ طيرٌ إلى بُرْجِهِ،

وتوقَّفَ خَمْسَ دَقائِقَ للريح،

خَمسَ دَقائِقَ للغيمِ،ِ

للفجر،

حتى نشكِّلَ في الوقت ما نستحقْ

وليس على الهامش الآن حقْ!!


فتلْك الحقيقةُ

أَشْجارُ نوْرٍ

ستثْمِرُ دَومًا يقينًا،

تُظَلِّلُنا بِغُصونِ التواضُعِ

تُرْخيْ لنا دَرَجَ المعْرفَةْ

فنُلْقي بأحْذيَّةِ الغطْرسةْ

وَنَصْعَدُ ساقًا فساقا

بعيدًا عن العاصِفةْ!!