بحثاً عن شيء ما - شيرين مجدي | القصيدة.كوم

شاعرة مصرية، في غابة العالم تحيا مثل البستانيّ لا الحطّاب (1999-)


649 | 5 | 0 | 2




مُتفرِّدٌ بمدينتي، والذكرياتُ هَطولُ
ومِظلتي تاهتْ رؤاها والخميلُ
كنا عرايا مزَّقتْنا الريحُ
كنا حنطةَ الجوعى بمائدةِ الزمان
لتنهشَ الأوقاتُ منا
فنُحيطَ باللاشيء لِينًا
-نرتجُّ في الدهشاتِ-
إذ ترتجّ فينا
والآن لا أبوابَ لا جدرانَ
أكْبحُ ذكرياتي في الشوارعْ
ألهو بغصنٍ ضائعْ
نُقِشتْ على طيَّاتِه ذكرى الربى
فلعلَّ عصفورا سيقرأ حاضري
أمضي ويهجسُ خاطري:
قلبي حديقةُ عابدٍ
صَلَّتْ فراشاتٌ بها
لجذوعها
تَصْبو تُرتِّلُ بالحنينِ طفولةً ضَلَّتْ طريقَ مدينتي

حتى بقيتُ جوًى
يقودُ الذكرياتِ تَعُوُّدي
وأنا هنا
لتداعبَ الأحلامُ قلبي
فوق أجنحةِ الطيورِ،
غدًا أطيرُ
أرى مدينةَ ذكرياتي الضائعةْ
والشارع المغمور
بعثر بالحنين خُطايَا
يا دميتي:
كم مرة ضَفَّرْتُ شَعْرك بالحنينِ على شظايا؟
ليراقص َالنايُ الحكايا
ويسامر الغيْمَ المسافرَ في مَدايا
الآن جدرانُ الحقيقةِ حُطِّمتْ
وأنا أراوغ،

أحمل الليلَ الشجيّ على رؤوس الدهر
أمشي كي أهادنَ دميتي في حشرجات الذكرياتِ
حتى بدى وَقْعُ المآل على فمِ الأوقاتِ
وأنا ألوذ بدميتي:
كنتِ المصابيحَ الأخيرةَ
في جَناحِ مدينةٍ
تاهتْ على كَتِفِ الظلامْ





الآراء (0)   


الموقع مهدد بالإغلاق نظراً لعجز الدعم المادي عن تغطية تكاليف الموقع.

يمكنك دعمنا ولو بمبلغ بسيط لإبقاء الموقع حياً.