تَحْليقٌ عَلَى سَمَاءٍ خَاليَة - محمد الأمين جوب | القصيدة.كوم

شاعر سنغالي مقيم في المغرب، له مشاركات شعرية عديدة (1991-)


1911 | 0 | 1 | 0




"صوت يشُذ عن الأصوات المألوفة، لا لأنّهُ أَقوى، بل لأنه مختلف و بعيد"
محمود درويش

(مُسْتلَّة من: رِسالَة مُتنبي الأَخِير)

غَدًا...
سَتُومِئُ لِلشِّعْرَى فَألْتَفِتُ
ومِعْصَمِي مُوصَدٌ لَكِن سَأَنفَلِتُ
غَدًا...
بِمِيلاَدِ شَكِّي لِي مَلاَئِكَةٌ
تَحُفُّنِي وَتُغَنِّي خَلْفِيَ اللُّغَةُ
غَدًا...
سَأَقْدَحُ زَندَ القَلْبِ مُتَّقِدًا
نَحْوَ الخَيَالِ ...
فَتَنمُو دَاخِلِي السّعَةُ
غَدًا...
سَتَصْدَحُ بِي تُفَّاحَةٌ وَأَنَا
عَلَى الصَّحَارِي وَأَشْوَاقِي مُعَتَّقَةُ
وَثَمَّ...
مَائِدَةٌ فِي الرِّيحِ تَحْمِلُهَا
يَدٌ وَأَفْئِدَةٌ حُبْلَى وَأَخْيِلَةُ
لِذَا أُسَافِرُ ...
هَلْ؟
مِنْ أَيْنَ؟
كَيْفَ؟
مَتَى؟
كُلُّ السُّؤَالِ اخْتِنَاقٌ لِي وَأَبْرَهَةُ
بِغَيْمَتَيْنِ مِن التَّأْوِيلِ تُرْضِعُنِي
أُمُّ الزَّمَانِ...
فَتَجْرِي فِيَّ فَلْسَفَةُ
هُنَاكَ حَدَّقْتُ لاَ عَيْنًا
وقَفْتُ بِلاَ سَاقٍ
عَبَرْتُ بِلاَ رُوحٍ لَهَا سِمَةُ

أَيْقَظْتُ فِي الْمُعْجَمِ الكَوْنِيِّ خَاطِرَةً
تَرْسُو بِشَاطِئِهَا الأَوْرَاقُ وَالشَّفَةُ
وَفِي السَّفِينَةِ طِفْلٌ تَائِهٌ
دَمُهُ _مَا بَيْنَ شَيْئَيْنِ
آهَاتٌ وَمَلْحَمَةُ
وَكُلّمَا يَمَّمَتْ رُوحٌ تُطَمْئِنُهُ
يَبْكِي...
كَأَيِّ نَبِيٍّ ضَمَّهُ العَنَتُ
هُنَاكَ...
يَفْتَضُّ قَامُوسُ السَّمَاءِ لَنَا
بَكَارَةَ الأَرْضِ...
وَالدُّنيَا لَهُ أَمَةُ
لِمَن أُقَدِّمُ قُرْبَانَ التَّوَلُّهِ؟،
لِي مِن قَبْلِ قَابِيلَ
أَشْجَانٌ مُبَعْثَرَةُ
مَرَرْتُ كَفَّاكَ
فِي الأَنوَاءِ تَنبُذُنِي فِي أَلفِ جُبٍّ
وَمَا لِلنُّورِ بِي صِلَةُ
تَلَفَّتَتْ أَحْرُفِي فَوْرًا لِتُنقِذَنِي
ثُمَّ اسْتَدَارَتْ عَلَيَّ الأَرْضُ وَالجِهَةُ
مَسْعَايَ مَوْجٌ عَمِيقٌ لاَ انتِهَاءَ لَهُ
مَالِي تَجَاوَزْتُ حَدَّ الصَّمْتِ يَا رِئَةُ؟
طَارَتْ عَلَى طُورِيَ الرُّؤْيَا يَدُقُّ دَمِي
مَوْتٌ/ فَنَاءٌ وَأَلْوَاحٌ مُوَشَّحَةٌ
لاَ بَاخِعٌ ذَاتِيَ الفَيْحَاء فِي وَلهٍ
أَمْشِي إِلَى الأَمْسِ
وَالأَبْوَابُ مُغْلَقَةُ
شَيْئًا فَشَيْئًا غَرِيبًا....
كَانَ لِي مَلِكٌ مِن الغِيَابِ...
فَتُصْغِي هَمْسَتِي مِئَةُ
مَاذَا عَلَى ذَاتِ أَلْوَاحٍ وَذَاتِ دَمٍ
آهَاتُهُ فِي المَدَى رُوحٌ مُعَلَّقَةُ
ظَمْآن وَالماءُ يَجْرِي فِي حَدَائِقِهِ
فِي ضِفَّتَيْهِ....
يُغَنِّي الضِّيقُ وَالسَّعَةُ
لاَ صَحْوَ لِي...
عِندَ مِعْرَاجِ الحُرُوفِ وَإِسْرَاءِ
المَعَانِي....
بِذَاتِ الخُلْدِ مُسْرِعَةُ
لَوْ شَرَّحُوا جَسَدِي شَكًّا
لَسَالَ فَمٌ
وَشَهْقَةٌ وَ لَسَالَتْ فِيَّ سُنبُلَةُ
نَحْنُ الجِيَاعُ....
وَقَمْحُ الأَرْضِ يُبْغِضُنَا
جِدًّا....
وَيُحْذَفُ فِينَا الصَّبْرُ وَالدَّعَةُ
كَأَنَّنَا حِينَمَا نَمْشِي عَلَى عَجَلٍ
نَحْوَ الخَيَالِ...
مَرَايَانَا مُعَاكَسَةُ
صَعَدْتُ...
أَخْلَعُ لِلدُّنيَا عَبَاءَتَهَا
هَبطْتُ وَالنَّفْسُ بِالتَّلْوِيحِ مُعْتِمَةُ
صَلَّيْتُ أَلْفَ صَلاَةٍ فِي خِضَمِّ هَوَى
أُطِيلُ صَرْحَ النَّدَى...
وَالْخَتْمُ فَاتِحَةُ
وَفَوْقَ سجَّادَةِ المَعْنَى وَقَفْتُ رُؤًى
هَلْ أَعْبُدُ اللهَ؟؟
حَيثُ التِّيهُ صَوْمَعَةُ
مَنْ أَنت؟؟
فَالقَلَمُ الكَوْنِيُّ خَطَّ فَمِي
عَلَى الصَّبَاحِ،
أًغَنّى خَلْفَ من سَكَتُوا
وَعِندَمَا حَمَّلَتْنِي الرِّيحُ أَسْئِلَةً
مَشَيْتُ طِفْلاً...
لِأَنَّ الكَوْنَ أَجْنِحَةُ
كَأَنَّ بِي وَفُتَاتُ الشِّعْرِ تُخْبِرُنِي
بِأَنَّ حُبَّ إِلَهِ الكَوْنِ بَوْصَلَةُ
وَكُلُّ شَيْءٍ بِهَذِي الأَرْضِ تَشْهَدُهُ
شَمسٌ/ نُجُومٌ/ فَتَاةٌ مَا/ وَنَرْجِسَةُ
وَرِفْعَةٌ/ وَانخِفَاضٌ/ وَارْتِفَاعُ يَدٍ
وَشَدْوَةُ الطَّيْرِ /جَوْزَاءٌ/ وَبُلْبُلَةُ
فالعَذْبُ مُرٌّ عَلَى صَحْرَاءِ أَخْيِلَتِي
شَجْوِي طَوِيلٌ وَأْفْكَارِي مُطَوَّقَةُ
القَادِمُونَ مِنَ الدُّنيَا مَلاَمِحُهُمْ
مَا بَيْنَ ضَوْئَينِ: أَلْحَانٌ وَحَشْرَجَةُ
فَلاَ تُطِيلُوا انتِظَارِي...
إِنَّ لِي جَسَدًا مِن السَّرَاب
وَأَخْبَارِي مُسَيْلِمَةُ







الآراء (0)   


الموقع مهدد بالإغلاق نظراً لعجز الدعم المادي عن تغطية تكاليف الموقع.

يمكنك دعمنا ولو بمبلغ بسيط لإبقاء الموقع حياً.