يغادر الرجال مصنع فولاذ بورت تالبوت
بينما يشحذ النهار حده على سماء رائقة.
يتدفقون عبر آخر ضياء في العالم،
خطواتهم ثقيلة ومتعبة،
لكن رؤوسهم غير محنية
وهم يرتبون قلنسواتهم وقت العصر.
وجوههم غير واضحة لأنهم بعيدون قليلا
عن مكان وقوف الرجل الذي يحمل آلة التصوير.
بضع خطوات إلى الأمام كانت ستضبط دقة العدسة
ولكن من الأفضل ألا يكون متأكدا. إنهم مجرد
مجموعة من الرجال المجهولين. لا أحد مميز.
سيكون الوقت دائما عصرا، عصرا مشرقا
حيث تطوى الأكمام الوسخة حتى المرفقين
كي تلتقط الشمس، وحيث يسير الرجال قدما
نحو الأطفال، الذين لم يولدوا والذين لن
يولدوا أبدا. في مكان ما، التقط
المصور ظلَّ ظل.

بنس من نحاس يحمل صورة ظلية للملك
يجده صبي صغير تحت الحاجز الحجري
الذي تدحرج تحته
بعد أن تهادى مثل دراجة هوائية قديمة
فوق الأحجار. بنس نحاسي لكل
فكرة أخيرة. يعكس الفولاذ الشمس على جميع
أوربا والمحيط الهادي. الآلات لا تتوقف
ليلا أو نهارا، ولو أن الرجال
المجهولين يغيبون واحدا أثر واحد.







(ﺟﻤﻴﻊ ﺗﺮﺟﻤﺎﺕ عادل صالح الزبيدي)

---