روحي مثقوبةُ القِلع - وسام دراز | القصيدة.كوم

شاعر مصري يعيش في قرية بسيطة (اسمُها ميت حبيب) بمحافظة الغربية وينتمي إلى أسرة تحب الشعر والفن (1995-)


561 | 0 | 0 | 0




أمسكِي الآن كفيَّ،
يا ذكرياتي التي ستُربَّتُ عما بعيدٍ،
ويا رحلةً لا تطولُ ولا تنتهي
غير أن الرصيفَ هناكَ يموءُ كقطٍّ أليفٍ
وما تطأُ القدمانِ هناكَ مِنْ الشوكِ، شوكٌ حميمٌ
ومرتَطمي في السقوطِ هناك طريٌّ إذا عثُرتْ خطوتي...
كل هذا جميل وأنتِ هنا
في شِراك الطريقِ معي.

أمسكي الآنَ كفيَّ،
ولنتخففْ من الوقت والناسِ؛
فاللحظة انسكبت فوقنا،
ليس يجدر بي حينها غير أن أتحسسَ كفيكِ:
ما بهما ليس يؤذي بأيةٍ حالٍ،
وهذا جديرٌ بأن أتبللَ عن طِيبِ خاطرةٍ
كلما انسكبتْ لحظةٌ.

إننا يا رفيقةُ مؤتلفانِ
معاطفُنا هجرتْها أكفُّ الذينَ نحبُّ..
وأرواحنا علَّقتها الليالي على مِقْبضِ البابِ
منذ انعزلنا، وقلنا: سيدخلُ عما قريب أحِبَّتُنا
وانتظرنا طويلًا
طويلًا
ولم نلحظِ الريح، وهي تطيِّر أرواحنا!

مرَّ ما مرَّ من وجعٍ يا فتاةُ
ولكنَّهُ وحدَهُ في عُبوركِ؛ فلتعذريهِ،
وسِيري معي، وامنحي بالَه طعمَ (ألا يمرَّ وحيدًا)
عَسانا نعلِّم ما نتحاشاهُ شيئًا جديدًا
عساهُ إذا شافنا امتنَّ؛ وانزاحَ عنَّا
بذاكرةٍ نحن فيها جميلانِ، نمشي معًا،
ونسلمُ _للكاميراتِ الحزينة في أوجهِ الناس_ بسمتنا.

أمسكي الآن كفيَّ؛
فاللحظةُ انسكبتْ.. كالشتاءِ،
وليس بوسعيَ أن أرتدي غير كفَّيكِ.
أنت خيامٌ، وأفكاري الموحشاتُ شعوبٌ من اللاجئينَ،
وأنت ضفافٌ، وروحي مثقوبةُ القِلْعِ في عرض جِسميَ...
أنتِ... التي لا تدومُ لوقتٍ طويلٍ،
تدومينَ عندي لوقتٍ سيكفي؛ فلا تفلتيني؛
فأَسقُطَ في داخلي مثلما يسقط النهرُ في عين منتحرٍ.
أمسكي الآن كفيَّ
واعتصري ما تخلل هَذي الأصابعَ مِن وحشةٍ
واعبري بي إشارةَ نفسي إليكِ.




الآراء (0)   


الموقع مهدد بالإغلاق نظراً لعجز الدعم المادي عن تغطية تكاليف الموقع.

يمكنك دعمنا ولو بمبلغ بسيط لإبقاء الموقع حياً.