مزرعة "ران" - سليم بركات | القصيدة.كوم

شاعر وروائي وأديب سوري مقيم في السويد، ليست اللغة عنده وسيلة للتعبير، وإنما الوسيلة والغاية. (1951-)


471 | 0 | 0 | 0




"النعام"

مشرفٌ كالجهالة من ترفِ الطير فيه
على الأبديّ الأسيرِ.
للتراب جناحان في ظله،
للأكيد شقيقاته يتمرّغن في الريشِ،
أو يتقاذفنَ، مثل الرؤى، بجلال الحضورِ.

نمنماتٌ هواجسهُ،
والرسوم التي أسرتْ جِرمَهُ أعتقتْ جِرمَهُ في الحريرِ.
***

"الذُعرَةُ"

جُرَّ هذا الفلكا
دائرياً، وانبثقْ
خالصاً في فكرةٍ بعد تماديكَ على الشكل النزقْ
ثمَّ عُدْ من أول الآية مسكوكاً على نقشكَ في الفضيّ، في النور انجلى منتَهكا.

لُمَّ هذا الفلكا.
***

"الطاووس"

روِّعِ الغيبَ؛ رَوِّعْ أبدَ اللونِ، وانسلِ الأعراقا.
ينحرُ المكان سلاليمَ إلى النهبِ،
وتُطوى السماءُ طاقاً فطاقا.
***

"السنونو"

نَمِرٌ يجرُّ قنيصةَ الأزلِ.
***

"الهدهد"

مَهَلٌ دَقَّأَ الحياةَ. أريشٌ
عليكَ؟ ضُمَّ الصروفا
زغباً وانشُدِ الرحيلَ بِطئاً نزيفا.

نَسَقٌ أنتَ، أُحْضِرْتَ طيفاً
ونِلتَ صوغاً أليفا.
***

"النَّحَام"

لا شراعَ يطوّقهُ راحلاً،
لا هبوبٌ على جِرمِهِ؛ لا دليلٌ شعاعُ.
ألنهارُ حقائبهُ،
والفراغُ المتاعُ.
***

"القطاة"

سوف يعدو النهارُ على ساقه الهندباءِ
قافزاً كالجرادة في ظلّكِ المنكسرْ
في مرايا الصورْ
ويدير النباتُ نواعيرَهُ ببغالِ الهواءِ.

أنتِ ظلُّ الهواء وعكّازُهُ في حقول الهواءِ.
***

"الديكُ الروميُّ"

عَضَلَةٌ كالتيه، كالمكيدةْ
وعَصَبٌ من أرقِ الغمامِ.

ويحَكِ يا مجاهلَ القديم لا تنامي.





الآراء (0)   


الموقع مهدد بالإغلاق نظراً لعجز الدعم المادي عن تغطية تكاليف الموقع.

يمكنك دعمنا ولو بمبلغ بسيط لإبقاء الموقع حياً.